الأخبار: إسرائيل تواصل تسريباتها عن قدرات حزب الله: تحضير المسرح السياسي والدبلوماسي للعدوان!
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
ديفيد هيل: المهل الزمنية في ملف السلاح يجب أن تؤخذ بجديةالأخبار: للأسبوع الثاني على التوالي، واصلت الماكينة السياسية والإعلامية الإسرائيلية تعبئتها للرأي العام داخل الكيان، وللأجواء الدبلوماسية الإقليمية والدولية، بما يشبه التمهيد لشنّ عدوان جديد على لبنان، بحجة أن حزب الله يعمل على استعادة قدراته العسكرية وعاد ليشكّل تهديداً لأمن إسرائيل.
وفي السياق، نقل إعلام العدو عن مصادر عسكرية «أن حزب الله، بات على بعد أشهر قليلة من الخط الأحمر الذي رسمته إسرائيل لإمكاناته الهجومية».
وقالت، إن «الجيش يشعر بالقلق من محاولة حزب الله مهاجمة أحد مواقع الجيش الإسرائيلي الـ5 في جنوب لبنان، بهدف الضغط على الحكومة اللبنانية التي تسعى إلى تفكيك سلاح الحزب»، لافتة إلى أنه «في حال وقوع أي هجوم من حزب الله سيكون رد الجيش الإسرائيلي في الضاحية والبقاع، ولن يدفع الثمن حزب الله وحده بل سيطاول قواعده كاملة».
وكرّرت صحيفة معاريف كلام قادة العدو العسكريين بأن «سلاح الجو يتمتّع حالياً بحرية تحرّك في منطقة الشرق الأوسط بكاملها مع تركيز على سماء لبنان»، كاشفة «أن الجيش وسلاح الجو مستعدّان لوضع قدرات إسرائيل الهجومية كاملة في مواجهة حزب الله».
ونقلت «معاريف» عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن «حزب الله يحاول التحايل على حصارنا المفروض على تهريب السلاح عبر مهرّبين»، مضيفة أنّ «على حزب الله أن يتذكّر أننا الآن في حالة مختلفة عمّا كنا عليه قبل عام. ونحن ننفّذ حالياً عملية استنزاف تدريجي لقدرات حزب الله، وقريباً لن يكون هناك مفر من شنّ عملية قطع رأس حزب الله».
وكانت التقارير الإسرائيلية (هآرتس، i24، القناة 13) التي تحدّثت عن تصاعد القلق داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من وتيرة إعادة بناء حزب الله لقوته العسكرية، جزءاً من عملية أشمل تتولاها شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، التي نقلت إلى الجانب الأميركي والقوات الدولية وعواصم أوروبية، أن إسرائيل تشعر بأن حزب الله يستغلّ فترة الهدوء الحذر على الجبهة الشمالية لتعويض الخسائر وتعزيز قدراته اللوجستية.
وعزّزت التسريبات الصادرة عن الجهات الاستخباراتية السردية بأنّ خط الإمداد الإيراني عبر العراق وسوريا عاد للعمل جزئياً بعد الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة، ما يسمح بإدخال أسلحة دقيقة أو متوسطة المدى إلى مخازن الحزب، ويزيد من مخاوف إسرائيل من استئناف تهديد «الجبهة الموحّدة» من طهران إلى البحر المتوسط. وعادت هذه التحذيرات، لتُنشر مرة جديدة، عبر الحديث عن تفاصيل اجتماع بين ضباط الاستخبارات وأعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، حيث قيل لهم، إن «وتيرة تعاظم حزب الله أسرع من قدرة الجيش الإسرائيلي على مواجهته».
