اخبار لبنان

الهديل

سياسة

خاص الهديل: بين نيران تل أبيب وطهران.. هل يطرق الأكراد باب الاستقلال من غرب إيران؟

خاص الهديل: بين نيران تل أبيب وطهران.. هل يطرق الأكراد باب الاستقلال من غرب إيران؟

klyoum.com

خاص الهديل…

قهرمان مصطفى..

تتسارع دقات طبول الحرب بين إسرائيل وإيران، وتتصاعد الضربات المتبادلة في الخفاء وفي العلن، بينما يلوح في الأفق سؤال محوري: هل آن للأكراد أن يتحركوا لتحرير مدنهم غرب إيران مستغلين انشغال طهران في صراعها المفتوح؟

ففي الوقت الذي يتهاوى فيه جدار الهيبة الأمنية الإيرانية تحت ضربات نوعية، بعضها في قلب طهران، يظهر الأكراد كطرف يقرأ المشهد بعين استراتيجية، وقد يكونون الأقرب لاقتناص هذه اللحظة الفارقة.

فهل نحن أمام فرصة تاريخية للأكراد، أم أن توازنات الداخل الإيراني لا تزال تحول دون ذلك؟

في خضم هذه التطورات، أصدر حزب حرية كردستان (PAK) بياناً بارزاً على خلفية العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في قلب طهران، حيث تمكنت إسرائيل من تنفيذ ضربة نوعية استهدفت شخصيات أمنية بارزة داخل العاصمة الإيرانية. الحزب وصف العملية بأنها ضربة قاصمة للمؤسسة الأمنية الإيرانية التي طالما ادّعت القدرة على التصدي لأي تهديد خارجي.

البيان ذهب أبعد من مجرد الترحيب بالعملية، بل أشار بوضوح إلى أن النظام الإيراني بات أضعف من أي وقت مضى، خصوصاً في المناطق ذات الأغلبية الكردية والعربية والبلوشية، مؤكداً أن هذا النظام "الذي طالما قمع الشعوب غير الفارسية لن يتمكن بعد اليوم من ادعاء القوة والسيطرة". اللافت أن الحزب شدد في بيانه على مواصلة "النضال" مع بقية الشعوب المضطهدة حتى تحقيق الحرية الكاملة!

هذه التصريحات تعكس إدراكاً كردياً دقيقاً أن الوقت قد يكون مناسباً لاستثمار اللحظة، وسط انشغال النظام في إيران بمعارك خارجية تفقده القدرة على التحكم الكامل بجبهاته الداخلية.

فمن الناحية الاستراتيجية، يُدرك الأكراد أن الصراع الحالي ينهك طهران ويفتح فيها ثغرات لم تكن موجودة سابقاً؛ ومع تركيز الحرس الثوري الإيراني وأجهزة الاستخبارات على مواجهة التهديدات الإسرائيلية والخارجية، يتراجع تركيز الدولة على ضبط الوضع الأمني في الداخل، خاصةً في المحافظات الكردية غرب إيران.

لكن رغم كل هذه المؤشرات، يبقى السؤال الأهم: هل يمتلك الأكراد القدرة الحقيقية على تحويل هذه الفرصة إلى مكسب ميداني؟

التاريخ يذكر أن الأكراد في إيران لطالما حاولوا استثمار فترات ضعف النظام، لكنهم اصطدموا إما بردود فعل قمعية حادة، أو بغياب الدعم الدولي الفعّال.. بينما اليوم قد تكون الحسابات مختلفة، في ظل البيئة الإقليمية المتغيرة وزيادة الضغوط الغربية على طهران؛ ومن هنا يبدو أن الأكراد أمام خيارين لا ثالث لهما:

إما التحرك السريع لاستغلال الانشغال الإيراني في الخارج، وفتح جبهة داخلية تضعف النظام أكثر، أو الانتظار والتريث حتى تتبلور ملامح الصراع الإقليمي بشكل أوضح، خصوصاً مع احتمال تصاعد الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران.. لكن أي تحرك يتطلب تنسيقاً عميقاً مع قوى المعارضة الإيرانية الأخرى، وضمان وجود غطاء سياسي ودعم إقليمي على الأقل لتجنب تكرار سيناريوهات الخذلان السابقة.

ومن هنا نجد أن البيان الأخير لحزب حرية كردستان ليس فقط مجرد إعلان موقف سياسي، بل قد يكون مؤشراً على نوايا قادمة لتحريك الشارع الكردي في إيران في لحظة يراها الحزب حرجة ومؤاتية.

خلاصة القول في هذا المجال، هل الأكراد سيكتفون بالتصريحات والرهان على تآكل قوة طهران من الداخل، أم أنهم بالفعل يتحضرون لخطوات ميدانية قد تعيد رسم الخريطة السياسية غرب إيران، هو سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة.

*المصدر: الهديل | alhadeel.net
اخبار لبنان على مدار الساعة