اخبار لبنان

الكتائب

سياسة

من بغداد إلى دبي.. رئيس الحكومة يتحرّك عربياً لترميم العلاقة مع الخليج

من بغداد إلى دبي.. رئيس الحكومة يتحرّك عربياً لترميم العلاقة مع الخليج

klyoum.com

في أول مشاركة له في القمة العربية منذ توليه رئاسة الحكومة، سجل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام حضورا لافتا في القمة التي انعقدت في بغداد يوم السبت الماضي، وسط أزمات متراكمة يعيشها لبنان داخلياً وتحدّيات إقليمية متسارعة.

وفي هذا الإطار، أجرى رئيس الحكومة سلسلة لقاءات ثنائية مع عدد من القادة والمسؤولين العرب، حملت في مضامينها إشارات إلى استعداد عربي جديد لدعم لبنان، إنما ضمن شروط واضحة وصارمة.

ووفق مصادر حكومية، شكّلت هذه اللقاءات فرصة لإعادة طرح الملف اللبناني كأولوية على جدول الاهتمام العربي. وتمحورت المحادثات حول سبل استعادة الدولة اللبنانية لعافيتها المالية والسياسية، من خلال التزام فعلي بالإصلاحات المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي والمجتمع الدولي، وتلك التي طالبت بها الدول الخليجية، وعلى رأسها ضبط الحدود، وقف تهريب السلاح، وحصر السلاح بيد الدولة.

وبحسب المصادر نفسها، عرض الرئيس سلام للمسؤولين العرب الخطوات التي باشرت بها حكومته على مختلف الصعد، مشدّداً على التزام لبنان بإعادة تفعيل مؤسساته والسير بخطة إنقاذ حقيقية.

وتلفت المصادر في هذا السياق الى التحوّل الأبرز في المقاربة العربية باتجاه لبنان مؤخرا من خلال قرار دولة الإمارات العربية المتحدة رفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى لبنان، في خطوة اعتُبرت إشارة سياسية إيجابية قد تمهّد لاستعادة العلاقات الثنائية حيويتها، خصوصاً على المستوى الاقتصادي والسياحي.

ولم تستبعد المصادر أن تتخذ المملكة العربية السعودية موقف إيجابي من موضوع رفع الحظر في حال واصلت الحكومة اللبنانية إظهار مؤشرات التزام وجديّة في تطبيق الإصلاحات.

وتعود المصادر لتذكّر أيضا بأهمية الزيارة السريعة التي قام بها الرئيس سلام الى المملكة العربية السعودية حينما خصّه ولي عهد المملكة ورئيس وزرائها الأمير محمد بن سلمان، بـ «دعوة ملكية» لتأدية صلاة عيد الفطر إلى جانبه، والتي أكد من خلالها دعم بلاده للدولة في مساعيها ومسيرتها الإصلاحية.

من هنا، ترى المصادر ان العودة الخليجية المرتقبة إلى لبنان تحمل جملة من الإيجابيات، تبدأ بتنشيط القطاع السياحي الذي يعوّل بدرجة كبيرة على السائح الخليجي، لما يشكّله من عنصر إنفاق مرتفع وحركة اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، خصوصاً في المواسم الصيفية. كما تُعيد هذه العودة الثقة بأسواق الخدمات والمصارف، وتساهم في دعم ميزان المدفوعات عبر تحويلات مالية واستثمارات صغيرة، لا سيما في قطاعات مثل العقارات والفنادق.

كما تعتبر المصادر بان كسر العزلة الخليجية عن لبنان يعيد إدماج البلاد في بيئتها العربية الطبيعية، ويمنح الحكومة هامش تحرّك أوسع في مخاطبة الشركاء الدوليين، انطلاقاً من مظلّة دعم عربية واضحة المعالم، ما قد يشكّل عنصر توازن في وجه الضغوط الإقليمية الأخرى.

وتشير المصادر الحكومية أيضا الى الاهتمام الدولي المتجدّد بلبنان، والذي تجلّى في تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال جولته الخليجية الأخيرة، حيث تطرّق أكثر من مرة إلى الوضع في لبنان وتحديدا حينما اعتبر ان الفرصة المتاحة أمام لبنان، وهو ما ينسجم أيضا مع موقف الدول العربية الداعمة للبنان والتي تنتظر استكمال خطة الإصلاحات المالية.

وفي سياق هذا الزخم، كشفت المصادر الحكومية أن رئيس الحكومة نواف سلام سيزور دولة الإمارات العربية المتحدة مطلع الأسبوع المقبل، تلبية لدعوة من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للمشاركة في «قمة الإعلام العربي» التي ستُعقد في دبي.

ومن المتوقع أن يُلقي الرئيس سلام كلمة باسم لبنان، يجدّد فيها التزام الحكومة بتطبيق القرار 1701، وبسط سيادة الدولة الكاملة، وحصر قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية وحدها. كما سيشكر دولة الإمارات وقادتها على دعمهم المستمر للبنان، وعلى القرار الأخير المتعلق برفع الحظر عن سفر الرعايا الإماراتيين.

ومن المرتقب أن يعقد سلام سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين العرب المشاركين في القمة، بهدف استكمال الحوار السياسي والانفتاح العربي على لبنان، إضافة الى شرح الخطوات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية على صعيد مسار إعادة انتظام عمل المؤسسات.

في الخلاصة، يمكن اعتبار مشاركة الرئيس نواف سلام في قمة بغداد بانها شكّلت نقطة تحوّل أولى في مسار العلاقة اللبنانية - العربية. فالدعم العربي متاح، والإرادة الدولية موجودة، لكن اختبار النيات اللبنانية يبقى مفتوحا على الأداء السياسي المحلي، ومدى التزام الدولة بإصلاحاتها واستعادة ثقة شعبها وشركائها الخارجيين.

Follow us on kataeb.org X

*المصدر: الكتائب | kataeb.org
اخبار لبنان على مدار الساعة