اخبار لبنان

أي أم ليبانون

سياسة

تقارير مضللة عن حشود عسكرية… الحدود الشمالية بأمان

تقارير مضللة عن حشود عسكرية… الحدود الشمالية بأمان

klyoum.com

كتبت جوانا فرحات في "المركزية":

ثمة من ينفي الغاية من الحشد السوري على الحدود مع لبنان ويضم مقاتلين من الشيشان والإيغور المعروفين بانتمائهم لتنظيمات إسلامية متشددة وأخرى إرهابية استعداداً لعمل عسكري ضد "حزب الله" تحديدًا، ويعتبرها مجرد إجراءات روتينية لضبط الحدود لكن الحزب يستفيد منها لتخويف اللبنانيين وإيجاد ذريعة لعدم التنازل عن السلاح في ظل خطر وجودي.

وثمة من يؤكد على عملية الحشد والغاية منها،  مبررا ذلك بالعمليات الأمنية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والعسكرية في لبنان وتوقيف عدد من الأشخاص المنتمين إلى تنظيم داعش. وما بين الهامشين ثمة وقائع علمية وعسكرية تلقي الضوء على جانب من هذه القضية التي أخذت حيزاً مهماً من اهتمامات المسؤولين ووسائل الإعلام.

الجدل مستمر على رغم كل الوقائع في الظاهر، لكن يبقى التفسير لهذه الضجة التي أثيرت حول حشود عسكرية على الحدود السورية-اللبنانية ووجود أعداد كبيرة من الشيشيان والإيغور إضافة إلى روايات عن اقتحام منطقة البقاع.

العميد الركن المتقاعد جورج نادر يؤكد لـ"المركزية" أن ما ورد من تقارير في هذا السياق هو كلام سياسي يُراد منه تعمية الرأي العام عن لبّ المشكلة في لبنان وهي سلاح حزب الله. ونقلا عن مصادر عسكرية ينفي نادر وجود سواتر ترابية من الجهة السورية ولو صح ذلك لتنبهت القوى الأمنية للأمر ووصلت التقارير إلى مديرية المخابرات، لكنّ أيا من ذلك لم يحصل وهذا ما يؤكد أن الكلام سياسي بامتياز ولا توجد نية لدى الرئيس أحمد الشرع باقتحام الحدود لأنه منشغل بأوضاع ترتيب الداخل السوري حتى أن الوافدين من سوريا ينقلون عن الشرع كلاماً مفاده أنه غير معني بالشأن اللبناني ولن يتدخل بمسألة نزع سلاح حزب الله ويقولها بالمباشر"قبعوا شوككن بإيديكن".

نفي العميد نادر لكل التقارير الواردة عن الحدود السورية-اللبنانية والمبني على أدلة علمية يقابله تأكيد من جهته بأن الهدف من بث الشائعات صرف النظر عن موضوع تسليم سلاح حزب الله وتأخير المشكلة. "فالحزب يعيش حالة إنكار مما يزيد من تفاقم الاشكالية وفي حال استمر في عناده، فهذا يعني أنه ينتحر ويأخذ البلد إلى المجهول". واللافت يتابع نادر "أن السلطة التي يفترض أن تجلس إلى الطاولة وتضع برنامجا يتضمن جدولة عملية تسليم السلاح، لا تزال تصر على الحوار من دون سقف والتهرب من الحل وبالتالي تأجيل المشكلة مما يرتب على لبنان عواقب قد تصل إلى حد الدخول من جديد في حرب مع إسرائيل لأن القرار بنزع سلاح حزب الله والمخيمات الفلسطينية اتُخذ على المستوى الدولي ولا مجال للتحايل أو التأجيل".

بالتوازي، يشير العميد الركن الطيار أندريه أبو معشر إلى ضرورة قراءة الوقائع على قاعدة التحليل العلمي والموضوعي نظرا إلى أهمية مخاطر هذا الموضوع. ويضيف في حال لم يصدر عن قيادة الجيش اللبناني أو السلطات الأمنية ووزارة الدفاع أي نفي لما يشاع عن حشود عسكرية سورية وتضم عددا من عناصر الشيشان والإيغور أو تأكيد على وجود نوايا عدوانية في ما لو تيقنت عندها يمكن القول أن ثمة شيء من صحة هذا الكلام.

وفي حال ثبتت صحة التقارير الإعلامية -علما أنها لا تزال غير مثبتة بمؤشرات عسكرية- على المجلس الأعلى للدفاع أن ينعقد فورا ويتخذ الإجراءات لحماية الأهالي ومنع حصول اي اعتداء من قبل أي فصيل إن من الجهة السورية أو أي جهة أخرى.

حتى الساعة لم نتلمس أي إجراء من هذا القبيل، وعليه يوضح أن هذه الأمور لا تزال ضمن التقارير الإعلامية التي قد تخدم غايات سياسية . وعن وجود عناصر من الشيشان والإيغور في عداد الحشود السورية عند الحدود من الجهة السورية يلفت أبو معشر الى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سبق وأعلن عن موافقته بإدخال هذه المجموعات ضمن النظام العربي السوري. لذلك فإن هذه الوحدات أصبحت جزءاً من الجيش السوري وتتحمل السلطة السياسية في سوريا مباشرة نتائج أي عمل قد ينتج عنها، بالتعدي أو تخطي الحدود .وإذا صحت المعلومات فهذا يعني أن هناك نية لدى النظام السوري الذهاب إلى التصعيد .لكن نعلم أن هذا الأمر غير وارد لأن هناك جوا عاما إقليميا ودوليا بالذهاب إلى خفض التصعيد ووقف كل العمليات القتالية على كل الجبهات كما أن هناك توجهاً بالذهاب إلى تسويات في المنطقة. من هنا، لا يمكن الإقتناع أن هناك أجواء تصعيد عند الحدود ولا مؤشرات جدية قائمة من الجانب اللبناني.

وللتذكير، فإن وحدات الإيغور والشيشان تم نشرها منذ ما يقارب الثلاثة أشهرعلى الحدود السورية وليس منذ أسابيع، وقد تعمد النظام السوري وضعها عند هذه النقاط الحدودية لإبعاد كل هذه الوحدات المتشددة عن المدن وبالتالي إبعاد الخطر عن الأهالي والنظام وليس لتهديد الأنظمة الأخرى. وطالما أن كل المؤشرات لا تزال ضمن الكلام السياسي ولم تصدر أية تقارير رسمية عن قيادة الجيش ومديرية المخابرات حول صحة وجود حشود عسكرية سورية تنوي اقتحام بلدات وقرى عند الحدود الشمالية مع سوريا، فلا يجب نشرها لأن من شأنها أن تخلق أجواء متوترة ومشحونة لدى أهالي هذه القرى، وبالتالي يصبح من السهل استغلال أي حادث أمني والذهاب إلى غير ما هو متوقع .

كلام العميد ابو معشر اكد عليه البيان الذي أصدرته قيادة الجيش مساء أمس وأوضحت فيه حقيقة  الأمور على الحدود اللبنانية-السورية وحذرت من الترويج لأخبار من شأنها أن توتر الأجواء "فالحدود بأمان كامل".

*المصدر: أي أم ليبانون | imlebanon.org
اخبار لبنان على مدار الساعة