اخبار لبنان

المرده

سياسة

نقاش أميركي – أوروبي حول «اليونيفيل»

نقاش أميركي – أوروبي حول «اليونيفيل»

klyoum.com

كتب عمار نعمة في "اللواء":

خاب الأمل اللبناني من زيارة أمس المنتظرة منذ فترة للمبعوث الأميركي توماس برّاك ومعه مساعدته مورغان أورتاغوس، فقد كان الترقّب لردّ إسرائيلي على كل ما قدّمه لبنان من مبادرات في جلستيه الحكوميتين المثيرتين للجدل في 5 و7 الشهر الحالي.

وتبدو الخيبة مضاعفة مع اتضاح ان عدم تلقّي أي ردّ إسرائيلي يترافق مع اهتمام أميركي هائل بالمتابعة الحثيثة لخطة الجيش المرتقبة، من ناحية، وبجدولها الزمني بتفاصيله، من ناحية ثانية. وذلك من دون التعهد بأية ضمانات حول سياسة الخطوة خطوة تجاه إسرائيل، بل رمي الكرة مجدّدا ودوما في الملعب اللبناني الذي قدّم أكثر مما يملك وغامر باستقراره الداخلي بعد القرارات الأخيرة للسلطة.

وهو ما يشير الى ان العين الأميركية على لبنان في المرحلة المقبلة ستطلب نتائج عملية لما أبداه لبنان ولقي صدى إيجابيا لدى واشنطن.

ويلفت متابعون للزيارة الانتباه الى ان الفترة الماضية شهدت ضغوطات هائلة على رئيسي الجمهورية، جوزاف عون، والحكومة، نواف سلام، ما يفسر «الانقلاب» الذي حدث على ثنائي «حزب الله» وحركة «أمل»، مع ترقّب ضغوطات مماثلة مستقبلاً.

من الواضح ان فترة السماح الحالية من قبل طرفي المعادلة لن تبقى طويلاً، ومع تمرير موسم السياحة قد يُفتح لبنان أمام توترات أهلية مقبلة قد تكون شبيهة بمرحلة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل 20 عاماً.

ولناحية «حزب الله»، فقد تعرّض لصدمة من موقف السلطة وخاصة موقف رئيس الجمهورية.

وهو سيوفر، حسب متابعين لمواقفه، فرصة أخيرة للحكومة قبل الشروع في تصدّيه لاستهدافه في الشارع وفي شكل تصاعدي من المخطط أن يصل الى فيض شعبي غير مسبوق.

والحزب الذي فَقدَ الجزء الأعظم من ترسانته الصاروخية الثقيلة، لن يرفع الراية البيضاء وسيواجه الحكومة بوسائل شعبية وسياسية هجومية ولن يكتفي بالدفاع، وهو يعتبر انه قدّم تنازلات كبرى عندما أعلن لرئيس الجمهورية استعداده لنقاش استراتيجية دفاع أمن وطني والذهاب الى أبعد حدود فيها.

ويشير المتابعون الى ان خطة الجيش شبه مستحيلة التنفيذ وستُرجأ باستمرار، ويعلم «حزب الله» ان ما لا يستطيع الجيش تحقيقه قد تنفذه إسرائيل وربما ستوكَل بعض المهام للجبهة السورية، ربما ليس على صعيد رسمي بل عبر مجموعات تكفيرية وداعشية.

باختصار، ستكون المرحلة المقبلة ما بين فترة الهدوء الحالي والنزاع المسلح الكبير. لكنها بالتأكيد لن تكون وردية مع استبعاد حرب إسرائيلية كبرى في هذه الأثناء على غرار العام الماضي، في الوقت الذي ستتوجه فيه الأنظار جنوبا نحو قوات «اليونيفيل»، التي باتت واشنطن تريد التمديد لها عاما وحيدا وتهدّد بسحب التمويل وهي كانت تعارض التمديد أصلاً.

وثمة نقاش بين الأوروبيين والأميركيين حول مدة التمديد، ذلك ان الأوروبيين كانوا يودّون تمديدا روتينيا كما في كل عام.لكن المشكلة تتمثل في كون إسرائيل تريد الخلاص من تلك القوات وتعتبر عملها عائقا أمامها، وبالتالي التمهيد لاحتكاك مباشر مع الجيش اللبناني ومن ثم تسهيل المفاوضات المباشرة مع لبنان.

وبعد ان قال الأوروبيون بفكرة تمويل تلك القوات من دون الأميركيين، باتوا لا يريدون الصدام مع الأخيرين وثمة بحث في طبيعة ذاك التمديد ومدته ومهام «اليونيفيل» نفسها.

*المصدر: المرده | elmarada.org
اخبار لبنان على مدار الساعة