خاص الهديل: السفاح على منبر الأمم… والعالم يغض الطرف
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
طيران اسرائيلي على علو منخفض في أجواء النبطية والجوارخاص الهديل…
قهرمان مصطفى
على منصة الأمم المتحدة يتكرر المشهد ذاته بصيغة أبشع: زعيم متهم بجرائم يدخل قاعة العالم كأنه ضيف شرف، بينما تُسقط طائرات بلاده أحلام الناس على أرض الواقع. لم يعد الحديث عن مجرد خروج دبلوماسيين من القاعة، بل عن فضيحة أخلاقية وكارثة سياسية تكشف هشاشة النظام الدولي أمام منطق القوة؛ إنه بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية.
الوقائع لا تكذب. عشرات الآلاف سقطوا خلال سنتين من القتل والتشريد في غزة، وآلاف آخرون دفعوا ثمن سياسات استعلائية في لبنان والضفة وسوريا. ومع ذلك، فإن صاحب اليد المُدماة يستطيع أن يحيي علاقاته وينال مواقف تُشبه الحماية، لا لأن قضيته عادلة بل لأن شبكة سياسات دولية تختار المصالح على حساب القانون والضمير.
الأمر لا يختزل في شخص بعينه، بل في منظومة تسمح بتبييض الأفعال عبر صفقات وتحالفات. زيارة المنابر الدولية تحولت إلى مسرحٍ يشرعن استمرار الانتهاكات، وحين تُستثمر كلمة على منصة لتغطية قصف وطموحات توسعية، فإن ثمن السكوت يكون باهظاً: شرعية دولية مُقوَّضة ومصداقية تتآكل.
وعليه فالمعركة الحقيقية ليست في عدد الدول التي تعترف بفلسطين، بل في القدرةِ على تحويل الاعتراف الرمزي إلى قوة فعلية: سياسات اقتصادية وضغوط دبلوماسية وقانونية تفرض كلفة على المعتدي. دون ذلك تبقى الشعارات حبراً على ورق، وتستمر الآلة العسكرية في عملها بلا رادع.
اللحظة المطلوبة الآن هي تبديل الخطب بالقرارات. والأحوج الآن أيضاً هو خطة عربية وإسلامية موحّدة، مدفوعةً باستراتيجية قضائية تدفع إلى مساءلة الجناة، وتدعم المؤسسات الوطنية والمدنية لتقوي القدرة على الصمود. ويجب التنويه ايضاً بأن المنظمة الدولية ضعيفة لكنها في الوقت نفسه ليست ميؤوساً منها إذا جُعلت أداة ضغط حقيقية لردع العدو ولجمه.