الانقسام الداخلي يُضعف لبنان في المفاوضات
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
هذا ما أعلنه الحوت عبر mtv عن أسعار التذاكر...كتب معروف الداعوق في "اللواء":
التجاذب السياسي الحاصل بين كثر مؤيدين لمسار حصر السلاح بيد الدولة وحدها والاستمرار بتنفيذ قرار الحكومة بهذا الخصوص حتى النهاية، وبين حزب الله مدعوماً من ايران، وهو يرفض نزع سلاحه، ويمعن في المماطلة ومحاولاً اعادة النهوض من جديد، ما يعطي اسرائيل الحجة لاستمرار احتلالها للمواقع الخمسة جنوباً، ومواصلة اعتداءاءتها واغتيال المزيد من عناصر الحزب والمدنيين، وتدمير المنازل والمباني.
للخروج من الدوامة الدموية القاتلة هذه، طرح رئيس الجمهورية جوزف عون مبادرة التفاوض مع اسرائيل لحل جميع المشاكل العالقة معها، وأيده معظم الاطراف السياسيين، وعارضه حزب الله بمفرده مدعوماً من ايران، بينما اعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان التفاوض يجب ان يكون من خلال لجنة «الميكانيزم»، المكلفة بتحديد ورصد الخروقات لوقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، وليس منفصلا عنها، بالرغم انها تتطلب تعديلات في تركيبتها وصلاحياتها، لتولي مثل هذه المهمة، ما اظهر وجود انقسام بين اطراف السلطة الواحدة، وعجز عن صياغة موقف لبناني موحد وضاغط، يمكن من خلاله التحرك بفاعلية تجاه الدول الصديقة والفاعلة، لدعم موقف لبنان لانهاء الاحتلال ووقف العدوان الاسرائيلي المتواصل على اراضيه.
لم يعد مفيداً ان يخرج كل مسؤول بالدولة بموقف فردي من مسار تنفيذ قرار الحكومة بتسلُّم سلاح حزب الله وبقية الفصائل الفلسطينية واللبنانية الدائرة بفلكه، ولا يعقل ان يتبنى اي مسؤول موقفاً من المفاوضات، يتعارض مع باقي المسؤولين، ولا ان يطالب كل مسؤول من جانبه بتقديم شكوى ضد الاعتداءات الاسرائيلية او يدعو لعقد اجتماع لمجلس الامن، لاتخاذ موقف ضد اسرائيل وجرائمها وارتكاباتها، بمعزل عن الحكومة، لان مثل هذه المواقف الانفرادية، تعبّر عن انقسام مسؤولي السلطة، وتؤشر الى ضعفها، وعجزها عن التوحد باتخاذ القرارات الجامعة بالقضايا والمسائل المهمة.
العدو الاسرائيلي، هو اول المستفيدين من استمرار الانقسام الداخلي، او التجاذب السياسي حول قرار تسلُّم سلاح حزب الله، وهو يستغل هذا الخلاف لتوظيفه، بابقاء احتلاله ومواصلة عدوانه ضد لبنان، وخارجياً، مع الادارة الاميريكية، لوقف دعمها للدولة اللبنانية في مسارها، لبسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية، وحل الازمات المالية التي تواجهه، ومساعدته بالنهوض الاقتصادي.
اقصر الطرق، التخفيف من التجاذبات السياسية، وتجاوز الخلافات، وتقريب المواقف اذا لم يكن بالامكان توحيدها، والحد من التدخلات الخارجية، لمواجهة استمرار الاحتلال الاسرائيلي ووقف الاعتداءات والاستهدافات، وتعطيل محاولات اسرائيل لفرض شروطها على لبنان في اي مفاوضات محتملة.