اخبار لبنان

المرده

سياسة

الجيش يوقف «وريث» والي لبنان في «داعش»: هذا ما كان يخطط له

الجيش يوقف «وريث» والي لبنان في «داعش»: هذا ما كان يخطط له

klyoum.com

فاقم التفجير الإرهابي لكنيسة مار الياس في دمشق الهواجس الوجودية لدى الأقليات في سوريا، وأيقظ الهواجس الأمنية في لبنان المجاور والشديد التأثر بما يجري في محيطه.

إذا كان الرئيس السوري أحمد الشرع قد استعجل الانفتاح على الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً، لضمان استقرار نظامه وتأمين حمايته، الّا انّ التحدّيات التي يواجهها هذا النظام الجديد في الداخل لا تقلّ تعقيداً وخطورة من حيث طبيعتها وتأتيراتها.

وما يغذي تلك التحدّيات، شعور الأقليات العلوية والمسيحية والشيعية والدرزية في سوريا بالقلق على المصير، واحتمال حصول نوع من تصفية الحسابات بين ماضي أبو محمد الجولاني وحاضر أحمد الشرع، بمعنى انّ تنظيم «داعش» قد يكون في وارد الانتقام من الرئيس السوري بعد انقلابه على تاريخه الذي كان «داعش» جزءاً منه، وهذا هو أحد التفسيرات للاعتداء الانتحاري الذي تعرّضت له الكنيسة في دمشق، من دون إغفال وجود فرضيات أخرى تتصل بإعادة استحضار التنظيم التكفيري، بعد كمون، لتوجيه رسائل في هذا الاتجاه او ذاك.

وبمعزل عن دوافع الهجوم الإرهابي الأخير، فإنّ ما يهمّ لبنان هو تحصين ساحته وتعزيز أمنه في مواجهة أي محاولات لاختراقهما على يد خلايا تكفيرية، خصوصاً انّ ما جرى في العاصمة السورية قد يكون جرس إنذار مبكر على هذا الصعيد.

وضمن هذا السياق، تؤكّد مصادر أمنية رفيعة المستوى لـ«الجمهورية»، انّ الأجهزة الأمنية ومخابرات الجيش في يقظة دائمة، بغية مراقبة أي تحركات مريبة وإجهاضها في مهدها. كاشفةً انّ هناك عملاً مستمراً، بلا انقطاع، لتقفي أثر أي خلية إرهابية وضبطها في مرحلتها الجنينية، قبل أن يكتمل نموها وتصبح مصدراً للخطر والتهديد.

وتلفت المصادر، إلى انّه وعلى رغم من أنّ التقديرات الأولية تفيد بأنّه لا توجد أجندة لـ«داعش» في لبنان حالياً، الّا انّ مخابرات الجيش وبقية الأجهزة، تواصل اعتماد قاعدة «الأمن الاستباقي» عبر ملاحقة الخلايا النائمة وتوقيفها قبل أن تستيقظ، بحيث تبقى تحت الضغط و«الكبس»، ولا يُسمح لها بأن تنهض او تأخذ نفساً لتنفيذ اي أنشطة إرهابية.

وتشير المصادر إلى انّ بعض البيئات الضيّقة في لبنان لا تزال تتعاطف مع النماذج التكفيرية والاتجاهات المتطرّفة، الامر الذي يستدعي عدم الاسترخاء.

وضمن إطار «العمليات الوقائية»، أفادت قيادة الجيش، انّه وبعد «سلسلة عمليات ميدانية ومتابعات تقنية، أوقفت مديرية المخابرات بتاريخ 23-5-2025 المواطن اللبناني (ر. ف) الملقب «قسورة»، وهو أحد أبرز قياديي تنظيم «داعش» الإرهابي، والذي كان قد تسلّم قيادة التنظيم في لبنان بعد العملية النوعية التي نفّذتها المديرية في نهاية العام بتاريخ 27-12-2024، وأوقفت خلالها ما سُمّي «والي لبنان» في التنظيم المواطن (م.خ) الملقب أبو سعيد الشامي، وعدداً كبيراً من قادة مجموعته». وأوضح الجيش انّه ضُبط بحوزة «قسورة» عدداً كبيراً من الأسلحة والذخائر إضافة إلى أجهزة الكترونية وأجزاء مختصة لتصنيع الطائرات المسيّرة، إلى جانب معلومات عن طريقة تصنيع المتفجرات واستخداماتها وعن أمور الطيران.

وتكشف المصادر الأمنية انّ «قسورة» من مواليد 1997، وهو حائز على ماجستير في الكيمياء وصاحب مهارات في الاتصالات والتطبيقات الإلكترونية، وقد تمّ اختياره بعد سلسلة اختبارات دينية خضع لها لدى قيادة تنظيم «داعش» في سوريا، ما حتّم أن يكون الخَلَف المناسب لـ«والي لبنان» ابو سعيد الشامي.

وتؤكّد المصادر انّ الموقوف له باع طويل في مقاومة الاستجواب، ما تطلّب جهداً كبيراً من المحققين في مديرية المخابرات لكشف كافة الحقائق عن عمل التنظيم وأهدافه في لبنان. وتوضح المصادر، انّ «قسورة» كان مكلّفاً تتفيذ مهمات أمنية في لبنان لزعزعة الاستقرار، وهو تولّى كذلك توزيع أموال على مناصرين لـ«داعش».

وكانت قوة من مخابرات الجيش قد داهمت في كانون الأول الماضي إحدى بلدات الشمال وأَوقفت اللبناني (م. خ.) مواليد 1994، فاعترف بأنّ لقبه هو الأمير أبو سعيد الشامي، وانّه «والي لبنان» في «داعش».

وكشفت التحقيقات آنذاك، انّه تمّ إنشاء ختم للشامي لإضفاء صورةٍ وشكل رسمي على قراراته تمهيداً لمبايعته. كما أظهرت ارتباطَ العمل معَ ما سُمّي «قيادة الأرضِ المباركة في سوريا» ومسؤولِها هو عبد الرحيم المهاجر.

*المصدر: المرده | elmarada.org
اخبار لبنان على مدار الساعة