اخبار لبنان

الهديل

سياسة

خاص الهديل: نتنياهو بين لقبي "ابن النجم" و"النحس "

خاص الهديل: نتنياهو بين لقبي "ابن النجم" و"النحس "

klyoum.com

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة

هناك انتظار إقليمي لما ستحمله نتائج المباحثات بين ترامب ونتنياهو. والأسئلة كثيرة ولكن سيكون لدى ترامب سؤال واحد حاسم لنتنياهو، وهو هل سترفض طلبي بعدم ضم الضفة الغربية؟؟.

ولكن بالمقابل هناك لدى العرب سؤال أساسي وربما واحد لترامب وهو هل فعلاً سيرغم نتنياهو على عدم ضم الضفة الغربية؟.

العرب لديهم من التجارب مع نتنياهو ما يكفي لعدم الثقة بوعوده؛ ونتنياهو لديه من التجارب مع ترامب ما يكفي لعدم تصديق وعوده للآخرين غير الإسرائيليين.

وضمن هذه الصورة يبرز معطى آخر أساسي مفاده أنه موضوعياً وسياسياً لا يستطيع نتنياهو النزول عن الشجرة التي يوجد الآن فوق أعلى أغصانها، إلا من خلال استخدامه سلم ضم الضفة الغربية.

لماذا؟ 

..لأسباب تكاد لا تحصى، ولكن أهمها يتلخص بأن نتنياهو صاغ هدفاً لحربه أطلق عليه تسمية "النصر المطلق".. وحتى العسكريون في إسرائيل يقولون أن "النصر المطلق" هو شعار سياسي، ولا يصح طرحه كهدف عسكري. ولكن نتنياهو بالعمق يطرح هدف "النصر المطلق" انطلاقاً من رؤية تعتبره أنه شعار تاريخي وليس مصطلحاً لا سياسياً ولا عسكرياً..

وبحسب تفسير نتنياهو لهذا الهدف التاريخي؛ فهو التوجه لتحقيق إنجاز تاريخي في حياة اليهود ومسار إسرائيل؛ يسميه اليمين القومي والديني الإسرائيلي "بالاستقلال الثاني"؛ وتعني الترجمة العملية للاستقلال الثاني ضم الضفة الغربية التي يعتبرها جابوتنسكي وأحفاده الحاليون جزء أصيلاً من أرض إسرائيل الكبرى.

يدرك نتنياهو جيداً أنه في حال أوقف الحرب من دون أن يحقق للمشروع اليميني الإسرائيلي هدفه التاريخي وهو الاستقلال الثاني أي ضم الضفة الغربية؛ فإن اليمين الإسرائيلي سيتهمه بالخيانة وبالهزيمة، فيما قوى المركز الإسرائيلي (اليسار والوسط) ستتهمه بأنه أطال أمد الحرب من دون فائدة، وأنه ضحى بالرهائن الإسرائيليين من دون أن يجلب نصراً محسوساً لإسرائيل.

وهناك في التاريخ اليهودي تجربة تشبه الحالة التي يمر بها نتنياهو حالياً؛ وعنوان هذه التجربة هو ابراهام بار كوخبا الذي نظم ثورة في القدس عام ١٣١ م ضد ملك روما لأنه هدم هيكل اليهود وبنى عليه معبد. في البداية انتصر كوخبا على الرومان ولكنه في النهاية انتقمت منه روما وارتكبت المجازر باليهود في القدس حتى لقب بالنحس بعد أن لقبه يهود آخرون بابن النجم تلميحاً إلى أنه مخلص اليهود. وحتى هذه اللحظة؛ لا يزال هناك انقسام بين اليهود بين من يعتبر أن كوخبا دافع عن كرامة اليهود ومعتقدهم واستحق لقب ابن النجم؛ وبين من يعتبره أنه جر على اليهود الويلات حتى استحق لقب النحس.

حالياً يقف نتنياهو على مفترق طرق في تاريخه وبخصوص مستقبل نظرة اليهود إليه سواء اليوم أو في المستقبل.. ففي حين نجح "بيبي" في بناء ما يسميه اليمين بالاستقلال الثاني فسيحتفلون به وبتسميته ابن النجم؛ أما في حال اكتفى بقبول ورقة البنود الـ٢١ فحينها سيشار إليه على أنه النحس!!.

*المصدر: الهديل | alhadeel.net
اخبار لبنان على مدار الساعة