اخبار لبنان

الهديل

سياسة

خاص الهديل: لقاء ترامب ونتنياهو وثالثهما جابوتنسكي

خاص الهديل: لقاء ترامب ونتنياهو وثالثهما جابوتنسكي

klyoum.com

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة 

ينهي يوم غد الرئيس الأميركي ترامب جولة اجتماعاته الشرق أوسطية عبر قمة أميركية إسرائيلية يعقدها مع نتنياهو.. وبحسب سيل المعلومات التي وردت عن ما دار بين ترامب في اجتماعه مع زعماء عرب ومسلمين ومن ثم مع أردوغان منفرداً في البيت الأبيض يمكن توقع أو بكلام أدق "تخيل" ما سيدور بين ترامب ونتنياهو في اجتماع يوم الإثنين: 

سيقول ترامب لنتنياهو أنه التزم أمام القادة العرب والمسلمين الذين التقاهم لرسم مسار مستقبلي لسلام في المنطقة يقوم على مبدأ التزام الجميع بالحفاظ على أمن إسرائيل؛ بأنه لن يكون هناك ضم من قبل تل أبيب للضفة الغربية.

 

سيجيب نتنياهو بشكر ترامب على جهوده لتعزيز أمن إسرائيل في إقليمها؛ ولكنه سيؤكد له أن حكومته لن تضم الضفة الغربية بل ستصحح حدودها مع الضفة وهذا يستلزم إعادة هندسة ملكيتها الديموغرافية؛ بحيث لا تبقى المستوطنات جزر معزولة ومحاصرة بالديموغرافيات الفلسطينية. ما هو مطروح تحرير الديموغرافية الاستيطانية اليهودية من هيئة ديموغرافيا المدن الفلسطينية الست في الضفة الغربية.

سيؤكد نتنياهو أن خطة الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية لن تمس مراكز ثقل السكان العرب في الضفة وبالمقابل سنعمل على أن لا يمس العرب في الضفة بمراكز ثقل المستوطنين في "يهودا والسامرة"..

لا شك أن طرح نتنياهو على هذا النحو لخطة الحكومة الصهيونية في الضفة العربية، هو في غاية الخبث ويريد تصوير الأمر للخارج بأن الدولة العبرية تقوم بتحرير اليهود من الغلبة الديموغرافية العربية في الضفة الغربية وبالمقابل تريد تجنب إعطاء إسرائيل سلطة السيطرة على مدن الضفة التي فيها مراكز ثقل العرب السكاني. 

من دون أدنى شك سيوافق ترامب على خطة نتنياهو التي هي بالأساس خطة سيموتريتش والتي يمكن تسميتها بخطة جعل الضفة الغربية ضفتين إثنتين الأولى مدن الضفة الست العربية؛ والثانية "يهودا والسامرة" وفيها الكتل الاستيطانية وعاصمتها الإقليمية مستوطنة اودميم.

ونظرة إلى واقع ما يحدث في الضفة الغربية يظهر التالي: 

منذ ما قبل ابتداع الكيان الصهيوني هناك انقسام ايديولوجي عامودي في إسرائيل بين نهجين الأول قاده بن غوريون ويسمى الصهيونية الاشتراكية ويطلق عليه اليوم تيار المؤسسين؛ وهذا التيار عشية العام ١٩٤٨ وافق على طلب بريطانيا من الحركة الصهيونية أن تكتفي ببناء دولته على أراضي فلسطين الانتدابية من دون الضفة الغربية التي ستبقى مع المملكة الأردنية الهاشمية المدعومة من بريطانيا ومن دون غزة. أما النهج الثاني اليميني بقيادة جابوتنسكي ويدعى بالصهيونية الإصلاحية فرفض الطلب البريطاني وطالب ببناء الدولة العبرية على كافة أرض فلسطين الانتدابية زائد الضفة وغزة وهذه الأراضي يسميها جابوتنسكي "إسرائيل الكبرى" أو البعض يسميها "نواة إسرائيل الكبرى" كون هذا المشروع يريد أيضاً ضم أجزاء من لبنان وسورية والعراق والسعودية، الخ.  

ما يحدث اليوم هو أن هناك أمراً أساسياً من دون إدراكه لا يمكن فهم جزء هام من مجمل خلفيات طبيعة التطورات: 

ومفاد هذا الأمر هو أن من يحكم إسرائيل اليوم هم أحفاد جابوتنسكي؛ أي هم مناصرو التيار الصهيوني الإصلاحي الذي رفض طلب بريطانيا عشية العام ١٩٤٨ بعدم ضم الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل؛ ولكن آنذاك لم يكن تيار جابوتنسكي المسمى "بالصهيونية الإصلاحية" لديه موقع الصدارة داخل الحركة الصهيونية المنقادة حينها من "تيار الصهيونية الاشتراكية" التي صار اسمها لاحقاً أو اليوم، "التيار المؤسس" (للدولة العبرية)؛ فيما اليمين يسمونه استخفافاً به "بتيار بن غوريون الاشكنازي" الذي تخلى عام ٤٨ عن يهودا والسامرة (الضفة الغربية). 

.. ضمن هذه الصورة فإن نتنياهو وبن غفير وسموتريتش (الخ..) يعتبرون أن الخطأ الذي حدث خلال الاستقلال الأول (عام ٤٨) بفعل تخاذل بن غوريون أمام الطلب البريطاني حان وقت تصحيحه الآن من خلال، أولاً قيام حكومة أحفاد جابوتنسكي بزعامة نتنياهو بضم "يهودا والسامرة" إلى "أرض إسرائيل"؛ ومن خلال ثانياً، أن يرفض نتنياهو طلب ترامب بعدم ضم الضفة؛ لأنه إذا أذعن نتنياهو لترامب بخصوص التخلي عن يهودا والسامرة؛ فإنه بذلك سيكرر نفس موقف بن غوريون حينما أذعن لبريطانيا!!. وهذا الأمر من منظار أحفاد جابوتنسكي الذين يشكلون حالياً حيوية الاجتماع الإسرائيلي، يساوي "فعل الخيانة"..

*المصدر: الهديل | alhadeel.net
اخبار لبنان على مدار الساعة