اخبار لبنان

ام تي في

سياسة

"الحزب" والحوثيون يهددون سيادة لبنان

"الحزب" والحوثيون يهددون سيادة لبنان

klyoum.com

يشهد الشرق الأوسط تحولات متسارعة، فيما يبقى لبنان الحلقة الأضعف نتيجة تعاظم نفوذ حزب الله وارتباطه الوثيق بإيران. فـ الحزب، الذي يقدّم نفسه كمدافع عن الوطن، يمارس عمليًا دورًا يعمّق أزمة الدولة عبر تعطيل قراراتها وإضعاف مؤسساتها، فضلًا عن الاتهامات باستضافته قيادات حوثية ضمن حسابات إقليمية أوسع. هذه المعطيات تكشف عن مشروع يضع لبنان في قلب صراعات المحور الإيراني، ويثير تساؤلات مصيرية حول مستقبله: هل يبقى ساحة مفتوحة لتصفية النزاعات الإقليمية، أم يستعيد قراره الوطني المستقل عبر تطبيق القرارات الدولية ونزع سلاح الميليشيات؟

التحالف الاستراتيجي بين حزب الله والحوثيين

أكدت مصادر يمنية مقربة من الحكومة الشرعية لـ نداء الوطن أن تداعيات انقلاب الحوثيين لا تزال حاضرة بقوة، محملة دلالات سياسية وأمنية خطيرة. ويبرز تأثير حزب الله المباشر على صنع القرار في اليمن، وصولاً إلى زعيم الجماعة الانقلابية عبد الملك الحوثي، ما يعكس عمق التحالف بين الطرفين.

وتشمل العلاقة تدريبًا عسكريًا وخبرات ميدانية ودعمًا إعلاميًا، ضمن مشروع إقليمي يسعى لتوحيد الجبهات وتعزيز نفوذ إيران. وقد تجلى ذلك بوضوح عبر مشاركة قيادات حوثية في أنشطة استراتيجية داخل لبنان، ما يعكس مستوى متقدمًا من التنسيق. وتشير المعلومات إلى أن بعض هؤلاء القادة لم يغادروا لبنان منذ عام، بعد مشاركتهم في مراسم تشييع حسن نصر الله، ومن بينهم حمود شرف الدين مالك، مالك إذاعة سام الحوثية، ورضوان الحيمي عضو اللجنة الثورية العليا، إضافة إلى القيادي طه المتوكل .

التهديدات الواقعية على الإعلاميين

تظهر حادثة الإعلامي وليد عبود مدى تغلغل الحوثيين في لبنان، بعدما تلقى تهديدًا مباشرًا كُتب على جدار منزله مذيلًا بتوقيع أنصار الله الحوثيين. هذه الواقعة تعكس حجم النفوذ الذي بات يشكّل ضغطًا على الإعلاميين والناشطين المدنيين، وتوضح كيف يستفيد الحوثيون من الأراضي اللبنانية لتوسيع حضورهم الإقليمي بدعم مباشر من حزب الله .

ويأتي الدليل الأوضح على هذا التدخل، حين أعلن القيادي الحوثي نصر الدين عامر عن استعداد جماعته لإرسال مئات الآلاف من المقاتلين لدعم حزب الله في حال توسعت المواجهة مع إسرائيل، في رسالة تكشف نوايا استغلال أي صراع إقليمي لتعزيز نفوذهم داخل لبنان .

حزب الله بين النفوذ المحلي والإقليمي

لا يكتفي حزب الله بترسيخ نفوذه الداخلي، بل يسعى لتوسيع حضوره الإقليمي عبر تحالفات مع الفصائل المسلحة، ما يعزز مكانته ضمن المحور الإيراني. ويرى مراقبون أن هذا التمدد يفاقم الأزمة اللبنانية ويحوّل البلاد إلى ساحة مفتوحة للصراعات، على غرار ما حدث في العراق وسوريا واليمن، حيث دفعت الدول المعنية أثمانًا باهظة جراء تدخلات إيران وأذرعها المسلحة .

تساؤلات حول الدور الفعلي للحوثيين

لم يعد حزب الله مجرد لاعب محلي، بل تحوّل إلى عنصر محوري في إعادة تشكيل المشهد اللبناني. ومع بروز القيادات الحوثية على الساحة اللبنانية، يتضح أن التمدد الإيراني ليس مجرد فرضية بل هو واقع ملموس يهدد توازن القوى وسيادة الدولة. وتبقى التساؤلات: ما هي طبيعة الأنشطة التي يمارسها الحوثيون في لبنان؟ وكم منهم لا يزال موجوداً بعد مرور عام على وصولهم؟ وفي ظل إصرار حزب الله على الاحتفاظ بسلاحه خارج إطار الدولة، تصبح الإجابة عن هذه التساؤلات ضرورة لفهم حجم التدخلات الخارجية وخطورتها على السيادة والاستقرار اللبناني.

*المصدر: ام تي في | mtv.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة