اخبار لبنان

المرده

سياسة

ماذا يعني إعلان ترامب الاشتراك في الحرب وكيف ستردّ إيران وما هي التداعيات المتوقعة؟

ماذا يعني إعلان ترامب الاشتراك في الحرب وكيف ستردّ إيران وما هي التداعيات المتوقعة؟

klyoum.com

تشكل التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إعلاناً رسمياً عن اشتراك الولايات المتحدة في العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتماهي بالكامل مع الأهداف الإسرائيلية في السعي إلى تدمير قدرات إيران النووية الصاروخية، إما عبر استسلام إيران للشروط الأميركية الإسرائيلية من دون شروط، أو عبر انضمام القوة الأميركية إلى جانب القوة الإسرائيلية في الحرب على إيران…

هذا الإعلان من قبل الرئيس الأميركي ترافق مع استقدام الأساطيل الأميركية إلى المنطقة، ومعها طائرات بي 2 وبي 52 القادرة على حمل القنابل الثقيلة القادرة خرق التحصينات وعمق الأرض لأجل ضرب مفاعل فوردو، وغيره من القدرات الإيرانية لا سيما الصاروخية منها الموجودة في مدن في قلب الجبال تحت الارض..

لكن ماذا يعني إعلان ترامب الاستعداد للانخراط علنياً في شنّ الحرب على إيران؟

أولاً، يعني هذا أنّ الولايات المتحدة، تحت قيادة ترامب، لم تعد تكتفي بدعم «إسرائيل» عسكرياً أو لوجستياً، بل قرّرت المشاركة بشكل مباشر وفعّال عسكرياً ضدّ إيران… خصوصاً بعد أن أدركت فشل «إسرائيل» في تدمير البرنامج النووي الإيراني، والبرنامج الصاروخي، وعجزها عن وقف استمرار انطلاق الصواريخ الإيرانية التي تضرب الأهداف الحيوية في العمق الصهيوني رداً على الاعتداءات الإسرائيلية في إيران، وقد ألمح ترامب إلى أنّ الولايات المتحدة لديها القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني وأنّ القوات الأميركية ستردّ بقوة غير مسبوقة إذا تمّ استهداف مصالحها. كما أنّ دعوته إلى ضرورة «إخلاء طهران» تؤشر إلى أنه على مسافة قريبة من البدء بالمشاركة الأميركية المباشرة في الهجمات العسكرية ضد إيران على نطاق واسع…

ثانياً، الاستسلام غير المشروط: في العلاقات الدولية، يعني الاستسلام غير المشروط أنّ الطرف المستسلم يقبل الهزيمة الكاملة دون أيّ شروط مسبقة أو ضمانات من الطرف المنتصر. وهذا يعني أنّ إيران ستكون مطالَبة بالتخلي عن برنامجها النووي بالكامل، وحتى تفكيكه، والتوقف عن دعم قوى المقاومة، التي تعتبرها الولايات المتحدة و»إسرائيل» تهديداً لمشاريعهما في فرض الهيمنة الكاملة على المنطقة، وعائقاً أمام مخططاتهما لتصفية القضية الفلسطينية، وصولاً إلى إجبار القيادة الإيرانية على تغيير سياساتها الداخلية والخارجية بشكل جذري، دون أن تحصل على أيّ تنازلات في المقابل..

كيف من المتوقع أن تردّ إيران على مثل هذه الإملاءات والعدوان الأميركي المنتطر؟

من المعروف أنّ إيران الثورة لا يمكن أن ترضخ للشروط والإملاءات الأميركية، وقيادتها تملك الجرأة والشجاعة والإرادة على مواصلة التصدي للعدوان عليها إلى النهاية، ولن تفرط بمنجزاتها النووية والدفاعية التي قدمت التضحيات وتحمّلت العقوبات الاقتصادية في سبيل الحفاظ عليها وتطويرها، كما أنّ إيران كانت تتوقع حصول هذا العدوان وهي استعدّت لمواجهته، وتملك قدرة للدفاع عن سيادتها واستقلالها وحقوقها، ولا يمكن ان تفرّط فيها…

انطلاقاً مما تقدّم، يبدو من الواضح أنّ إعلان ترامب عن الانضمام رسمياً إلى جانب «إسرائيل» في شنّ الحرب على إيران، يحمل في طياته تداعيات خطيرة لتوسع الحرب في المنطقة:

1 ـ المواجهة العسكرية المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران ستؤدي إلى اتساع ومضاعفة الاعتداءات الجوية الواسعة النطاق على إيران، وربما عمليات برية محدودة، تستهدف المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية والبنية التحتية الحيوية.

2 ـ من المرجح أن تمتدّ الحرب ويتوسّع نطاقها في المنطقة، بما في ذلك:

ـ قيام إيران باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة، رداً على أيّ هجوم أميركي، وتملك إيران قدرات صاروخية كبيرة قادرة على إلحاق خسائر فادحة بالقوات الأميركية، لا سيما انّ الصواريخ الإيرانية التي أثبتت قدرتها على ضرب الأهداف الحيوية في عمق الكيان الصهيوني رغم المسافة البعيدة، حيث تحتاج للوصول إلى أهدافها بين عشر دقائق وخمسة عشرة دقيقة، في حين تستطيع بدقيقة او دقيقتين ان تصل إلى القواعد الأميركية في المنطقة.

ـ تستطيع إيران تعطيل الملاحة في الخليج العربي ومضيق هرمز، مما يؤثر بشكل كبير على أسعار النفط العالمية والاقتصاد العالمي… حيث من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة.. تتوقف سلاسل الإمداد العالمية.. وبالتالي حصول أزمات اقتصادية عالمية، تفاقم من أزمات الدول الغربية الصناعية التي تعاني أصلاً من تراجع معدلات نموّها وعجز في موازناتها ومديونية مرتفعة.

ـ احتمالات انضمام العديد من حلفاء الجمهورية الاسلامية إلى الاشتراك في شن الهجمات على القواعد والسفن الحربية الأميركية..

ـ من المتوقع أن يؤدي اتساع نطاق الحرب إلى التسبّب بأزمة نزوح جماعية للاجئين من إيران ودول أخرى في المنطقة.

ـ كما من المحتمل أن تتدهور العلاقات الدولية، وتتفاقم التوترات بين القوى العظمى، خاصة إذا انقسمت الدول حول دعم أحد الطرفين.. لا سيما أنّ «إسرائيل» وأميركا هما اللتان بدأتا العدوان على إيران في انتهاك سافر للقوانين الدولية.

من هنا فإنّ تصريحات ترامب وما تضمّنته من إعلان الحرب على إيران بهدف إجبارها على الاستسلام للشروط الأميركية، أو مواجهة عواقب عسكرية وخيمة.. هذا النهج العدواني الأميركي هو المسؤول عن تشجيع «إسرائيل» على العدوان على إيران ومواصلة حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وهو الذي يقود إلى توسعة نطاق الحرب وضرب الأمن والاستقرار في المنطقة وتوتير العلاقات الدولية.. واشتعال حروب مدمرة إقليمية ودولية، في وقت يزعم فيه ترامب انه يريد إطفاء الحروب فإذا به يشعلها ويشجع عليها.

*المصدر: المرده | elmarada.org
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com