اخبار لبنان

ام تي في

سياسة

ركوع البابا أمام مار شربل في البعد اللاهوتي والوطني

ركوع البابا أمام مار شربل في البعد اللاهوتي والوطني

klyoum.com

​تتجاوز اللحظات الروحية أحياناً حدود الزمان والمكان، لتصبح رسائل خالدة. إن مشهدية البابا وهو يركع للصلاة أمام مار شربل فيها الكثير من الرهبة والعمق المعنوي واللاهوتي، ويحمل أبعاداً سياسية ووطنية، وتعني أن أرض لبنان ليست مجرّد وطن جغرافي، بل هي أرض مقدّسة ومهد القداسة وأرض الرسالة الى العالم. ​إن الركوع هو إعتراف كنسي عالمي بمار شربل وبعظمة القداسة المشرقية وبدور قديسين لبنان في رفع الكنيسة الجامعة. حياة مار شربل المتواضعة ونشأتها في بلدة بقاعكفرا إتسمت في الزهد والتقشف والقداس اليومي، كان نمط الحياة هذا مقدمة للحياة الرهبانية الناجحة، وتؤكد أن قوة الكنيسة ليست في بنيانها بل في قداسة أفرادها.

​لم يعد مار شربل قديساً مارونياً أو لبنانياً فقط، بل هو قديس عالمي تتجه إليه الأنظار والقلوب من مختلف الأديان والطوائف والبلدان. وهذا المشهد يثبّت رسمياً هذه العالمية، حيث يأتي رأس الكنيسة ليركع ويصلّي لروح قديس لبناني. ركوع البابا أمام مار شربل وهو رمز لتواضع السلطة الكنسية أمام عظمة الإيمان المقدِس، وتعتبر هذه الرسالة بمثابة خضوع الكنيسة الجامعة لروحانية القديس شربل وطلب شفاعته.

​​أكثر من ذلك، ركوع البابا أمام مار شربل له دلالات تلامس عمق الهوية اللبنانية، وتأكد أن هذا البلد هو بالفعل أرض مقدسة، وأن وجوده مرتبط بدور روحي وحضاري لا يمكن تجاوزه أو إخضاعه أو تهجيره، في زمن الهجرة هذا، يُعدّ هذا المشهد دعوة قوية للمسيحيين اللبنانيين للتمسك بأرضهم. فتكريم الفاتيكان لأبناء هذه الأرض هو رسالة دعم من السماء ودعم ومن كنيسة الفاتيكان للبقاء والصمود.

​إن صورة البابا هذه أمام مار شربل هي صورة خالدة، تستحق التظهير والطبع والتعليق في المنازل كرمزية لخضوع عقيدة روما أمام العقيدة اللاهوتية الصحيحة التي اعتمدها موارنة جبل لبنان وأوصلتهم الى هذه القداسة الفائقة، وتأكد هذه الصورة أن قيمة لبنان الحقيقية ليست في إقتصاده أو مؤسساته، بل في رسالته الروحية وقدرته على الوصول الى القداسة والى الحياة الأبدية. ويمكن إعتبارها دعوة للفرد اللبناني ليعود إلى جوهره الروحي المسيحي، فمن بقاعكفرا الى عنايا أصبح لدينا مدرسة في الرجاء، ومن حياة القديسين تُستلهم قيامة وطننا لبنان.

*المصدر: ام تي في | mtv.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة