الزيارة الرسولية الأولى للبابا لاوون الرابع عشر الى لبنان.. ماذا كشف المطران نفاع لموقع المرده عنها؟
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
بديل فموي لحقن التخسيس يحقق نتائج لافتةعلى قاعدة ما "أضيق العيش لولا فسحة الأمل"، يستعد اللبنانيون بكل أطيافهم لاستقبال الحبر الأعظم قداسة البابا لاوون الرابع عشر في ربوع هذا الوطن الجريح والمُثقل بالأزمات التي تتربص به من كل حدبٍ وصوب علّ وعسى أن يكون هذا الحدث العظيم يحمل في طياته الرجاء والاطمئنان والسلام والأمل بغدٍ أفضل.
وبعد عدوان اسرائيلي حصد الآلاف من الشهداء والجرحى ودمّر الحجر والبشر ولا يزال، تأتي زيارة البابا هذه في مرحلة مفصلية وحساسة يمر بها لبنان وتستمر من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول 2025.
في السياق، أشار النائب البطريركي العام على منطقتي جبّة بشرّي وزغرتا اهدن والزائر البطريركي على الموارنة في بلدان شبه الجزيرة العربية المطران جوزيف نفاع في حديث خاص لموقع "المرده" الى ان الشعار الرسمي للزيارة “طوبى لفاعلي السلام”، يتضمن رسالة السلام يحملها صاحب القداسة الى لبنان، هذا البلد الذي عانى الكثير بسبب سنوات حرب طويلة. ولكنها بالطبع رسالة الى مختلف بلدان محيطنا الشرقي، المجروح هو أيضًا بالكثير من ويلات الحرب والدمار. زيارة البابا، وهي زيارته الرسولية الأولى، الى بلدنا، أي إلى المنطقة، يحمل لنا قناعة قداسته بأن السلام هو فعلاً ممكن، لذلك يجب ان نعمل جميعنا من اجل تحقيقه. وكلنا أمل ان تسهم هذه الزيارة في حثّ الدول الكبرى والمؤثرة على العمل من اجل السلام، رحمةً بكل من عانى ويعاني من واقعنا المرير.
وعن محطات الزيارة والكلمات التي سيلقيها الحبر الأعظم خلالها، أكد المطران نفاع أن هذه الزيارة أتت عقب دعوة موجهة من قبل كل من البطاركة الكاثوليك في لبنان وأيضًا رئيس الجمهورية، على اعتبار أن بابا روما هو أيضًا رئيس دولة الفاتيكان. لذلك سوف ينقسم برنامج قداسته الى محورين: كنسي ووطني.
وتابع: "سوف يتوجه فور وصوله الى القصر الجمهوري حيث سيلتقي بالرئيس عون كما ويلتقي برئيسي الحكومة ومجلس النواب وفعاليات سياسية. وننتظر منه هناك أن يلقي بكلمته حول لبنان ودوره ومستقبل السلام فيه كما في المنطقة.
على هذا الصعيد يجب ان نشير الى لقاء سائر ممثلي الطوائف بقداسته في ساحة الشهداء، وذلك ظهر يوم الإثنين. وهناك أيضًا ننتظر كلمة من قداسته حول دور مختلف الأديان في بناء السلام ورفض كل أنواع التعصب والاضطهاد الديني واضطهاد الأقليات.
أما على الصعيد الكنسي، فسوف يلتقي قداسته أولاً بالمكرسين في بازيليك حريصا صباح يوم الإثنين. وأعتقد أنه سوف يوجه هناك كلمته وإرشاداته الى الكنيسة الكاثوليكية في لبنان. شدد قداسته على لقائه بالشبيبة الذي سوف يتم في بكركي مساء يوم الإثنين. ولقد اشار الى أنه سوف يوجه رسالته الى شبيبة لبنان والعالم في هذا الوقت. وبالطبع كلنا ننتظر عظة البابا خلال القداس الذي سوف يقيمه على واجهة بيروت البحرية ظهر يوم الثلاثاء.
أشير الى أن قداسته سوف يقوم بزيارتين خاصتين: الأولى الى عنايا صباح يوم الإثنين والثانية الى دير الصليب، صباح يوم الثلاثاء. ولم نعلم إن كان سوف يوجه أي كلمة خلال هاتين الزيارتين.
ويقول المطران نفاع إنه من الصعب التكهّن ماذا ستتضمن كلمة البابا من الناحية السياسية والمعروف عن مواقفه السياسية الرافضة لكل الحروب خاصة في غزة التي أعلنها أكثر من مرة وأعتقد انه سيمضي في هذا الخطّ وسيركز على مبادئ العدالة وحقوق الجميع خاصة الأقليات ولا أتوقع أن تأخذ كلمته بُعداً أكثر من ذلك.
وأردف المطران نفاع: "علاقة الكرسي الرسولي بلبنان قديمة جداً وعمرها مئات السنين ونعمل للحفاظ عليها وتقويتها وأن الزيارة الرسولية الأولى للبابا الى لبنان تؤكد عمق هذه العلاقة كما تشير الى دور لبنان في الشرق الأوسط بحمل السلام واظهار دور المسيحيين مع اخوتهم في هذا الشرق ونذكّر بما قاله البابا القديس يوحنا بولس الثاني ان لبنان هو أكثر من بلد انه رسالة وأكثر ما يتم التشديد عليه في هذه الفترة هو ضرورة اكمال لبنان تاريخه في هذه المنطقة".
ورداً على سؤال حول اذا كان ما بعد زيارة البابا لاوون 14 إلى لبنان سيكون مختلفاً عمّا قبلها، في ظلّ الخشية من تدهور الوضع الأمني في لبنان، يجيب المطران نفاع: "كل زيارة قام بها حبر أعظم الى لبنان كان لها تأثير ايجابي على ثبات هذا البلد وعلى الأمان فيه الى حدّ كبير جداً ونحن نأمل من زيارة البابا أن تستكمل التأثير الايجابي وتساعدنا أكثر على ارساء السلام خاصة بعد "الخضات" التي مررنا بها في السنوات الأخيرة".
واعتبر المطران نفاع انه كي لا يكون لبنان كما قبل الزيارة هنا يكمن دور اللبنانيين في الاصغاء لكلمة البابا وفهمها وتطبيقها والتحلي بالارادة للتفاعل معها خاصة وان البابا يريد لنا الخير وكلنا على علم لمدى التأثير الدبلوماسي القوي للفاتيكان في العالم أجمع لذلك فان قدوم البابا يلقي الضوء من جديد على لبنان وعلى دوره وعلى أهمية ان تهتم به الدول الكبرى والمؤثرة ولا تعتبره "جائزة ترضية" لأي أحد في هذه الفترة الدقيقة في لبنان والمنطقة والزيارة تضع لبنان على طاولة المباحثات وعلى الخريطة الجديدة وهذا يشكل عامل اطمئنان".
وقال: "بحسب اتصالات وعلاقات البابا الدبلوماسية فانه لا خطر حتى بعد انتهاء زيارته ولو لم يعرف بأن زيارته ستكون آمنة لم يكن ليأتي لذا فان وجوده بيننا يمنحنا الأمل فتعود الأيام الحلوة والمباركة".
وختم المطران نفاع قائلاً: "هذه الزيارة الرسولية الأولى للبابا لاوون الرابع عشر الى لبنان فقد زار تركيا ولكن لم تكن زيارته رسولية بل كانت مخصصة للقاء الأرثوذكس في ذكرى 1700 سنة على مجمع نيقيا الذي عُقد عام 320 وهذا الأمر لاهوتي ومهم جداً أما زيارته الى لبنان فتأتي بدعوة رسمية كبابا الكنيسة الكاثوليكية".