حين تتحول الوشاية إلى سلاح… خطير ما كشفه رئيس الجمهورية!
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
خلافات شيرين وشقيقها تعود إلى الواجهة مجدداما قاله رئيس الجمهورية أمام وفد محرري الصحافة اللبنانية ليس تفصيلاً عابراً، بل ناقوس خطر حقيقي. فحين يتحدث رأس الدولة عن لبنانيين يسارعون إلى الوشاية ببعضهم البعض أمام الأميركيين، فهذا يعني أن المرض لم يعد في السياسة فحسب، بل في الأخلاق الوطنية ذاتها.
وقد يكون ما كتبه النائب طوني فرنجيه عبر صفحته في العالم الافتراضي اصدق تعبير حول هذا الموضوع اذ رأى فيه: رسالة مفتوحة وواضحة عسى ان تكون وصلت الى من يجب ان تصل اليهم…وهم كثر".
أن يختلف اللبنانيون في الداخل حول موضوع معين أمر طبيعي وصحي في بلد تعددي، لكن أن تتحوّل الخلافات إلى نميمة سياسية ودبلوماسية تُنقل إلى الخارج، فهذا سقوط في مستوى الولاء الوطني، فلا شيء أخطر من أن يضع بعض اللبنانيين مصلحتهم الخاصة فوق مصلحة الدولة، وأن يطلبوا الدعم ضد أبناء وطنهم من عواصم القرار، وان تصل بهم الامور الى بخ السموم السياسية لتحقيق مكاسب على حساب اهلهم واخوتهم في الوطن.
كلام رئيس الجمهورية كشف واقعاً مريراً عن مجموعة همها تشويه صورة بلدها وناسه، كما كشف ايضاً ان من ينقل هؤلاء الاخبار المضللة والشائعات تليه كشفهم ايضاً، فالاميركيون قالوا للرئيس بالحرف الواحد : " انتو مش عم ترحموا حالكن".
نعيش في بلدٌ منهك اقتصادياً وسياسياً، تتنازعه الانقسامات والولاءات الخارجية، وتُضاف إلى ذلك "نميمية سياسية" تضعف صورته وتؤكد غياب الثقة بين مكوناته، فحين تصبح واشنطن أو أي عاصمة أخرى مرجعاً لتصفية الحسابات الداخلية، يُفقد لبنان ما تبقى له من سيادة معنوية وهيبة وطنية ويضعف موقعه التفاوضي في أي ملف، لأن الخارج سيرى فيه بلداً منقسماً يشي بعضه ببعض ويحرض بعضه على بعضه الاخر، كما تفقد ديبلوماسيته صدقيتها، إذ يُستبدل الحوار الوطني بالتقارير المغرضة والمغلوطة حسبما اكد رئيس الجمهورية.
يبدو ان لبنان الحر السيد والمستقل لا يزل دولة لا تعرف معنى الولاء لنفسها بسبب هذا البعض الذي يبحث دائماً عن "أب سياسي" خارجي يحميه من شريكه في الوطن او من منافسه في السياسة.
ما قاله الرئيس يجب ألا يُمرّ مرور الكرام، لأنه ليس مجرد انتقاد، بل تشخيص لأزمة ضمير وولاء، لان الوطن لا يُبنى بالنميمة ولا بالوشاية ولا بالضغينة والحقد، بل بالثقة وبالجرأة على الاختلاف الشريف، فالخطر ليس في أن نختلف، بل في أن نخون بعضنا تحت عنوان الخلاف.