اخبار لبنان

صحيفة النهار اللبنانية

سياسة

الخطيب في خطبة الأضحى: لبنان لن يكون إلّا بلد التعايش ولن نترك لإسرائيل فرصة لتقسيمه

الخطيب في خطبة الأضحى: لبنان لن يكون إلّا بلد التعايش ولن نترك لإسرائيل فرصة لتقسيمه

klyoum.com

اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أنّ "بعض الأنظمة الحاكمة في العالمين العربي والإسلامي أدّت دوراً قذراً في هذا المجال وسَهَّلت للغرب القيام بهذه المهمة عبر الخضوع للبرامج التربوية والاعلامية التي فرضتها الدوائر الغربية التي عملت بخبث عبر مراكز البحث والدراسات المتخصصة والمختلفة للتفتيش عن مواطن القوة لدى المسلمين وعن الطرق التي يمكن عبرها ضرب هذه النقاط وتحويلها إلى نقاط ضعف تُسهّل لها المهمة بأقل الاكلاف لكنها وعلى الرغم من السعي الدؤوب والتقدم خطوات كبيرة نحو تحقيق هذا الهدف لم تستطع بلوغه".

وأضاف الخطيب في خطبة عيد الأضحى: "الأمر الالهي الحتمي حماية القيم المعنوية وهي مضمون رسالات الانبياء التي تُمثّلها رسالة الاسلام بأعلى مراتبها وبأفضل الوسائل والطرق، وهي وإن بانَ لبعض الوقت انها تراجعت لمصلحة الانحراف والفساد، ولكن هذا لغاية الامتحان والاختبار للأشخاص وللأمة التي قد تتراجع في مرحلة من المراحل ولكن النتيجة انه انتصار مؤقت سرعان ما يتبدد ويزول، والمثل العملي لها متكرر دائما في الحياة وخصوصاً في حياة أمتنا ولا يمكن تعدادها ولكن سأتحدث عن المرحلة التي نعيشها اليوم في مواجهة الطغيان الغربي وخصوصاً مرحلة الاستسلام العربي التي تمظهرت بما سُمِيَ باتفاقيات السلام العربي الاسرائيلي التي تَوَجَت مرحلةً من الصراع الثقافي والفكري والعسكري".

الصور للزميل حسن عسل:

وتابع قائلاً: "لقد بدا للكثيرين أن الامر انتهى وأن الغرب سَجَّل انتصاره العسكري والحضاري الأخير على العرب والمسلمين، وبالتالي على العرب والمسلمين ان يتعاطوا مع هذا الهزيمة كأمر واقع لكن ما الذي حصل؟ إنّ الامةَ لم تستسلم ولم تتعامل معه كأمر واقع ولم تُقرّ بالهزيمة، الامر الذي وَلَّد مقاومة لما حصل أساسها فكري ثقافي إيماني استطاعت خلال فترة قصيرة نسبياً أن تصارع وتقاوم حالة اليأس التي نشأت بفعل التراجع العربي الإسلامي المتأثر بما حاول الغرب تثبيته في اذهان أبناء الأمة لقد كانت المقاومة أساساً فكرية تتبنى المفاهيم الايمانية، ثم انعكست واقعاً وسلوكاً بالمقاومة الفعلية والعسكرية ونجحت في كسر التابو الذي حاول الغرب وأتباعه من المتغربين أن يجروا الامة الى التعاطي معه كذلك وفي مرحلة اخرى من مراحل الصراع تطورت هذه المقاومة، واستطاعت ان تعيد للامة الثقة بنفسها، وفي المرحلة الثالثة وهي التي نعيشها اليوم أن تستطيع مهاجمة العدو وتَشُنّ عليه حرباً في داخل الكيان، فتحوّلت من مقاومة تواجه العدو على أرضها وتدافع عن نفسها إلى حالة الهجوم وتضع العدو في حالة صراع على الوجود".

