القضيّة الكردية وإدارة التنوع في الواقع المأزوم.. لقاء موسع يضيئ على المعاناة والحلول
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
الطيران الاسرائيلي يحلق فوق مدينة صور وضواحيهاحضر الوضع المعقد للأكراد في الشرق الأوسط المثقل بالمشاكل، وبالتحديد العلاقات الكردية العربية في ظل التحولات التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة ، خلال لقاء حواري موسع شاركت فيه نخبة متنوّعة من المفكّرين والكتّاب والإعلاميين من إقليم كردستان والعراق وسوريا ولبنان، بغية تقديم صورة واقعية عن قضية الكرد المتخمة بالتعقيدات والتي تستوجب وضع الحلول الجذرية التي تعيد انتظام تلك الفئة مع بقية أطياف المجتمع في الدول التي تتواجد فيها.
شكل واقع الأكراد المتواجدون في بلدان متعدّدة الثقافات، محور اللقاء، الذي عُقد يوم الخميس في اوتيل كراون بلازا في بيروت بدعوة من "دار النهار"، وشدد خلاله المتحدثون على حاجة المجتمعات المتنوّعة في المنطقة إلى إيجاد الصِيَغ المناسبة في كل منها لإدارة العلاقة بين مكوّناتها المتنوّعة دينيًا وعرقيًا وسياسيًا، في حضور رئيس تحرير "موقع جنوبية" علي الأمين، الدكتور عبد الحسين شعبان، القاضي زياد شبيب، رئيس مؤسسة كردستان كرونيكر بوتان تحسين، القاضي آزاد ملا أفندي، د. شيرزاد النجار، ايمان اسعد ، والشاعر جان دوست، مدير تحرير كردستان بالعربي شمال عبدالله وحشد من الشخصيات.
خلص المشاركون الى الحاجة الى التواصل ومعرفة الآخر، وترسيخ الوعي لدى الرأي العام اللبناني والعربي وكذلك الكردي حول النهج المفترض اتباعه في معالجة المسائل الحساسة وحالات الظلم والقمع ومحاولات تذويب الأقليات بشكل عام، والقضية الكردية بشكل خاص.
وأضاء المتحدثون على العلاقة بين بيروت وإربيل وضرورة البناءعلى التشابه الثقافي والتاريخي
لردم الهوة والتباينات، كما خصصوا حيزاً لسرد معاناة الأكراد على مر التاريخ وكيف توزّعوا على أربع دول في المنطقة وطريقة تعامل كل منها معهم وفق حلول قمعية جعلت من قضيتهم على مدى قرن مليئة بالتعقيدات والمشاكل كبدتهم الدماء وصولاً الى الاعتراف تدريجيا بحقوقهم.
وتطرق المتحدثون الى الواقع الكردي في العراق وسوريا وتركيا وايران، فلفتوا الى انه في العراق وعلى الرغم من اعطاء إقليم كردستان نوعًا من الحكم الذاتي المحلّي، الا أن ذلك لم يحل دون استمرار المشاكل بغياب حل حقيقي ينظم العلاقة بين الإقليم والدولة.
وشددوا على أنه في سوريا تُعتبر القضية الكردية التحدي الأكبر الذي يواجه الإدارة الجديدة للبلاد وسط خشية من استبدال الحوار بالقوة العسكرية، أما في تركيا فسجل تطوراً غير مسبوق في بالاعتراف بحقوق الكرد بعد انكار لعقود من الزمن، فيما لا تزال القضية الكردية في إيران مثار قلق للنظام الحاكم وهو ما عكسته الانتفاضات الشعبية في البلاد.
وخلص المشاركون الى أن الخروج من مأزق العلاقة المأزومة مع الأكراد في تلك الدول يستوجب استبدال منطق القوة بإدارة فاعلة للتنوّع والاعتراف بهم، ووضع السياسة العادلة لتذليل كل الخلافات والاتجاه لبناء علاقة سوية بين كل المكونات.