مؤتمر وطني للتفاح اللبناني في جامعة الروح القدس – الكسليك
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
انقطاع الكهرباء عن محطة نووية!في أجواء مفعمة بالأمل والالتزام بمستقبل الزراعة اللبنانية، وبرعاية وحضور وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، وبمشاركة وزير الزراعة الأردني الدكتور صائب خريسات ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري الدكتور علاء فاروق عبر تقنية الاتصال عن بُعد، نظّمت وزارة الزراعة بالتعاون مع جامعة الروح القدس – الكسليك، المؤتمر الوطني للتفاح اللبناني: تحديات ومستقبل، الذي شكّل تظاهرة وطنية زراعية وثقافية جمعت شخصيات سياسية وأكاديمية ودبلوماسية واقتصادية، إلى جانب فاعليات زراعية من مختلف المناطق اللبنانية.
تقدّم الحضور المدبر العام في الرهبانية اللبنانية المارونية الأب الدكتور ميشال أبوطقة، ورئيس الجامعة الأب البروفسور جوزف مكرزل، إلى جانب النواب غياث يزبك، فريد هيكل الخازن، ورازي الحاج، والنائب السابق إدي معلوف، فضلًا عن ممثلين عن السلك الدبلوماسي، مدراء عامين، خبراء زراعيين، رؤساء نقابات واتحادات ومزارعين حضروا من مختلف القرى حاملين معهم همومهم وآمالهم، تمامًا كما يحمل المزارع اللبناني كل موسم ثمار التفاح على كتفيه كرمز للصبر والجدّ والعطاء.قدّم الحفل الإعلامي بسام أبو زيد، واستُهلّ بالنشيد الوطني اللبناني، لتتوالى بعده الكلمات الرسمية التي أجمعت على أن التفاح اللبناني لم يعد مجرد محصول زراعي، بل أصبح قصة وطنية تعكس جمال الطبيعة وعرق المزارع وصمود الأرياف اللبنانية.
كلمة الأب البروفسور جوزف مكرزلأكد رئيس الجامعة الأب البروفسور جوزف مكرزل أن استضافة هذا المؤتمر في رحاب الجامعة هو جزء من رسالتها القائمة على وصل البحث العلمي بالاقتصاد المنتج. وقال: نحن نؤمن أن الزراعة تحتاج إلى العلم لتزهر وتستمر. لذلك ستبقى الجامعة شريكًا للوزارة والمزارعين، تقدم الدراسات والحلول العلمية والعملية التي تحوّل التحديات إلى فرص، وتحوّل ثمرة التفاح من منتج محلي إلى سفير للبنان في العالم.كلمة المهندس لويس لحودبدوره، شدد المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود على أن يوم التفاح الوطني هو حلقة من مسار متكامل لتسويق الإنتاج الزراعي اللبناني وتعزيز حضوره في الداخل والخارج. وأوضح أن زراعة التفاح تغطي أكثر من 14 ألف هكتار وتنتج حوالي 140 ألف طن سنويًا، أي ما يعادل 16% من الصادرات الزراعية، ما يجعلها ركيزة أساسية للاقتصاد الزراعي. ودعا لحود إلى تطوير العمل التعاوني، وتفعيل الزراعة التعاقدية، واعتماد أساليب حديثة تتماشى مع التغيرات المناخية، قائلًا: التفاح اللبناني يستحق أن يكون ماركة عالمية، وهذا يتطلب شراكة جدية بين الدولة والمزارعين والقطاع الخاص.
كلمة الوزير صائب خريساتفي مداخلته من الأردن عبر تقنية الاتصال، أكد وزير الزراعة الدكتور صائب خريسات أن لبنان يشكّل ركيزة أساسية في الزراعة العربية، وأن تفاحه يحمل قيمة نوعية تتجاوز الحدود. وأضاف: الأردن يقف إلى جانب لبنان، ونحن على استعداد لتبادل الخبرات في مجال الزراعة الذكية، إدارة المياه، والتسويق الزراعي، بما يعزز تكاملنا العربي في خدمة المزارعين وصون أمننا الغذائي.
كلمة الوزير علاء فاروقأما وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر الدكتور علاء فاروق، فأشار إلى أن التحديات التي تواجهها الزراعة في العالم العربي متشابهة، خصوصًا في ظل تغير المناخ وارتفاع كلفة الإنتاج. وقال: نحن في مصر مستعدون للتعاون مع لبنان في فتح أسواق جديدة للتفاح اللبناني في أفريقيا، وتعزيز الشراكات البحثية والتقنية، لأن نجاح لبنان هو نجاح لكل الأمة العربية.
كلمة الوزير نزار هانيوفي كلمة حملت رؤية وطنية جامعة، أكد الوزير نزار هاني أن التفاح اللبناني هو ثمرة الهوية والصمود، وهو ليس مجرد محصول، بل شريان حياة لآلاف العائلات الجبلية وعصب أساسي للاقتصاد الريفي. وقال:التفاح اللبناني سيبقى عنوانًا للجودة والأصالة. لكننا اليوم أمام تحديات كبرى: كلفة الإنتاج، المنافسة الخارجية، ضعف البنية التحتية، وتأثير التغيرات المناخية. لذلك وضعت الوزارة خطة شاملة تقوم على:* تحسين الإنتاجية والجودة عبر الإرشاد الزراعي والأصناف الحديثة.* تعزيز القيمة المضافة عبر الصناعات التحويلية كالخلّ والعصائر والمربيات.* فتح أسواق خارجية جديدة بدعم من الديبلوماسية الزراعية.* تطوير البنية التحتية للتوضيب والتبريد والتخزين للحد من خسائر ما بعد الحصاد.وختم الوزير هاني بالقول: اليوم نطلق معًا خريطة طريق وطنية لقطاع التفاح، هدفها حماية المزارع وتعزيز الاقتصاد الوطني. التفاح ليس مجرد ثمرة، إنه وجدان وطن يصرّ أن يزهر رغم العواصف.
التوصياتشهد المؤتمر جلسات عمل غنية ناقشت أبرز التحديات التي يواجهها المزارعون، وخلصت إلى مجموعة توصيات عملية أعلنتها الوزارة، أبرزها:* وقف استيراد التفاح من خارج لبنان.* إطلاق آلية تتبّع لضمان الجودة.* اعتماد الوصفة الزراعية الموحدة ابتداءً من 5 كانون الثاني 2025.* فرض وجود مهندس زراعي لترخيص أي مركز لبيع الأدوية الزراعية.* تعميم الزراعة التعاقدية بين المزارع والمصنّع والمسوق.* تعزيز الصناعات الغذائية لزيادة القيمة المضافة للمحاصيل.* تطوير البنية التحتية الزراعية واعتماد الري الحديث وأساليب الإدارة المستدامة للمواردمحطة وطنيةوبذلك، شكّل المؤتمر الوطني للتفاح في جامعة الروح القدس – الكسليك محطة جامعة أعادت التفاح اللبناني إلى واجهة النقاش الوطني والعربي، وأكدت أن هذه الثمرة التي تزيّن الجبال اللبنانية ليست مجرد محصول، بل قيمة وطنية، اقتصادية، اجتماعية وثقافية تستحق أن تبقى في قلب الاستراتيجية الزراعية اللبنانية وفي صلب التعاون العربي المشترك.