الشيخ علي الخطيب: ليس أمام اللبنانيين سوى الوقوف معاً خلف الموقف الرسمي الموحّد
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
المقاومة أي حماية وأي ضمانة؟#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار، وألقى خطبة الجمعة التي قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله ربّ العالمين، نحمده ونستعينه ونتوكّل عليه ونُصلّي ونُسلّم على المبعوث رحمةً للعالمين، سيّدنا ومولانا رسول الله محمد ابن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه المنتجبين ومن اتبعه بإحسان الى يوم الدين.
اللهم أرنا الحقّ حقاً فنتبعه، والباطل باطلاً فنجتنبه، واجعلنا اللهم هادين مهديين غير ضالّين ولا مضلين، واصلح اللهم ما فَسُد من أمور المسلمين، واجمع شملهم على الحق والهدى، ولا تفتنهم في دينهم وانصر مجاهديهم وامددهم، اللهم بجندٍ من جندك كما فعلت يوم بدر وحُنين، وشتّت اللهمَّ شمل أعدائهم، وفرّق بين ميرهم، وألقِ بأسهم بينهم، وشرّد بهم من خلفهم حتى لا يبقى على وجه الارض أحد يُعبَد غيرك.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَحَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِكَ، وَأَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ، وَأَسْبغَ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِكَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، وَاشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ، وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ، وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ، وَأَلِّفْ جَمْعَهُمْ، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ، وَوَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ، وَتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مَؤَنِهِمْ، وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وَأَعْنِهُمْ بِالصَّبْرِ، وَالْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ.
أللَّهُمَّ افْلُلْ بِذَلِـكَ عَدُوَّهُمْ، وَاقْلِمْ عَنْهُمْ أَظْفَارَهُمْ، وَفَرِّقْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَسْلِحَتِهِمْ ، وَاخْلَعْ وَثَائِقَ أَفْئِدَتِهِمْ، وَبَاعِدْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَزْوِدَتِهِمْ، وَحَيِّرْهُمْ فِي سُبُلِهِمْ، وَضَلِّلْهُمْ عَنْ وَجْهِهِمْ، وَاقْـطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ وَانْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ، وَامْلاْ أَفْئِدَتَهُمُ الرُّعْبَ، وَاقْبِضْ أَيْـدِيَهُمْ عَنِ البَسْطِ، وَاخْـزِمْ أَلْسِنَتَهُمْ عَنِ النُّطْقِ، وَشَرِّدْ بهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ، وَنَكِّلْ بِهِمْ مَنْ وَرَاءَهُمْ، وَاقْـطَعْ بِخِزْيِهِمْ أَطْمَـاعَ مَنْ بَعْدَهُمْ.
عباد الله، اتقوا الله واعلموا ان الاعمار والارزاق بيد الله تعالى، وإنَّ الأمرَ بِالمَعروفِ والنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ لا يُقَرِّبانِ مِن أجَلٍ ولا يَنقُصانِ مِن رِزقٍ ، وأفضَلُ مِن ذلكَ كُلِّهِ كَلِمَةُ عَدلٍ عِندَ إمامٍ جائرٍ .
ومن وصية أمير المؤمنين عليه السلام للحسن والحسين عليهما السلام لما ضربه ابن ملجم لعنه الله: أوصيكما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما. وقولا بالحق. واعملا للأجر. وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً. أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت جدكما صلى الله عليه وآله يقول: "صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام ".. والله الله في الأيتام فلا تغبّوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم. والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيّكم ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم. والله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم. والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم. والله الله في بيت ربّكم لا تخلوه ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا. والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله. وعليكم بالتواصل والتباذل. وإياكم والتدابر والتقاطع. لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولَّى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يُستجاب لكم.
وعن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر والتقوى، فإذا لم يفعلوا ذلك نُزعت عنهم البركات وسلّط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء".
أليس أيها الاخوة ما نراه اليوم من أحوال المسلمين المزرية الا تجسيداً واقعياً لهذه الصورة التي رسمها هذا الحديث الشريف، حيث نُزِعت عنهم البركات وتسلّط بعضهم على بعض وافتقدوا الناصر والمعين في الأرض والسماء.
لقد صدقت سيدي يا رسول الله وانت تُنبئ عما سيؤول إليه أمر أُمتك قبل ما يزيد عن ألف وأربعماية عام، وكيف لا يكون كلامك صدقاً والحقً يقول: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى). والواقع يحكي ما أنبأت به، فلله درّك يا رسول السماء، وانت زدتنا معرفة بما آل إليه أمرها اليوم بقولك: ( يوشك ان تداعى عليكم الامم تداعي الآكلة على قصعتها )، حيث تعجَّب السامعون من هذا الكلام وحسبوا ان السبب هو قلة عديدها، فقالوا أومن قلة يا رسول الله؟، فقال لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنَّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال: حبّ الدنيا وكراهية الموت".
