اخبار لبنان

ام تي في

سياسة

البطريرك الوحيد الذي يستقبل باباوين: مجد الزيارات البابوية يُمنح للراعي

البطريرك الوحيد الذي يستقبل باباوين: مجد الزيارات البابوية يُمنح للراعي

klyoum.com

يحطّ البابا لاوون الرابع عشر في لبنان الأحد المقبل. وإذا كانت الزيارة تحاط بشق ديني، إلا أن الطابع الوجودي والتاريخي وحتى السياسي يطغى بقوّة. تاريخ العلاقات بين لبنان والفاتيكان طويل، والمستقبل سيكون واعدًا.

يدخل الفاتيكان على خطّ أزمات لبنان عند كل معضلة. لا يتحدّث كثيرًا ويلتزم الصمت في معظم الأحيان، لكنه في المقابل يعمل وكأنه في صلب السياسة العالمية. وتعتبر دبلوماسية الفاتيكان المنتشرة في العالم من أنشط الدبلوماسيات وأفعلها.

تجمع زيارة قداسة البابا بين الماضي والحاضر والمستقبل. وتعطي انطباعًا أن لبنان في صلب سياسات الكرسي الرسولي. ما يحدث اليوم ليس وليد ساعته، بل مشوار ونضال انطلق عندما حصل الانفصال في الكنيسة، فاختارت البطريركية المارونية السير حيث كرسي بطرس، أي روما، ومنذ ذاك الحين تفعّلت العلاقات.

لا يمكن اختصار علاقة بكركي بالفاتيكان بأسطر، بل هناك بارقة علم ونور خرجت من روما وانتشرت في جبل لبنان، في القرن الخامس عشر، أرسلت البطريركية عددًا من الرهبان والأساقفة إلى روما للتعلّم، فنالوا ما نالوه من علم ومعرفة وعادوا إلى لبنان وأسسوا المدارس المارونية التي نقلت لبنان والشرق إلى عالم آخر.

مع وصول البابا لاوون إلى لبنان، يكون البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قد سجّل سابقة لم يسجلها أي من أسلافه من البطاركة الموارنة، فعند حصول أي زيارة بابوية إلى لبنان يكون البطريرك الماروني قد نال تقديرًا وخُصص بهذا الحدث، ولم يحصل أن استقبل غالبية البطاركة بابا على أرض لبنان طوال ولايتهم البطريركية. وسُجّلت 3 زيارات بابوية إلى لبنان، الزيارة الأولى كانت للبابا بولس السادس عام 1964، حينها كان البطريرك مار بولس بطرس المعوشي بطريركًا على الموارنة، ولبنان كان في أفضل أحواله وينعم بالأمن والاستقرار والبحبوحة والنهوض. وبعد 34 عامًا حطّ بابا استثنائي على أرض لبنان. في تلك المرحلة، كان الإحباط يسيطر على المسيحيين وكأنهم انتهوا من لبنان، وكان الاحتلال السوري قد أمسك البلد بقبضة من حديد ويضطهد المكوّن المسيحي، وكان البطريرك مار نصرالله بطرس صفير يقود السفينة وقد حصلت هذه الزيارة التاريخية خلال سدّته البطريركية، ومنحت الأمل للمسيحيين واللبنانيين.

مرت 15 سنة، وها هو البابا بنديكتوس السادس عشر يزور لبنان عام 2012، يومها كانت ولاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في بداياتها حيث حاول جمع المسيحيين وتألفت لجان في بكركي، وحظي البابا باستقبال واهتمام لافتين.

تستعدّ بكركي للحدث الأكبر، وهو زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان ولقاء الشبيبة في الصرح البطريركي، ويعتبر البطريرك الراعي هو البطريرك الأول في تاريخ بكركي الذي يستقبل باباوين: الأول، هو بنديكتوس. والثاني، لاوون. وهذا الشرف الكبير يسجّل في مسيرته على رغم أن أوضاع البلاد المهترئة، هي ما استدعت زيارة البابا لاوون.

ترى الكنيسة في ما سيحصل حدثًا جللًا، فالبابا لاوون ما زال في بداية حبريته، وأن يضع لبنان في أولويات زياراته الخارجية، فهذا يعني منسوب الاهتمام الكبير الذي يمنحه للبلد وللمسيحيين فيه.

وتراهن بكركي على هذه الزيارة لإحداث صدمة إيجابية مطلوبة في السياسة والبيئة المسيحية، فمن خلال هذه الزيارة، ستصل رسالة واضحة من الكرسي الرسولي بمدى اهتمامه باللبنانيين عمومًا، والمسيحيين خصوصًا. وقد تقضي هذه الزيارة على اليأس الذي يضرب شريحة واسعة من المسيحيين الذين يعتبرون أن البلد لم يعد لهم، في المقابل، ستقول هذه الزيارة إن مسيحيي لبنان ما زالوا العمود الفقري لمسيحيي الشرق ومن دونهم لا وجود مسيحيّ، ووجودهم في هذه الأرض هو فعل إيمان وقضية بحدّ ذاتها.

يقف الفاتيكان إلى جانب بكركي ولبنان، ويعطي اندفاعًا للشبيبة المسيحية بالبقاء في هذا البلد ويمنح الأمل وسط لحظة تاريخية قد تؤدي إلى ولادة لبنان الجديد، بعدما بنت بكركي لبنان الكبير وطنًا للجميع وليس للمسيحيين فقط.

*المصدر: ام تي في | mtv.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة