اخبار لبنان

جريدة اللواء

سياسة

مزارعو التفاح يودّعون الموسم على وعود وزير الزراعة بوقف الاستيراد

مزارعو التفاح يودّعون الموسم على وعود وزير الزراعة بوقف الاستيراد

klyoum.com

إذا كانت جرت العادة حسب المقولة الشائعة أن المزارع يتعب والتاجر يربح.. فإن تجار التفاح يردّون على هذه المقولة بالقول انه إذا اهتم مزارع التفاح بمحصوله يأخذ السعر المناسب.

ولكن كلنا يعرف أن كلفة التسميد عالية وكلفة الري باستخدام الطاقة الكهربائية باهظة أيضا.. ناهيك عن ذلك لا أحد يعوّض على مزارع التفاح كساد إنتاجه جراء تقلّبات الطقس أو زخات البرد المفاجئة أواخر أيلول وقبيل القطاف الذي يستمر في بعض المناطق حتى منتصف شهر تشرين الثاني...

مقابل ذلك برزت في السنوات العشر الأخيرة مشاريع استثمارات ناجحة في قطاع زراعة التفاح على مساحة لبنان.

من كل لبنان حاولنا في هذا التحقيق أن نكتب قصص نجاحات لمواطنين يستثمرون في قطاع التفاح..

كافحوا في قراهم لتثبيت عيالهم وتأمين مصادر عيش كريم بعيدا عن النزوح إلى المدينة... قصص عشق للأرض وتحدّي وصمود تحوّلت إلى نجاحات في ميدان زراعة التفاح...

وبانتظار تحقيق الوعود من قبل الدولة لدعم المزارع الذي ما زال يكافح وحيدا جشع التجار وغدر الطبيعة والارتفاع في كلفة الإنتاج وفي استهلاك المحروقات وغيره من المعوقات التي تحدث عنها هؤلاء المواطنين خلال مؤتمر عقد في جامعة الروح القدس في الكسليك..

نبدأ مع إحدى المزارع الأنجح هذا العام في زراعة التفاح منطقة بشري وقاديشا.. حيث شكّل المزارعون نوعا من تجمّع بدلا من التعاونيات.. وحاولوا فرض أسعارهم عبر قنوات محلية.. وبرز نجاحهم في تسويق إنتاجهم هذا العام عندما اختارت وزارة الزراعة تفاحة قاديشا باعتبارها الأجمل من حيث اللون والحجم بين تفاح لبنان...

نتالي كيروز، إحدى الناشطات بين أصحاب الجنائن، اعتبرت أن ميزة تفاحة بشري وقاديشا أن قطافها يبدأ نصف أيلول ويستمر حتى آخر تشرين الثاني. وقيمة تفاح بشري وقاديشا المضافة أنه يتحمّل قساوة الطقس والتبريد الطويل. ولما لم تنجح في تلك المنطقة قصة التعاونيات لتسويق الإنتاج فرض المزارعون أنفسهم عبر تجمع مزارعي المنطقة مما أدّى إلى تخفيف كلفة الإنتاج.

الزراعة نبض الأرض عنوان الجودة وقصة صمود وصورة الكرامة... وكل تفاحة يستهلكها في السوق المحلي هي دعم مباشر المزارع وترسيخ لأهلنا في مناطقهم.

والمطلوب حسب كيروز أن يتم التعامل مع التفاح اللبناني أسوة بالتفاح الأوروبي لأنه لا فرق في الإنتاج بين لبنان وأوروبا إنما المزارع في أوروبا هو مدعوم من دولته ويحصل على حقّه بدل أتعابه.

وزارة الزراعة قرّرت ووفق خطتها العشرية التي هي في صدد أعدادها أن تكون شريكة النهضة باعتبار أنه لا يمكن أن نفصل الزراعة عن القطاع التنموي.

وبالتالي وحسب وزير الزراعة سيصار إلى منع الاستيراد في قطاع التفاح.. كما سيتم تسجيل كل بستان تفاح في الوزارة مع إمكانية العمل على خلق مراكز جديدة متخصصة لجمع وتوصيل التفاح وبالتالي العمل على التعاقد بين المزارع والمصنع.

وطالب المزارعون في هذا الإطار أن يتم التنسيق مع شركات التأمين لإنتاج برامج تأمين على المحاصيل الزراعية كما هو موجود اليوم في فرنسا مثلا.

مصادر وزارة الزراعة ترى أن حماية المنتج الزراعي ستكون من خلال تفعيل العمل على مكافحة التهريب على الحدود بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية.. إلّا أن دعم المزارع فعليا وحسب مصادر الوزارة تكون عبر دعم بنية تحتية غير متوفرة للمزارع حاليا وأولها الكهرباء والمازوت...

أيضا وأيضا يطالب المزارعون بمحاربة السماسرة الذين وحسب قولهم يسوّدون وجه المزارع.

من عاليه الشوفية قصة نجاح أخرى مع المزارع نجيب العلي، الذي عمد إلى إنتاج التفاح المكثف بدل التفاح التقليدي..

وبذلك استبدل الفراغات في الجنائن التقليدية بأعمدة وأسلاك معدنية تصلح لنوعية الزراعة المكثفة مما زاد الإنتاج الى سبعمائة غرسة في الدونم الواحد، وكانت النتيجة توفير في استهلاك الأسمدة والأدوية والمبيدات الزراعية وكذلك زيادة الإنتاج من طن ونصف إلى تسعة أطنان في الدونم الواحد.

قصة نجاح أخرى هي قيمة مضافة في سوق التفاح اللبناني هو إنتاج الـapple syrup الذي صار بإمكاننا تصنيعه في السوق المحلي بدل استيراده من الخارج، وهو بطبيعة الحال ألذ طعما من المستورد.

وأما تفل التفاح يمكن تحويله إلى طحين، وبالتالي يمكن مزج الـapple syrup مع الـchocolate spread والمربى وبالتالي التخفيف من استهلاك السكر المستورد.

أيضا وأيضا قصة نجاح أخرى في قطاع التفاح من جزين الجنوبية وتكمن في إنتاج التفاح المجفف أو رقائق التفاح مما يشكّل قيمة مضافة لهذا الإنتاج.

التقنية الجديدة المستخدمة هي وحسب أصحاب الفكرة هي أكثر قرمشة وقد تم تطويرها بالتنسيق مع جامعة القديس يوسف في بيروت.. وتعتمد هذه التقنية على شراء التفاح الصغير من المزارع لتحويله إلى رقائق تفاح مقرمشة ولذيذة خلال أربع ساعات بدل اثني عشر ساعة.

وبما أن السوق المحلي لا يغطي كلفة الإنتاج والإنتاجية يبقى أن طموح مزارعي التفاح لا يقتصر على السوق المحلي.. صحيح أن مصر والعراق والأردن يستقبلون التفاح اللبناني إلّا أن المطلوب تأمين أسواق خارجية أوسع لهذا المنتج اللبناني الجدير بالتسويق بكل مشتقاته... ولذلك يطالب المزارعون وأصحاب المصانع بتسهيل المشاركة في المعارض الدولية ذات الفعالية.

مزارعو التفاح في لبنان يودّعون الموسم على أمل تحقيق وعود وزير الزراعة بوقف استيراد التفاح وزيادة دعم الطاقة المخصصة للزراعة.. وكل عام وتفاح لبنان هو الأطيب.

*المصدر: جريدة اللواء | aliwaa.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة