إصدار التقرير النهائي بشأن أحداث الساحل السوري… ولقاء أميركي – إسرائيلي – سوري مرتقب للتوصل إلى تفاهمات أمنية

شهدت السويداء الأسبوع الفائت اشتباكاتٍ بين مسلحين محليين وعشائر بدوية، ما استدعى تدخل قوات حكومية، فيما دخلت إسرائيل على خط المواجهة فشنّت سلسلة غارات، ولا سيما قرب مقر الأركان العامة وفي محيط قصر الرئاسة في دمشق، بحجة "الدفاع عن الدروز". فيما انسحبت القوات السورية لاحقًا وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار تمّ التوصل إليه وأعلنته وزارة الداخلية، غير أنّ الاشتباكات استمرّت بين مسلحين محليين وعشائر بدوية.

وفي هذا الإطار، شدّد وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، الثلاثاء، على أنّ غياب الدولة هو ما فتح الباب لأحداث السويداء والساحل.

وقال المصطفى في مقابلة مع "العربية" من دمشق إنّ "هناك مجموعات لا تزال تحاول إيجاد مكانٍ لها خارج إطار الدولة".

كما أضاف أن الانتهاكات التي تحدث في بعض المناطق تُعرقل خطط الحكومة.

إلى ذلك، أردف المصطفى أن "لجنة تقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري لا تملك صلاحية الإعلان عن أسماء المشتبه بهم".

وتابع أن "الدولة تدخّلت في السويداء لمنع تكرار ما حدث في الساحل".

كما أوضح أن الانتهاكات التي ارتُكبت في السويداء لم تكن مسؤولية الدولة.

من جهته، قال رئيس لجنة تقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري، جمعة الدبيس، إنّ اللجنة قدّمت تفصيلًا كاملًا عن تقرير الأحداث.

وأضاف الدبيس، في مقابلة مع "العربية" من دمشق، أنّ اللجنة حدّدت المشتبه بارتكابهم الانتهاكات.

التقرير النهائي

يأتي ذلك بعدما أعلن المتحدث الرسمي باسم لجنة تقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري، ياسر الفرحان، في وقتٍ سابقٍ الثلاثاء، أنّ الانتهاكات في أحداث الساحل كانت واسعةً، لكن ليست منظمةً وذات مرجعية واحدة.

وكشف الفرحان نتائج التقرير النهائي بشأن أحداث الساحل السوري، قائلًا: "استمعنا لـ 23 إحاطة من المسؤولين، وتمّ تدوين 930 إفادة من الشهود".

كما أردف أنه تمّ التحقق من مقتل 1469 شخصًا، بينهم 90 امرأة، مشيرًا إلى أنّ المدنيين تعرّضوا لانتهاكات جسيمة يومي 7 و8 آذار الماضي.

كذلك تابع أن "الانتهاكات تتراوح ما بين القتل والسلب وحرق الممتلكات"، مُبيّنًا أنّ "الدوافع الطائفية للانتهاكات كانت ثأرية وليست إيديولوجية".

وأضاف أنّ "القوات الحكومية حاولت في 7 آذار الحدّ من الفوضى"، موضحًا أن بعض حملات التفتيش من قوات الأمن شابتها انتهاكات.

كما مضى الفرحان قائلًا إنّه تمّ رصد أكثر من 480 حالة حرق منازل ومتاجر، والتوصّل إلى أسماءٍ نحو 300 من المتهمين.

كذلك، بيّن أنّ "فلول الأسد حاولت فصل الساحل وإقامة دولةٍ علويةٍ"، مؤكدًا أنّه تم التوصل إلى أسماء 265 من المتهمين المحتملين.

وقال إنّ "سلوك عناصر الأمن العام كان بدرجةٍ مقبولةٍ"، لافتًا إلى أنّ القوات الحكومية تعرّضت لانتهاكاتٍ على يد فلول الأسد، مردفًا أن "238 من عناصر الأمن والجيش قُتلوا، وبعضهم كانوا أسرى"، كاشفًا أن هناك من انتحلوا صفة القوات الحكومية لمنافع غير مشروعة.

كما أضاف الفرحان أنّ مهمة اللجنة انتهت وقد نقلت تقريرها النهائي إلى الجهات المختصة، مشدّدًا على أنه لم تكن هناك أي تدخلات في التحقيق.

وأوضح أنّ "الاستنتاجات لا تستند إلى أدلةٍ قاطعةٍ وأحلنا القرائن للقضاء"، مردفًا: "نحن على ثقة بأنّ الدولة جادّة في محاسبة المتهمين".

كذلك، أعلنت اللجنة أن الرئيس السوري، أحمد الشرع، أكّد مرارًا ألّا أحد فوق المسؤولية القانونية.

وأوصت في تقريرها بإقرار تشريعات تجرّم النعرات الطائفية، مضيفةً: "نوصي بالمضيّ في تدابير العدالة الانتقالية".

كما تابعت: "نوصي بحوْكمة قوات الأمن وانتهاج أحدث المعايير"، مشيرةً إلى أنّها أصدرت توصيات بتنظيم الزي العسكري.

كذلك، أردفت أنه تمّت إحالة لائحتين بأسماء المُتهمين إلى النائب العام، مُبيّنةً أنّ "الحوار والسلم الأهلي أولوية للدولة".

من جانبه، لفت رئيس لجنة تقصي الحقائق بأحداث الساحل السوري، جمعة الدبيس، إلى أنّ سيطرة الدولة كانت منعدمةً في بعض الأحيان خلال الأحداث، فيما نفى رصد أي حالة اختطاف نساء.

باراك: يمكن تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل في الوقت المناسب

شدّد السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس باراك، على أنّ الحكومة السورية الجديدة يجب أن تفكّر في أن تكون أكثر شمولًا بأقرب وقت.

وقال باراك، خلال مقابلة مع "رويترز" في العاصمة اللبنانية بيروت، إنّ القوات السورية لم ترتكب انتهاكات بحقّ الدروز في السويداء جنوب سوريا.

كما أضاف أن "مسلّحي داعش ربما كانوا متنكرين في زيّ الحكومة السورية باشتباكات السويداء".

إلى ذلك، أردف أن الغارات الإسرائيلية زادت من ارتباك الوضع في سوريا.

وتابع أنّه "يمكن تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل في الوقت المناسب".

كما واصل حديثه بالقول إنّ "رسالتنا إلى إسرائيل هي إجراء حوار لتهدئة المخاوف بشأن سوريا".

وختم لافتًا إلى أنّ أميركا يمكن أن تلعب دور "الوسيط النزيه" بين سوريا وإسرائيل لتبديد أي مخاوف.

لقاء أميركي – إسرائيلي – سوري للتوصل إلى تفاهمات أمنية

على صعيد آخر، أفاد موقع "أكسيوس" بأن مسؤولين كبارًا من الولايات المتحدة وإسرائيل وسوريا من المقرّر أن يعقدوا اجتماعًا، يوم الخميس، في مسعًى للتوصّل إلى تفاهمات أمنية بشأن الوضع في جنوب سوريا، وذلك وفقاً لمسؤول أميركي ومصدر مطلع.

وسيكون هذا أول لقاء بين الأطراف الثلاثة منذ اندلاع الأزمة الأسبوع الماضي في مدينة السويداء جنوب سوريا، وما تبعها من غارات إسرائيلية على دمشق.

اخبار لبنان على مدار الساعة