في صحف اليوم: لا كلام مباشرًا بين وفدَي لبنان وإسرائيل في "الميكانيزم" والمفاوضات ليست اقتصادية
klyoum.com
نقلت صحيفة "الأخبار" عن مصادر متابعة لاجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار "الميكانيزم" في الناقورة أمس الأربعاء، بأنّ "الاجتماع الذي دام أكثر من ثلاث ساعات، عُقد في غرفة واحدة وبدأ بالتعارف، وحضر القسم الأول منه ضباط الجيش اللبناني الثلاثة الذين اعتادوا حضور الاجتماعات منذ انطلاقتها قبل عام وممثّلو الجيش الإسرائيلي".
ولفتت إلى أنّ "في القسم الثاني، غادر الضباط ليقتصر الاجتماع على السفير السابق سيمون كرم والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك ورئيس اللجنة الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد ونائبه الجنرال الفرنسي فالنتين سيلير وقائد اليونيفل الجنرال الإيطالي ديواتو أبانيارا"، وأكّدت المصادر للصحيفة أن "الوفد اللبناني التزم بعدم التخاطب المباشر مع الوفد الإسرائيلي".
ميدانياً، لفتت مصادر مطّلعة للصحيفة إلى أن "الشريط الحدودي قد يشهد مستجدات عملانية في الفترة المقبلة، منها خفض عديد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة كبادرة إيجابية تلاقي فيها التجاوب اللبناني مع الإملاءات الأميركية، ليس فقط بالتفاوض غير المباشر والتمثيل المدني في الـ"ميكانيزم"، بل أيضاً عبر الموافقة على قيام قوة من اللجنة بتفتيش المنشآت المشتبه بها من قبل إسرائيل".
لا مفاوضات اقتصادية
في السياق، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصدر لبناني قوله إنّه "لا يُنظر إلى هذه التوسعة، على أنها خطوة باتجاه التطبيع"، موضحاً أن التفاوض غير المباشر "مُدرج ضمن اتفاق وقف الأعمال العدائية"، مشدداً على أن الهامش اللبناني في المفاوضات "لن يتخطى اتفاق الهدنة مع إسرائيل في 1949".
وندّد المصدر اللبناني بالتصريح الإسرائيلي بشأن التفاوض الاقتصادي، قائلاً إن المشكلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه "كلما تقدم لبنان خطوة، وأعطى شيئاً، يطالب بالمزيد، إلى درجة أنه يريد من لبنان تسليم نفسه له"، جازماً بأن المفاوضات عبر "الميكانيزم" ليست اقتصادية.
وأكّد مصدر رسمي لـ"الجمهورية"، أنّ "هذا التطوّر الذي تجلّى بإشراك مدنيِّين في اللجنة، يستجيب بصورة واضحة للمبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية حول التفاوض لوقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما خلف الحدود الدولية وتسلّم الجيش اللبناني كامل منطقة جنوب الليطاني، ويناقض بصورة واضحة أيضاً المطلب الإسرائيلي الذي تكرّر أكثر من مرّة، بتجاوز لجنة الميكانيزم والدخول في مفاوضات سياسية مباشرة مع لبنان وعلى مستوى الوزراء، وهو ما رفضه لبنان بشكل قاطع".
ولفت إلى أنّ "الأولوية هي للالتزام الكامل باتفاق وقف الأعمال العدائية وتنفيذ مندرجات القرار 1701 بالتنسيق والتعاون الكاملَين بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس وإطلاق الأسرى". ولفت المصدر إلى "أنّ هذه الخطوة، التي تجلّت بإلحاق السفير سيمون كرم بوفد لبنان في لجنة الميكانيزم، ليست أحادية الجانب، بل هي مؤيّدة من كلّ مستويات الدولة". مشيرةً إلى معطيات تؤكّد أنّ "حزب الله" لا يعارض هذا المنحى.
واستغرب المصدر ما ذهبت إليه بعض الأصوات من "تشكيك بخطوة ضمّ مدنيِّين إلى الوفد اللبناني، وتصويرهم الأمر وكأنّه تنازل من قِبل لبنان وهرولة للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل"، موضّحاً: "لا يوجد أي تنازل من قِبل لبنان، كما لا توجد أي مفاوضات سياسية، بل مفاوضات غير مباشرة. ثم إنّها ليست المرّة الأولى التي تستعين فيها وفود التفاوض بمدنيِّين، بل إنّ مثل هذا الأمر جرى خلال المفاوضات غير المباشرة التي انتهت إلى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية، حين استعين بخبراء مدنيِّين في القانون الدولي وقانون البحار".
لكن، على رغم من هذا التطوّر، إلّا "أنّ الخشية تبقى دائماً ممّا تبيّته إسرائيل»، على حدٍّ تعبير مرجع كبير، مؤكّداً لـ"الجمهورية" على أنّ "تطعيم لجنة الميكانيزم بمدنيِّين، فرصة لتفعيل مهمّتها أكثر، ولاسيما لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وهذا بالنسبة إلى لبنان لا يعني بشكل من الأشكال الدخول في مفاوضات مباشرة".
إلى ذلك، أعرب مصدر ديبلوماسي غربي عن ارتياحه لانعقاد لجنة الميكانيزم بحلّتها الجديدة، آملاً أن "تؤسس لمسار سياسي ينهي الوضع الشاذ القائم". واعتبر أنّ "توسيع مهمّة الميكانيزم، مؤشر جيّد، يبعث على الأمل في إمكان وضع قطار الحل السياسي على السكة، بما يفضي إلى تفاهمات تنزع فتيل التصعيد وتفتح باباً واسعاً لترسيخ الأمن والإستقرار على جانبَي الحدود
واعتبر المصدر رداً على سؤال أنّ "سلاح حزب الله يُشكِّل المعضلة الأساسية، وأعتقد أنّه آن الأوان ليُعالَج هذا الأمر بصورة حاسمة ونهائية، وموقف "حزب الله" لجهة إصراره على التمسك بسلاحه لا يُشجِّع ولا يطمئن ويُشكِّل عامل قلق، كذلك الأمر بالنسبة إلى تهديد المسؤولين الإسرائيليِّين الذين يتحدّثون عن مرحلة ضغوط مكثفة على لبنان لتفكيك البنية العسكرية لحزب الله".