أليس هذا هو واقع الامة؟.. أليس يكفي هذا الحديث أن يكون دافعاً للأمة للمراجعة والتصحيح، ولكن ما نراه للأسف بدلاً عن ذلك هو التغوّل في النهج الخاطىء والانخراط في مخطط الاعداء الذين يبغون أكلها؟.. ألم يقل لكم نبيّكم كما يروي لكم محدثيكم (لا ترجعوا بعدي كُفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)، فهل رجعتم كفاراً حتى استحللتم دماء المسلمين ومن حرَّم الله دماءهم عليكم، في الوقت الذي كان عليكم أن تدافعوا وتمنعوا إخوانكم في فلسطين الذين يُقتَلون ويموتون وهم يتضورون جوعاً وعطشاً، ورأيتم قتل من يدافع عنهم أولى من قتال أعدائكم، بل ذهب البعض الى أكثر من ذلك تبريراً لاستحلال دمائهم، أن دعا للتحالف معه لأن لهما عدو مشترك هم المسلمون الشيعة؟.. واذا كان هذا البعض يتخذ المسلمين الشيعة أعداء فهل الفلسطينيون أعداء له أيضاً؟..
فأيُّ حقدٍ هو هذا الحقد وأيُّ عقلٍ هو هذا العقل الذي يدير ويحكم هذا التفكير ويتمسّك بافتراءات كاذبة تفترى على المسلمين الشيعة ليُبرّر بها نهجه الذي يتغطى بهذه الحجج الباطلة، فيما المشكلة الحقيقية هي في مقاومة العدو الإسرائيلي، وهو السبب الذي يُعاقَب عليه الشعب الفلسطيني، وذنبه انه لم يقبل بالذلّ والهوان وترك أرضه لتكون ريفيرا يستثمرها الرئيس الأمريكي، وهم لا يقنعون بأن لا يقاتلوا الى جانبه، وإنّما فوق ذلك يريدون إجباره على قبول الهزيمة الذليلة وترك أرضه للعدو وتبرير ذلك باختراع عدو أخطر بزعمهم، كانوا هم المسلمون الشيعة بداية ثم عُمّم الى بقية المكونات الاخرى التي تدفع دفعاً لترتمي في حضن العدو، فأيّ خدمة أكبر تُقدَّم للعدو من هذه الخدمة، بل أي ضربة يوجهها هؤلاء الى من يدعون انهم يدافعون عنهم وهم إخواننا السنّة، فهي مؤامرة على السنّة وعلى الأمة بجميع مكوناتها، فأيّ مهزلة هذه المهزلة، وهي مهزلة أصبحت مكشوفة.
لكن هذا السكون المطبق مخيف أيتها الأمة، فإلى متى وحتى متى؟؟، وهل أنتم حقاً عاجزون عن القيام بأيّ عمل تنقذون به ماء وجوهكم أمام التاريخ والمستقبل يا أمة الملياري مسلم؟؟.. لقد ناديناكم وكنتم ملياراً والآن أصبحتم مليارين، فهل تحتاجون الى المزيد من الاعداد؟؟، وهل بقيَ هناك من وقت وزمن؟؟، وهل هي مسألة عدد أم مسألة معرفة أم مسألة الشجاعة في اتخاذ القرار؟ كما خاطبكم رسولكم أن المشكلة في انكم أُصبتم بالوهن قاتل الله الوهن.
أمام هذا الواقع لا بدَّ من التنويه بالموقف اللبناني الصلب والموحَّد أمام الضغوط الامريكية الهادفة الى تركيع لبنان واستسلامه الكامل لمطالبه عبر التهديد العملي بإعلانه التخلّي عن مسؤولياته في تطبيق الاتفاق الاممي وبطلب منه، ثم بإطلاقه التصريحات الوقحة بضم لبنان الى بلاد الشام، إضافةً الى التهديد بإطلاق يد العدو بتوسيع الحرب وإطلاق حملة تهويل إعلامية لنشر الذعر بين اللبنانيين بقصد تحويل الرأي العام اللبناني الى أداةٍ ضاغطة على الدولة اللبنانية ما لم يلتحق لبنان بركب التطبيع والاستسلام المذل، ولكن صمد الشعب اللبناني الى جانب المسؤولين، وما حصل من تطورات أطاح بالصورة البشعة التي حاول تجميلها، وأحبط هذا المسعى الخبيث.
أيها اللبنانيون،
إنّ التجربة أثبتت وبشكل واضح ان الصمود في وجه الضغوط تأتي دائما بالنتائج الإيجابية، وان الرضوخ والاستجابة السهلة تزيد من شهيّة العدو بطلب المزيد. لذلك ليس أمام اللبنانيين سوى الوقوف معاً خلف الموقف الرسمي الموحّد للحفاظ على وحدة الكيان واستقلاله ومنع العدو من الحصول على مكاسب عجز عن تحقيقها في الميدان، وذلك بمنع ارتدادات الحدث السوري المؤسف على أوضاع لبنان الداخلية وعلى العلاقات بين مكوّناته العزيزة، وألا نكون إلا أداةَ خيرٍ نسعى بما أمكن لتضييق دائرة آثارها السلبية، سواءً في سوريا العزيزة أم في لبنان الحبيب.
حمى الله بلادنا جميعاً من هذا الحريق الملتهب واطفأ ناره المشبوبة والقاتلة، وحمى الله غزة وأهلها وأنزل عليهم الصبر وشآبيب الرحمة والبصيرة والوعي لهذه الامة الغائبة عن المسؤولية.