إعلام العدو يشارك في التهويل، لكنّه يسأل: كيف نعود إلى الحرب والمستوطنون في الشمال لم يكادوا يستقرّون في بيوتهم بعد؟
ويبدو أن إسرائيل تعتمد خلق مناخ من القلق خشية أن تكون الضربات الجوية المحدودة قد فشلت في منع الحزب من إعادة بناء منظوماته. كما أن إسرائيل قلقة من أنه بينما تنشغل هي بجبهة غزة وإعادة التموضع في ظل أزمة داخلية سياسية – عسكرية، فإن قدرة جيشها على خوض حرب متعدّدة الجبهات عُرضة للتآكل، علماً أن الهدف الأول لإسرائيل من كل هذه الحملة، هو إشهار عدم ثقتها بكل ما يقوم به الجيش اللبناني وقوات «اليونيفل» لنزع سلاح حزب الله.
وبرغم إشارة إعلام العدو إلى أن واشنطن تضغط على إسرائيل لتجنّب مواجهة شاملة. إلا أن رسائل تل أبيب إلى واشنطن تستهدف في جانب منها تحصيل غطاء سياسي مُسبق لأي تصعيد، خاصة أن إدارة ترامب الثانية تُظهر حتى الآن تردّداً في دعم حرب شاملة على لبنان قبل ضمان استقرار جبهة غزة.
وفي السياق نفسه، نشرت قناة «N12» مقالاً حول الوضع على الحدود مع لبنان، أورد فيه الكاتب كوبي ماروم نفس الفكرة – الرسالة القائمة على فكرة أنه «ومع تحديد الحكومة اللبنانية نهاية السنة لتنفيذ مهمة نزع السلاح، إلا أنّ هناك فجوة كبيرة بين القرارات والتصريحات وبين التطبيق الميداني من طرف الجيش اللبناني».
ومن أجل تعزيز سردية أن حزب الله إنما يخرق قرار وقف إطلاق النار عبر إعادة تنظيم صفوفه، يرى الكاتب «أن الضغط الإسرائيلي والمطلب الحازم من الولايات المتحدة، يقولان بأن على الجيش والحكومة في لبنان اتخاذ مزيد من الإجراءات، لأن هناك ارتفاعاً دراماتيكياً في جهود حزب الله لاستعادة قدراته، بما في ذلك محاولات استمرار تهريب الأسلحة من سوريا، مع استغلال حالة عدم سيطرة الرئيس أحمد الشرع الكاملة على جميع أنحاء سوريا، وأنه يلاحظ أن البقاع، أصبح مركز ثقل لحزب الله، وفيه محاولات لاستئناف إنتاج الصواريخ والطائرات المُسيّرة وقدرات إضافية».
ورداً على سؤال عمّا إذا الهجوم الإسرائيلي الواسع النطاق على لبنان مسألة حتمية، قال الكاتب نفسه، إن «المطلوب من لبنان تفكيك المزيد من بنى حزب الله التحتية، وهذا قد يولّد احتكاكاً مباشراً، وربما يؤدّي إلى تدهورٍ يمكن أن يقود إلى حرب أهلية داخل لبنان. وإن خط الفصل هنا هو الانتخابات النيابية المُقرّرة في أيار 2026، والتي ستكون اختباراً مهماً بشأن ما إذا كان الشعب اللبناني سيدعم الرئيس جوزيف عون وحكومته التي تقود خطاً ضد حزب الله، بما في ذلك الدعم الكامل لتفكيكه وإضعاف وجوده في مجلس النواب، الأمر الذي يتيح تفكيكه ويتيح الفرصة لدفع المصالح نحو اتفاق بين إسرائيل ودولة لبنان».
وبحسب الكاتب فإن «المعضلة في إسرائيل، في حالة فشل الضغط الدبلوماسي، هي ما إذا كان يجب العمل بشكل عدواني واسع، خصوصاً في البقاع، مع تحمُّل مخاطر التصعيد وردّ حزب الله باستهداف الأراضي الإسرائيلية، في ظل عودة سكان الشمال حديثاً إلى بيوتهم ومحاولتهم إعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم الحدودية، بينما لا تزال صدمة النزوح والرحيل حاضرة».