سنتان ونيف… والعالم يسمع صدى الإبادة بينما لا نسمع سوى كلمات الرفض والاستنكار
klyoum.com
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
29112025
في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تتجه الأنظار مرة أخرى إلى غزة تلك البقعة الصغيرة التي تحولت خلال سنتين ونيف إلى عنوان للصلابة والصمود وإلى مرآة تكشف حقيقة العالم وتفضح حجم التخاذل العربي والإسلامي في مواجهة واحدة من أفظع الجرائم الإنسانية في العصر الحديث، وفي هذا اليوم يجدد الشعب الفلسطيني شكره لكل شعوب العالم الحر، تلك الشعوب التي خرجت إلى الميادين والساحات رافعة الأعلام الفلسطينية ومطالبة بوقف الإبادة وبتحرير الإنسان والأرض من وحشية الاحتلال.
فهذه الشعوب من واشنطن إلى لندن، ومن برلين إلى بريمن ومن جوهانسبرغ إلى كوالالمبور، ومن ساو باولو كاراكاس، ومن الجزائر إلى اليمن، قالت ما لم تجرؤ حكومات كثيرة على قوله فرفعت الصوت في وجه الظلم ووقفت إلى جانب شعب يتعرض لحرب إلغاء وجودي، حرب لم تستهدف المقاتلين فقط بل استهدفت المدنيين والبيوت والمستشفيات والمساجد والكنائس، والجامعات والمدارس، واستهدفت الأطفال والنساء والشيوخ بلا تمييز.
وخلال سنتين ونيف، وصل عدد الشهداء في غزة إلى أكثر من 70 ألفًا، والإصابات إلى نحو 170 ألف جريح، عدا عن آلاف المفقودين تحت الركام، وآلاف المعتقلين الذين اقتيدوا إلى المجهول، قطاع كامل دمر فوق رؤوس سكانه، فيما الخسائر البيئية والزراعية والاقتصادية لا تزال تتكشف يوما بعد يوم في مشاهد صادمة تقشعر لها الأبدان.
ورغم هول الفاجعة فإن ما سمعناه من دولنا العربية والإسلامية لم يتعد حدود الكلمات؛ رفض، إدانة، استياء، شجب، استنكار، وتحذير. هذه المفردات تحولت إلى لازمة في تصريحات المسؤولين العرب واجتماعاتهم الطارئة وغير الطارئة، وكأنها أصبحت سقفا ثابتا لا يكسر رغم أن الدم العربي يستباح والأرض تنهب والمقدسات تدنس، والشعب الفلسطيني يقف وحيدا في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية.
وفي المقابل، يمضي الاحتلال الإسرائيلي في عربدته بلا حسيب ولا رقيب، يهدد الدول، ويقصف غزة ولبنان، ويجتاح الضفة الغربية، ويهاجم سوريا، ويقصف اليمن، في رسالة واضحة مفادها أنه فوق القانون الدولي وفوق الحساب السياسي والأخلاقي وأنه قادر على ضرب أي مكان يريد دون أن يجد من يردعه أو يوقفه.
ومع ذلك تمتلك الدول العربية والإسلامية جيوشا تتخطى عشرات الملايين من الجنود ولديها من القدرات العسكرية والاقتصادية والسياسية ما يمكن أن يغير موازين القوى لو اجتمعت على كلمة واحدة، ولكن واقع الحال يكشف غياب الإرادة الموحدة واستبدال الفعل بالتصريح، والموقف بالقيد البروتوكولي، والواجب الأخلاقي بالبيانات العابرة.
إن التضامن مع الشعب الفلسطيني ليس شعارا موسميا يرفع في المناسبات والفاعليات ولا كلمات شجب تلقى على منابر ومنصات المؤتمرات، التضامن الحقيقي هو موقف واستراتيجية مشتركة وواضحة، وإرادة سياسية تعلن أن للدم العربي حرمة وأن فلسطين ليست ساحة للتجارب وأن الاحتلال لن يستمر في غزوه وتوغله وقصفه وحصاره دون ثمن.
فالمرحلة تتطلب قول كلمة واحدة عالية وقوية؛ كفى قتلا وتدميرا وتهجيرا، كفى حصارا وتجويعا وإبادة، كفى اعتداءات واجتياحات واعتقالات تعسفية، كفى توغلا في الأرض العربية وحرقا للممتلكات والمزارع واعتداء على الكرامة الإنسانية.
إن كرامة الأمة ليست حلما بعيدا بل حقيقة ستنهض يوما ما، وفي ذلك اليوم سيعود الحق إلى أهله وستعود فلسطين كما كانت عبر التاريخ، كنعانية، عربية، فلسطينية، رغم كل محاولات الطمس والتزوير والاقتلاع، ففلسطين باقية بشعبها الذي لم ينكسر، وبشهدائها الذين زينوا سماءها، وبأحرار العالم الذين توحدوا حول قضيتها، وبأمل الأمة الذي سينهض مهما طال الليل ومهما اشتد الألم.