اخبار لبنان

المركزية

سياسة

الخطيب: من الذي يمنع انتخاب رئيس للجمهورية؟

الخطيب: من الذي يمنع انتخاب رئيس للجمهورية؟

klyoum.com

المركزية - أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة، في مقر المجلس، والقى خطبة الجمعة التي قال فيها: "إنّ الخلط بين الإسلام كدين ومعرفة وثقافة أخلاقية واجتماعية وبين فعل المسلمين وكسلهم وجهلهم وفساد حكّامهم ناتج عن الجهل، بل هو الجهل بعينه الذي يدعوهم إلى تقبّل الأقاويل والافتراءات بدون تدبّر أو مسؤولية فلا يلقينَ مسؤولية جهله وتخلّفه بالافتراء على دينه وتاريخه وحضارته، وأن يكونوا أدوات طيّعة وسهلة للحرب الثقافية الاستعمارية الغربية الأخطر بعد حروبه العسكرية للسيطرة، لأنها السلاح الأقوى الذي تستمد منه أمتنا قوتها وتستعيد عزيمتها وتسترجع استقلالها بعد كبوتها التي حدثت بسبب تخليها عن قيمها وتخليها عن مسؤولياتها أمام الانحرافات الخطيرة للحكّام المستبدين وتعطيلهم تطبيق أحكام الله واهتمامهم بالدنيا وتنازعهم على الملك والسلطة كما هو حاصل اليوم في لبنان من فساد السلطة وتفكك الدولة، فهل الدين هو المسؤول؟ وهل أن الحكام يستندون في تصرفاتهم إلى الشرع واحكامه؟ أم أن اللبنانيين تطيّفوا بسبب سوء النظام القائم على الطائفية التي شكلت دويلات لزعماء الطوائف وحولت الدولة الى هيكل فارغ؟" 

اضاف: "يريدون الانقضاض على ما تبقى من قيم أخلاقية تُشكّل المدماك الأساس للمحاسبة وتحمل المسؤولية، إنّه فجور مدعوم بسلاح أخطر من سلاح المدمرات والمدافع والصواريخ والدبابات، إنها لأخطر من سلاح التدمير الشامل النووي، إنه تدمير القيم الاخلاقية والانسانية التي كانت الأساس الذي استندت اليه مقاومة شعبنا في مواجهة العدو الإسرائيلي، وكان السلاح الأمضى الذي حقّق له الانتصار التاريخي في الخامس والعشرين من ايار بالأيمان والاتكال على الله ووعده بالنصر {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ}، {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}".  ولم يكن بالاعتماد على السلاح الذي كان بسيطاً وما زال بالمقارنة مع ما يمتلكه العدو الصهيوني ومع ما يستند اليه من دعم القوى الدولية الغاشمة بالمال والسلاح والحروب النفسية التي هزمت النفوس الضعيفة، ولكنها لم تهزم المؤمنين والمتمسّكين بقيمهم فكتب الله لهم النصر والظفر والاقتدار الذي زلزل أقدام العدو الخائف والجبان القابع وراء الجدران والاسوار ليحتمي في الجحور خلفها بعد أن كان يعربد ويزبد ويهدّد  فيرتجف من هم وراء الحدود بمئات الكيلومترات." 

وأكد الخطيب "انّ ترددات انتصارات المقاومة في لبنان لم تقف تأثيراتها عند حدود لبنان الجنوبية، بل تعدتها الى صنع تحولات استراتيجية في المنطقة وكان أولها في فلسطين المحتلة في غزة والضفة والقدس وكل فلسطين، وأصبح العدو في مأزق وجودي خطير، وثانياً في وقف التطبيع، وثالثها وهو قادم حتماً في نهاية اتفاقيات ما يسمى بالسلام وينتهي بإزالة الكيان الغاصب المؤقت، حقاً المؤقت كما بدا واضحاً من سلسلة التراجعات التي أُجبر عليها بشكل متتابع وسريع وغير متوقع، فانكشف ضعفه وهشاشته فكان حقاً بيت العنكبوت". 

وقال: "إنّ محاولات إخافة بعض اللبنانيين من المقاومة هي إحدى الوسائل الخبيثة لهذا العدو والمرتبطين بالقوى الداعمة له، وعلى اللبنانيين أن ينتبهوا لها فهؤلاء لم يقدموا للبنان سوى الهزائم والحروب الاهلية، سلاحهم الفتن الطائفية وتخويف الطوائف من بعضها لمصالح فئوية وحزبية وشخصية ولبعض العائلات المستفيدة من الحكم ومغانمه، فلم يبنوا دولة ولم يحققوا استقراراً أو عدالةً أو إنجازاً لصالح الشعب اللبناني وقضاياه، ولم يرَ منهم اللبنانيون سوى الخراب والقتل والدمار والحروب الاهلية وإضعاف لبنان أمام العالم وأمام العدو الطامع في أرضه ومياهه وخيراته، وقدّموا له لبنان لقمة سائلة بحجة حماية طوائفهم، فلم يزيدوا هذه الطوائف الا رهقاً، أليس جديرا بالشعب اللبناني أن يستفيد من كل هذه التجارب ليستخلص العبر ويعرف سر المشكلة التي يعاني منها لبنان وشعبه وانها الطائفية؟ وأن الطوائف ستكون بخير اذا تخلصت من هذه الآفة ومن المتمسكين بها ليتزعموا طوائفهم وليسرقوا كلما احتاجوا جهدهم وجنى عمرهم بإشعال الحروب الطائفية." 

اضاف: "قولوا لي بالله عليكم من هو الأخطر على الطائفة؟ الطوائف الاخرى أم متزعموهم الذين اقتتلوا في ما بينهم فقُتل منهم اكثر ممن قُتل بالحرب الطائفية؟ وهُجر منهم اكثر من هُجر لأي سبب آخر.  واليوم من الذي يمنع انتخاب رئيس للجمهورية ويعطل الانتخابات؟ أليست المشكلة في من يدعي حماية الطائفة والمتنازعين عليها؟" 

وختم الخطيب: "إنّ المطلوب هو الضغط على المعطلين للخروج أولاً من هذه الازمة لأن هؤلاء لن يذهبوا للحل الا بالحصول على منافعهم في الحكم بالابتزاز". 

*المصدر: المركزية | almarkazia.com
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com