جنون الأسعار يطال القهوة.. فهل ولّى زمن الفنجان الرخيص؟
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
حزب الله: إيران قادرة على حماية نفسهاجنون الأسعار يطال القهوة.. فهل ولّى زمن الفنجان الرخيص؟
تشهد القهوة، ثاني أكثر المشروبات استهلاكًا بعد الماء، ارتفاعًا حادًا في أسعارها حول العالم، رغم استهلاك ما يزيد عن 2.6 مليار كوب يوميًا. ومع هذا الازدهار في الطلب، يجد عشّاق القهوة أنفسهم يدفعون المزيد مقابل فنجانهم اليومي. فما السبب؟
وفي أنحاء أوروبا، تضاعفت أسعار القهوة خلال العام الماضي، ما أثار قلق المستهلكين وأرباب المقاهي على حد سواء. لكن الأمر ليس مجرد تضخم اقتصادي؛ بل هو مزيج معقد من تحديات عالمية تضغط على سلسلة إنتاج القهوة بأكملها.
يُتداول البن في البورصات العالمية، مما يجعله عرضة للمضاربة التي ترفع الأسعار دون أن تنعكس أرباحها على المزارعين. وفي خلفية هذا المشهد، تعاني كبرى الدول المنتجة – كالبرازيل وكولومبيا وفيتنام – من طقس قاسٍ أضر بالمحاصيل، إلى جانب اضطرابات في سلاسل التوريد، ونقص في حاويات الشحن، وعدم استقرار سياسي.
وازدادت صرامة فحوصات الجودة في أوروبا خشية العفن والتلوث، ما أدى إلى تقليص الكميات المقبولة. حتى الشركات التي تربطها علاقات طويلة بالمزارعين بدأت تشكو من ضعف الإمدادات. وفي مشهد غير مألوف، بات بعض المنتجين يطلبون حماية أمنية لمزارعهم من السرقة، بينما خسر آخرون عملاءهم بسبب ارتفاع التكاليف.
اما لأسعار مرشحة للاستمرار في الارتفاع. فإلى جانب تأثيرات تغير المناخ على الزراعة، تفرض قوانين الاتحاد الأوروبي الجديدة ضرورة إثبات أن البن لا يُنتج على حساب الغابات، مما يزيد الضغط على المنتجين.
كما أن الرسوم الجمركية الجديدة، خصوصًا على بن “روبوستا” الفيتنامي، تُعيد رسم خريطة التجارة العالمية.
وربما، كما يقول بعض الخبراء، كانت القهوة في السابق رخيصة أكثر من اللازم. واليوم، يتجه العالم نحو قهوة أغلى ثمنًا، لكنها أكثر استدامة وعدلاً وشفافية.