"فيتو" لـ"الحزب" على المفاوضات أم مطالبة بدور إيراني؟
klyoum.com
لماذا خاطب حزب الله الرؤساء الثلاثة بكتاب يرفض فيه دعوة رئيس الجمهورية جوزف عون لاجراء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، في الوقت الذي كان بامكانه ابلاغ موقفه هذا للرئيس عون شخصياً، من خلال الزيارات التي يقوم بها النائب محمد رعد للقصر الجمهوري باستمرار، أو بواسطة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، او عبر اصدار بيان عن الحزب بذلك؟
استناداً لمصدر سياسي يراقب موقف الحزب منذ اعلان الرئيس عون نيته باجراء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل قبل اسابيع، لاحظ تردداً واضحاً، وتبايناً في بعض الاحيان، بين مسؤولي ونواب الحزب من هذه الدعوة، بين من يلتزم الصمت تجاهها وبين من يعلن موقفاً رمادياً منها، إما لعدم وجود موقف موحد منها، أو لغياب اي بديل عنها، بعد هزيمة الحزب بحرب الاسناد، وعجزه حتى عن الدفاع عن نفسه امام عمليات الاغتيال المتواصلة لعناصره، او استهداف مواقعه ومستودعات سلاحه في اي منطقة داخل لبنان.
ويضيف قائلا بأن صمت الحزب تجاه دعوة عون للتفاوض طوال الاسابيع الاخيرة، اعتبرت بمثابة موافقة غير معلنة، حتى بعد المطالبة بأن يكون التفاوض من خلال لجنة» الميكانيزم» والمطالبة بتوسعتها وضم مدنيين اليها، تم اختيارهم لهذه المهمة، الى ان تمت مخاطبة الرؤساء الثلاثة من خلال كتاب وليس وجاهياً، كما يحصل عادة في التعاطي بمثل هذه الحالات، ما اعتبره بعض المراقبين بمثابة دخول مفاجىء لجهة ما على هذا الموضوع، لفرملة اندفاعة عون ، وابلاغ من يعنيهم الامر، بضرورة الاخذ بعين الاعتبار مبررات الحزب الواردة في الكتاب، والتي تتعارض كلياً مع سياسات الدولة، لاسيما بموضوع نزع السلاح، مع استحضار لمفردات سقطت مع حرب «الاسناد»، لا سيما عن دور السلاح بحماية لبنان، وحق المقاومة بتحرير الارض، وغياب اي بديل منطقي وقابل للتنفيذ ، لطرح عون للتفاوض، لا سيما وأن هذا الطرح مدعوم من كبار المسؤولين، ويلاقي قبولا من الخارج ،ولم يأتِ من عدم ،ولكن بعد استنفاد كل الاتصالات والحركة الديبلوماسية التي تطرَّق اليها الكتاب، في وقف العدوان والخروقات الاسرائيلية،ما يُضعف حكماً مضمون الكتاب ويؤشر بوضوح الى هدف سياسي من وراء توجيهه بهذه الطريقة.
وفي اعتقاد المصدر ان دخول الحزب على مرحلة ما قبل بلورة صيغة المفاوضات النهائية، على هذا النحو، ليس لوضع «فيتو» لتعطيلها، لانها خارج حدود قدرته على التعطيل، بعد الوضع الذي بلغه حالياً ، وانما يؤشر بوضوح الى استياء من حصر آلية التحضير بالولايات المتحدة الاميركية والتحرك المصري واستبعاد اي دور لراعيته ايران من العملية كلها، والهدف تذكير الدولة اللبنانية، ومن ورائها بضرورة الاخذ بالاعتبار موقف الحزب من عملية التفاوض ومشاركة ايران بدور متواضع فيها.