«مستوحاة من هجوم البيجر».. كيف حوّلت أوكرانيا نظارات الجيش الروسي إلى قنابل موقوتة؟
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
لقاء خاص مع المخرج احمد زراقط: الذكاء الاصطناعي فنان حقيقي !مستوحاة من العملية العدوانية التي نفذتها الاستخبارات الإسرائيلية باستخدام أجهزة «البيجر» ضد مقاتلي حزب الله، تم الكشف عن عملية أوكرانية جرت لتفجير نظارات يستخدمها الجنود الروس.
وفي التفاصيل، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ما أسمته مخطط تجسسي أوكراني غير مسبوق قضى بـ«إخفاء قنابل صغيرة داخل النظارات التي يستخدمها الجنود الروس للتحكم في الطائرات المسيرة، ثم التبرع بهذه النظارات للجيش الروسي تحت ستار المساعدات الإنسانية، ثم انتظار الانفجارات».
ما القصة؟
وذكرت وكالة الأنباء الروسية «تاس» في وقت سابق من هذا الشهر وقوع عمليات تخريب مشتبه بها استهدفت النظارات، وأمس الخميس، أكد مسؤول أوكراني رفيع أن وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية (HUR) هي التي خططت لهذه العملية. كما نشر موقع الأخبار الأوكراني «سوسبيلني» تقريرًا حول هذه الانفجارات يوم الخميس.
لم تحقق الخطة الأوكرانية النتائج العلنية نفسها التي حققتها العملية الإسرائيلية، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص وإصابة الآلاف في أنحاء لبنان، بما في ذلك مدنيون. ورغم الإبلاغ عن العديد من انفجارات النظارات هذا الشهر، إلا أن الهدف الأساسي للمخطط بدا أنه يتمثل في جعل الجنود الروس يترددون في استخدام نظارات التحكم بالطائرات المسيرة في المستقبل، وذلك وفقًا لمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
لم ترد أي تقارير عن وقوع إصابات أو وفيات، رغم أن الجيش الروسي نادرًا ما يكشف عن أعداد ضحاياه. وقال المسؤول الأوكراني الكبير، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة قضايا استخباراتية، لصحيفة «نيويورك تايمز» إن هناك ضحايا، لكنه رفض الإفصاح عن الأعداد لأن العملية لا تزال جارية.
الاستلهام من عدوان «البيجر»
وقال المسؤول الأوكراني الكبير إن الأوكرانيين استوحوا فكرة النظارات المفخخة بعد أن نفذت إسرائيل عملية مماثلة في 17 أيلول الفائت، حيث أنشأت شركات وهمية لتوريد أجهزة بييجر لحزب الله، والتي انفجرت لاحقًا، مما أسفر عن استشهاد 20 شخصًا وإصابة 2700 آخرين. وفي اليوم التالي، انفجرت أجهزة لاسلكية يستخدمها عناصر من حزب الله، ما أدى إلى استشهاد 12 آخرين.
أدرك الأوكرانيون أن الروس لا يستخدمون أجهزة النداء الآلي أو أجهزة اللاسلكي بنفس الطريقة، لكنهم يعتمدون بشكل كبير على الطائرات المسيرة ذات الرؤية الأولى (FPV drones)، والتي تتطلب نظارات خاصة للتحكم فيها.
تفاصيل العملية
في 7 شباط الجاري، اشتكى إيغور بوتابوف، وهو رجل أعمال روسي ومؤيد صريح للجيش الروسي، على منصة «تيليغرام» من مجموعة معدلة من نظارات التحكم بالطائرات المسيرة Skyzone Cobra X V4 المصنوعة في الصين. وقال بوتابوف، الذي سبق أن نقلت عنه وكالة «تاس»، إن شخصًا يدعى رومان تبرع بهذه النظارات.
في مقابلة مع «نيويورك تايمز» يوم الخميس، أوضح بوتابوف أنه سمع عن المشكلة قبل يوم واحد من نشرها على «تيليغرام»، وقام بتأكيد الشائعات مع متطوع يساعد الجيش الروسي. وأشار إلى أن نظارات Skyzone Cobra كانت تحظى بشعبية بين مشغلي الطائرات المسيرة الروس بسبب تكلفتها المنخفضة.
لم يتضح بعد كيفية تفجير النظارات، لكن بوتابوف قال إنها تنفجر بمجرد تشغيلها.
وكتب في منشوره: «ظهرت معلومات عن تخريب عبر المساعدات الإنسانية». كما نشر صورًا لملصق الشحن الخاص بالنظارات وصورًا للأجهزة نفسها، وعلق قائلاً: «تم استلام نظارات لطائرات FPV المسيرة، وعند تشغيلها، يحدث الانفجار».
وفي حديثه مع الصحيفة، أكد بوتابوف أنه لم يُصب أحد بأذى.
التغطية الإعلامية الروسية للحادثة
وظهر في وقت سابق مقطع فيديو يُظهر عملية تفكيك هذه الأجهزة على قناة «مهندسون إلى الجبهة» المؤيدة للحرب على «تيليغرام». وادعى مشغلو القناة أن النظارات وزعت عبر متطوعين «دون علمهم»، ووصفوا العملية بأنها «هجوم واسع النطاق».
وبحسب القناة، اشتكى الجيش الروسي من «حالات متعددة» لانفجار النظارات.
وأفادت القناة بأن كل نظارة تحتوي على ما يصل إلى 15 غرامًا من المتفجرات البلاستيكية وصواعق تفجير، موضحة أن هذه المتفجرات وضعت في حاويات مصنوعة باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد، وتم تركيبها داخل النظارات بدلًا من المروحة الأصلية.
وذكر القائمون على قناة «مهندسون إلى الجبهة» أن العبوات المفخخة كانت «محكمة الإغلاق، لكنها أظهرت علامات طفيفة على أنه تم فتحها وإعادة إغلاقها».
حرب تجسس بين روسيا وأوكرانيا
كانت النظارات المفخخة أحدث حلقة في معركة التجسس طويلة الأمد بين روسيا وأوكرانيا، حيث اتهم كل طرف الآخر بتنفيذ عمليات اغتيال استهدفت قادة عسكريين ونشطاء.
وتؤكد السلطات الأوكرانية أن روسيا تدير شبكة واسعة من العملاء النائمين داخل أوكرانيا، ووجهت اتهامات إلى عدة أشخاص، من بينهم ممرضة، وشماس في الكنيسة، ومسؤول رفيع المستوى في جهاز المخابرات الأوكراني. في المقابل، اتهمت روسيا أوكرانيا بتدبير اغتيالات استهدفت شخصيات بارزة، من بينها جنرال قُتل في موسكو بانفجار قنبلة، إضافة إلى معلق قومي متطرف.
إقرأ/ي أيضا: هدية نتنياهو لترامب: الكشف عن صورة «البيجر» الذهبي.. وعبارة ساخرة