اخبار لبنان

الهديل

سياسة

خاص الهديل: لماذا عاد نتنياهو لقصف الضاحية؟؟ وما هو مستقبل التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان؟؟

خاص الهديل: لماذا عاد نتنياهو لقصف الضاحية؟؟ وما هو مستقبل التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان؟؟

klyoum.com

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة

لم يكن الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت مفاجئاً يوم أمس؛ فمنذ مطلع الأسبوع الماضي كان هناك متابعون للوضع الداخلي الإسرائيلي حذروا من أن نتنياهو سيهرب من أزمته الداخلية عبر توسيع الحرب في غزة من ناحية وتوجيه ضربات أمنية أو عسكرية صادمة للبنان من ناحية ثانية. وبالفعل تميز عدوان الضاحية أمس بأنه صادم كونه لم يأت كالعادة كرد فعل على إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية؛ بل جاء من دون تبرير عملياتي ملموس. وكل ما قاله أدرعي أمس أن هناك مجمع في منطقة الجاموس بضاحية بيروت الجنوب سيتم استهدافه!!

.. وعليه فإن الأساس في اعتداء الأمس هو حاجة نتنياهو لحرف أنظار الإسرائيليين عن أزمته الداخلية التي تشعبت عناوينها: أزمته مع روني بار رئيس الشاباك؛ وأزمته مع ملف قطر غيت؛ وأزمته مع مفوضة الحكومة القضائية ومع طوابير الضباط المحتجين ومع سيموتريتش الذي يهدده في كل يوم بالاستقالة في حال لم يبد مزيداً من الرغبة بالاستمرار في الحرب ضد غزة وضد الضفة وضد لبنان..

هناك تحليل يقول ان الحرب الإسرائيلية في غزة لم يعد فيها أهداف يحقق نتنياهو لنفسه من خلال ضربها "صور نصر"؛ بل كل الأهداف المتبقية في غزة أصبحت تجلب له إما "صورة عار" (مجازر وتجويع) وإما "صورة نكسة" (كمائن لعناصر من حماس وصور فيديو عن الأسرى الإسرائيليين)؛ ولذلك قرر نتنياهو أن يعود إلى الساحة اللبنانية ليقوم بتوجيه النار ومعها أنظار الإسرائيليين إلى أهداف في لبنان يقوم نتنياهو بعد قصفها بتذكير الإسرائيليين بأمرين إثنين: الأول إنجازاته الأمنية والعسكرية في لبنان التي كان ذروتها عملية البيجر واغتيال السيد حسن نصر الله؛ والثاني التذكير بأنه مستمر بمتابعة ملاحقة خطر حزب الله على إسرائيل في لبنان.

ويوم أمس وبعد اعتداء الضاحية خرج نتنياهو ومعه وزير دفاعه ليذكر بالأمرين الآنفين؛ ويحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية عدم نزع سلاح حزب الله .

الواقع أن الإعلام الإسرائيلي واكب أمس الاعتداء على الضاحية بمجموعة تساؤلات لافتة:

.. فمثلاً عدا قناة ١٤ الناطقة بإسم اليمين المتطرف الصهيوني، فإن معظم القنوات الأخرى وجهت أمس سؤالاً لنتنياهو وهو إذا كان الحزب يملك صواريخ دقيقة فلماذا لم يستخدمها خلال حرب الـ٦٦ يوماً ولماذا الآن لا يستخدمها رداً على قصف الضاحية؟!

ومن خلال تحليل ما ورد على لسان إعلاميين إسرائيليين حول اعتداء أمس نلاحظ ظهور اتجاه إسرائيلي إعلامي جديد محصلته فيما لو تم جمع كل معطياته التي لم تأت برسم سردية كاملة، هو التالي:

أولاً- لو كان كلام نتنياهو صحيحاً عن وجود صواريخ دقيقة لدى الحزب؛ فإن على إسرائيل بهذه الحالة أن تتوقع أن يبادر حزب الله قريباً إلى قصف حيفا وربما تل أبيب..

ثانياً- إذا كان الحزب تضررت بنيته العسكرية فإن الأحرى بنتنياهو أن لا يقوم باستفزاز الحبهة اللبنانية وأن يعطي أولوية لأن تكون جبهة لبنان هادئة؛ خاصة وأن هناك إشارات عملية تدلل على أن لبنان يريد تهدئة الجبهة مع إسرائيل.

ما تقدم يعني عملياً وسياسياً أنه بدأ داخل إسرائيل يبرز اتجاه شعبي وإعلامي ضد الحرب؛ كما هو الحال بخصوص غزة؛ علماً أنه طوال الفترة الماضية كان هناك إجماع في إسرائيل يؤيد الحرب ضد لبنان..

السؤال اليوم هل اعتداء أمس على الضاحية هو سقف تصعيد نتنياهو ضد لبنان الذي لديه أسباباً داخلية بوجه أزماته؛ أم أن هذا الاعتداء هو مقدمة لتصعيد متدحرج ضد لبنان هدفه أن يصبح الإسرائيلي لاعباً داخلياً في السياسة اللبنانية كما حاله راهناً في سورية؛ أم أن نتنياهو يريد من خلال هذا العدوان تثبيت معادلة منحه تعويضاً في لبنان من قبل ترامب؛ وذلك رداً على ذهاب الأخير في تفاوض مفتوح مع إيران؟؟.

*المصدر: الهديل | alhadeel.net
اخبار لبنان على مدار الساعة