وأكد أنّ "وضع طوفان الاقصى بمساندة قوى المقاومة العدو في هذه المرحلة من الصراع الذي يراه بحق انه صراع على وجوده أليس هذا الواقع انتصاراً للقيم وان كان الثمن غاليا لكن تصوروا العكس وأن المقاومة لم تقم فما هي الصورة التي سنكون عليها؟. لقد كانت الحرب في الأساس التي خيضت على أمتنا وانتصر العدو بها هي حرب نفسية وثقافية، حرب كسر الإرادة، حرب ضرب المعنويات ولم تكن على الإطلاق حرباً حقيقية، والا فلم يكن للعدو بكل ما يمتلك ومع كل من يقف وراءه أن يُسجّل انتصاراً واحداً في هذه المعركة، وهو الآن ما زال يعتمد هذه الوسيلة ويساعده فيها ويُروّجُ له البعض ممن فقدوا الرؤية وافتقدوا البصيرة ويحسبون انهم على شيء وهم ليسوا على شيء".

وقال الخطيب إنّ "العدو يتهدّدنا انه سينهي حربه على رفح ليشنّ حرباً على لبنان، لكن أولاً ليخرج سالماً من رفح فقد أثخنته المقاومة في قطاع غزة بالجراح. ماذا كان يفعل على الجبهة اللبنانية حتى الآن؟ تُهدد فرسان المصر ورجالاً أعاروا جماجمهم لله الذين لا يخافون الموت ويطلبون من الله الشهادة وقد تعلموا من الامام الحسين سيد الشهداء المواقف (أبالقتل تهددني يا بن الطلقاء إن الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة)".

وأكد أنّه "لمن المؤسف أن تتطابق بعض المواقف الداخلية مع الموقف الاسرائيلي في مواجهة المقاومة التي لولاها لما بقي للبنان من وجود"، مشيراً إلى أنّ "لبنان لن يكون الا بلد التعايش والاخوة ولن نترك لاسرائيل فرصة لتقسيمه أو تقزيمه فنحن لم نُقدّم دماء شهدائنا على مذبح أصحاب الاهواء والغرائز".

وسأل الخطيب: "أما كيف يكون عيد مع ما يعيشه أهلنا في غزة وجنوب لبنان؟ فإننا نكبر بهم وبشهدائهم وبتضحياتهم فهم لم يقدموا ذلك عبثاً ولم تذهب تضحياتهم هباءً وإنما أنتج عزاً وفخراً، فمن لديه أمثالكم نال عزاً وفخراً، إنّ عيد أمتنا أن يكون لنا مثل هؤلاء العظماء"، مضيفاً: "نحن اليوم في عيد الأضحى نتقدّم من أهلنا اهل الشهداء في فلسطين ولبنان والعراق واليمن على طريق القدس بالافتخار وبالاعتزاز بمواقفهم وبتضحياتهم وبتضحيات أبنائهم الغالية، نفتخر بكرمكم فأنتم أجود من أعطى، أنتم من قدّمتم أغلى الأضاحي، أنتم من أحرمتم وسعيتم وطفتم ورجمتم الشياطين حقاً، أنتم من حججتم إلى الله، فنعم الإحرام إحرامكم والطواف طوافكم والسعي سعيكم والرمي رميكم ونعم الاضحية أضحيتكم، تقبل الله منكم بأفضل القبول، فحجاً مقبولاً وسعياً مشكوراً، وتحيةً لكم وعيداً مباركاً لأهل القرى الجنوبية الصامدة وأهلِها النازحين، يعاد عليكم بالعودة منتصرين مرفوعي الرأس كما في كل انتصار كما في الخامس والعشرين من أيار عدتم بالعزة والكرامة وما هُدّم عُمِّر ويُعَمَّرُ من جديد بإذن الله، واذا كان العدو هَدَمَ اليوم داراً فقد هدمتم له فوق الدار دار وجلبتم له الخزي والعار".

*المصدر: صحيفة النهار اللبنانية | annahar.com
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com