قبرص تدخل في محادثات بشأن المنطقة الاقتصادية الخالصة مع لبنان
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
للمرة الأولى منذ 7 سنوات... مصادرة مولدات!دفعت العلاقات المتوترة بين إسرائيل ولبنان والتطورات المتسارعة في الشرق الأوسط، بنيقوسيا إلى إطلاق اتصالات رفيعة المستوى من أجل تثبيت المنطقة الاقتصادية الخالصة مع لبنان. وفي هذا السياق، التقى رئيس قبرص، نيكوس خريستودوليديس، بخبير السياسات الإقليمية رودي باروندي، الداعم منذ سنوات للحوار والدبلوماسية والتنمية السلمية، بوصفه مساهماً في البحث عن أكثر الطرق أماناً لتحقيق الاستقرار في المنطقة الأورو–متوسطية كلها، وكذلك بصفته وسيطاً غير رسمي بين البلدين. وقد ألّف باروندي كتباً متصلة بالموضوع، مثل: تثبيت الحدود البحرية في شرق المتوسط: من التالي؟ ومفتاح واحد، مكافآت متعددة: تثبيت الحدود البحرية بين قبرص ولبنان وسوريا.
وكان خريستودوليديس ونظيره اللبناني، القائد السابق جوزيف عون، قد اتفقا في تموز على التفاوض وتثبيت خط حدود بحرية. ويتوقع البلدان أن يجنيا فوائد كبيرة من مثل هذه الاتفاقية، إذ إن ترسيم الحدود البحرية سيُسهل جذب الاستثمارات الأجنبية لتطوير مواردهما من الطاقة.
وقال باروندي بعد اللقاء: «إن التوصل إلى اتفاق سيفتح جميع الأبواب أمام قبرص ولبنان. الاتجاهات تسير في الطريق الصحيح، وليس فقط في ما يتعلق بلبنان. إن رئيس قبرص لديه خطط طموحة في السياسة الخارجية، خصوصاً بشأن أنشطة بلاده خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2026، حين تتولى قبرص رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي». وأضاف: «انتهزت الفرصة أيضاً لأتمنى لرئيس قبرص التوفيق في هذه المهمة، خصوصا وأنه من المتوقع أن يركز ليس فقط على تعزيز تماسك أوروبا، بل أيضاً على تعزيز دور قبرص كجسر بين أوروبا والدول المجاورة».
وتملك نيقوسيا بالفعل برنامجاً طموحاً لرئاستها المقبلة، وتعمل بشكل وثيق مع الدنمارك، التي تتولى الرئاسة خلال هذا النصف من العام، ومع بولندا التي ستخلف قبرص. ما يُعرف بـ«الرئاسة الثلاثية» يساعد على ضمان الاستمرارية من رئاسة إلى أخرى.
وقد ألّف باروندي عدداً من الكتب والدراسات حول كيفية استفادة الدول الساحلية من أدوات الأمم المتحدة القائمة للتوصل إلى اتفاقات عادلة ومتساوية بشأن الحدود البحرية، مما يقلل التوترات ويحقق مكاسب اقتصادية واجتماعية مهمة. كما كتب وتحدث علناً حول فرص متعددة للتعاون الإقليمي، بدءاً من شبكات الطاقة المترابطة ومزارع الرياح البحرية وصولاً إلى الإدارة المشتركة للمناطق البحرية المحمية.
وفي عام 2023، مُنح باروندي «جائزة القيادة» من شبكة القيادة عبر الأطلسي (Transatlantic Leadership Network)، وهو مركز أبحاث في واشنطن، تقديراً لـ«مساهمته القيمة في بناء شرق متوسط سلمي ومزدهر».
ومن خلال عشرات المقالات والدراسات والظهور الإعلامي والخطابات، عرض هذا الخبير المخضرم الأساس الاقتصادي لأن تصبح قبرص مركزاً لمعالجة وتوزيع الغاز الطبيعي لجيرانها. ويتضمن ذلك إنشاء خط أنابيب غاز طبيعي تحت البحر إلى قلب أوروبا، أو إقامة محطة للغاز الطبيعي المسال (LNG) ستكون أضخم مشروع في تاريخ البلاد، أو حتى أنظمة تخزين وتسييل عائمة في عرض البحر لخدمة الدول البعيدة عبر النقل البحري.
وقال باروندي: «كل هذه الدراسات والعوامل التي أبرزتها ما زالت صالحة حتى اليوم. تمتلك قبرص الموقع الجغرافي والأسعار العقارية وعلاقات الجوار التي تؤهلها لتكون الشريك الأساسي للجميع في تصدير الطاقة، وأيضاً لتكون حجر الزاوية في بناء منطقة أكثر استقراراً وازدهاراً».