الدوحة وبيروت على طريق التعاون… ملفات الكهرباء والإعمار في صلب المحادثات
klyoum.com
في ظلّ التطوّرات الإقليمية المتسارعة، جاءت زيارة رئيس الحكومة نوّاف سلام إلى الدوحة، لتؤكّد على متانة العلاقات اللبنانية – القطرية، وحرص البلدين على تنسيق المواقف إزاء القضايا المشتركة. وقد شكّل اللقاء مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واجتماع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مناسبةً لبحث جملةٍ من الملفات السياسية والاقتصادية، أبرزها وقف الحرب بين إسرائيل وإيران، وانعكاس ذلك على استقرار لبنان والمنطقة، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون الثنائي، لا سيما في قطاعَيْ الطاقة والكهرباء، وملف اللاجئين السوريين، والدعم المقدّم للجيش اللبناني.
وفي التفاصيل، عبّر الجانبان اللبناني والقطري خلال اللقاء عن ترحيبهما بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران، مع التأكيد على أهمية أن ينعكس هذا التطوّر إيجابًا على استقرار لبنان وفلسطين ودول الخليج خصوصًا بعد الاعتداء الذي تعرّضت له دولة قطر والذي أدانه الرئيس سلام بشدّة، معربًا عن تضامنه الكامل مع قطر دولةً وشعبًا. وأعقب اللقاء مع سمو الأمير، اجتماع موسّع مع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، بمشاركة عددٍ من الوزراء المعنيين من الجانبَيْن. وتمّ خلال الاجتماع بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون خصوصًا في مجال الطاقة من خلال خطواتٍ تنفيذيةٍ على المديَيْن القريب والمتوسط، وأيضًا في مجالات الأشغال العامة والنقل، والتنمية الإدارية والثقافة.
كما تمّ التطرق إلى مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، وضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لوقف الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة على لبنان، والتأكيد على المُطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المُتمركزة فيها وإعادة الإعمار، وبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها، بالإضافة إلى مواصلة العمل على خطة الإصلاح وإقرارها. وفي ملفّ اللاجئين السوريين، ناقش الجانبان خططًا عمليةً تُتيح عودةً آمنةً وكريمةً الى ديارهم، وقد أبدت دولة قطر استعدادها الكامل لتقديم الدعم والمساعدات اللازمة في هذا الخصوص بالتعاون مع السلطات السورية.
تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون العربي المشترك، والتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين لبنان وقطر، والحرص المشترك على تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وكان مصدر مطلع قد كشف لـ"الأنباء" الالكترونية أنّ زيارة سلام إلى قطر كانت "ناجحةً بكل المقاييس، من حيث الشكل والمضمون"، مشيرًا الى أنّ هناك اهتمامًا قطريًا كبيرًا بلبنان، من خلال الاستعداد الى تقديم المساعدة في قطاع الكهرباء، وتزويد لبنان بالفيول لتوفير الطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف على المدى القصير، أما على المدى المتوسط، فتوجد مشاريع تتعلق بالغاز في معامل إنتاج الكهرباء.
كما أبدت قطر، وِفق المصدر، استعدادها للمساعدة في ملف اللاجئين السوريين، وتقديم مساعداتٍ لهم داخل سوريا والعمل مع الحكومة اللبنانية على خطةٍ لإعادتهم الى أراضيهم قريبًا. كذلك، ملف إعادة الإعمار كان من أبرز محاور البحث بين الجانبَيْن القطري واللبناني.
من ناحية أخرى، أشارت مصادر مراقبة لـ "الأنباء" الالكترونية إلى أنّ هذه الزيارة مهمّة جدًا وتحديدًا في الوقت الراهن، وهي تزامنت مع إعلان وقف إطلاق النار للصراع الذي كان دائرًا في المنطقة، وتأكيد لبنان حياده عمّا كان يجري.
واعتبرت المصادر أن الحكومة تحتاج في الوقت عينه، الى دفعٍ ودعمٍ دوليّ ضاغطٍ على الجيش الإسرائيلي للانسحاب من المواقع التي تتواجد فيها قواته العسكرية، وهذا ما أكده سلام في تصريحاته خلال الزيارة للدوحة بقوله إنّ "إسرائيل لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان".
وتُجدّد المصادر التأكيد أنّ قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية لا تراجع عنه وحُسم، مشيرةً الى أن سياسة النّأي بالنفس لن يُسمح بخرقها، وهذا ما ذكره سلام خلال زيارته قطر حين قال "تمكنّا خلال الأسبوعين الأخيرين من منع جرّ لبنان لحربٍ جديدةٍ".
من جانبها، أفادت معلومات حصلت عليها "نداء الوطن" بأن الملف الأساسي في الزيارة هو ملف الكهرباء، وبأن وجود وزير الطاقة جو صدِّي في الوفد كان أساسيًّا.