من الروشة إلى غزة – البقاع: مراد يوقّع على بيان ضد الطائف ثم يتمسّك به
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
ChatGPT تسبب بانتحار ابنهما القاصركتب حامد الدقدوقي في موقع الصدارة نيوز…
مع نهاية كل عام، تكثر إطلالات النائب حسن مراد، حيث يرعى حفلات التخرّج في مؤسساته التربوية الممتدّة على معظم مساحة الجمهورية اللبنانية. وتكون الكلمة الرئيسية بطبيعة الحال لمراد، الذي يطلق من خلالها مواقف عامة وسياسية.
ومراد معروف بانتمائه إلى ما كان يُسمّى بمحور "الممانعة"، الذي شكّل حزب الله ركيزته الأساسية إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا قبل سقوطه. ومع بدء ملامح التغيّر في المنطقة، بعد اندلاع حرب "الإسناد" التي افتعلها حزب الله في لبنان بذريعة دعم مقاومة أبناء غزة، دفع لبنان بأكمله ثمنها، ولا سيما الحزب نفسه الذي خسر أمينه العام ومعظم قادته من الصف الأول، قبل أن يتبع ذلك هروب الأسد وسقوط نظام البراميل المتفجّرة في سوريا.
في هذا السياق، حاول النائب حسن مراد التمايز عن المحور، محاولًا التقرب أكثر من الدول العربية، لكنه ظلّ يصدر مواقف متناقضة في كل مرة.
فبتاريخ 18/8/2025، عُقد لقاء بين حزب الله والأحزاب القومية المنتمية إلى المحور، في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي في الروشة، بحضور رئيس حزب "الاتحاد" النائب حسن مراد، ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ربيع بنات، وأمين الهيئة القيادية في حركة "الناصريين المستقلين – المرابطون" العميد مصطفى حمدان، ورئيس حزب "التيار العربي" شاكر برجاوي، وقائد "الحرس القومي العربي" أسعد حمود، إضافة إلى نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي، والنائب أمين شري.
وأشار بيان صدر على الأثر إلى أنّ "قماطي وبنات تحدثا باسم اللقاء، فأكدا أنّ المقاومة هي ورقة القوة الأساسية للبنان، إلى جانب جيشه الوطني ووحدة شعبه، داعيين الحكومة إلى التراجع عن قرارها الفتنوي – التفجيري الذي لا يهدف سوى لتطبيق الأجندة الأميركية – الصهيونية. كما شددا على وحدة قوى المقاومة في مواجهة مشروع ضربها، ورفضا كل ما يُحكى عن أنّ المعركة موجّهة ضد طائفة واحدة، بل ضد لبنان القوي بكل أوراق قوته".
وبتاريخ 24/8/2025، جدّد النائب حسن مراد، خلال حفل تخرّج طلاب في بلدة غزة – البقاع، تمسّكه باتفاق الطائف وحصرية السلاح بيد الدولة، مشدّدًا على وقوفه خلف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في معالجة هذا الملف، ورافضًا "أي إساءة أو تطاول على مقام رئاسة الحكومة"، وداعيًا إلى "الاحتكام للمؤسسات الدستورية في أي خلاف سياسي".
خلال أقل من شهر، صدرت مواقف متناقضة عن الوزير والنائب حسن مراد؛ فمن جهة حضر اجتماع الأحزاب القومية ووافق على بيان يرفض أساسًا تطبيق اتفاق الطائف ومبدأ حصرية السلاح، ويوفّر الغطاء العملي للإساءة إلى مقام رئاسة الحكومة، ومن جهة أخرى عاد ليُعلن تأييده للطائف وتمسّكه بحصرية السلاح بيد الدولة.
فالمواقف يا معالي الوزير، لا تُطلق بحسب المنطقة والجمهور، بل هي رأي وقناعة يلتزم بها صاحبها بغض النظر عن المكان والزمان والحضور.
وبحسب موقع ويكيبيديا، فإن عبارة "لا مواقف في العمل السياسي" تعني أنّه لا يمكن أن يوجد عمل سياسي من دون اتخاذ مواقف وتحديد آراء، لأن السياسة بطبيعتها تقوم على اتخاذ القرارات ووضع الحلول لشؤون الجماعة والمجتمع استنادًا إلى أيديولوجيات وخيارات واضحة.
وختامًا، نذكّر معاليه بقول الزعيم جمال عبد الناصر:
"الخائفون لا يصنعون الحرية، والمتردّدون لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء."
فيا معالي الوزير، خذ موقفك كما تشاء، وحدّد خياراتك، ليحدّد الجمهور خياراته وموقفه منك، فالغد الأفضل يحتاج إلى موقف شجاع غير مرتهن، ولا ملحق بمحور انتهت صلاحيته.