اخبار لبنان

جريدة اللواء

سياسة

الراعي: لبنان «الدعوة والرسالة» أمام مفترق طرق والأموال تُصرف على السلاح والشعوب تموت جوعاً

الراعي: لبنان «الدعوة والرسالة» أمام مفترق طرق والأموال تُصرف على السلاح والشعوب تموت جوعاً

klyoum.com

سأل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «كم من الأموال الطائلة تصرف بسخاء على السلاح والتسلّح، بينما ملايين الشعوب يموتون جوعا»، واعتبر ان «لبنان الدعوة والرسالة أمام مفترق طرق».

وخلال ترؤسه قداساً احتفالياً لمناسبة زيارة ذخائر القديسة تيريز الطفل يسوع إلى لبنان، على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي قال «لبنان في عمق رسالته هو وطن التنوّع والشركة، وطن الطوائف المتعدّدة في وحدة وطنيّة، تماماً كما أنّ إلهنا هو تعدّد أقانيم في وحدة محبّة. لكن هذه الرسالة معرّضة اليوم للتشويه بفعل الانقسامات والتباعد والتجاذب. وطننا، رغم ما مرّ به، يبقى وطن الدعوة والرسالة. هذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير بتراثه وإنسانيّته، يقف اليوم أمام مفترق طرق. إمّا أن يتابع السير في نفق المراوحة والانقسام، أو أن ينهض من جديد على أساسات الشركة والتجدّد».

وقال: «لكن ثمّة فرص حيّة علينا ألّا نهدرها، وهي: أن هناك إمكانيّات إصلاح ونهوض اقتصاديّ. وهناك مواطنون صالحون يبنون بهدوء. وهناك شباب مؤمن ببلدنا ولم يغادروا الحلم. وهناك فرص للخروج من منطق النزاع. وهناك فرصة لبناء المؤسّسات العامّة والفعّالة التي تنبع من إرادة الخدمة لا السيطرة. وهناك فرصة لإعادة الثقة بين المواطن والدولة. نحن نؤمن أنّ النور أقوى من الظلام، والمحبّة من الإنقسام والعمل الجماعيّ من الحسابات الضيّقة».

وكان الراعي ترأس قداس ختام أعمال سينودس الكنيسة المارونية في بكركي، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا ومطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار، وقال «كم يؤلمنا ان السلام غائب عن أفكار وقلوب ونوايا رؤساء الدول القادرة، كما هي حال الحرب الضروس المدمرة بين إسرائيل وغزة، وبين إسرائيل وإيران. وكم من الأموال الطائلة تصرف بسخاء على السلاح والتسلّح، بينما ملايين من الشعوب يموتون جوعا، وملايين آخرين يهجرون من بيوتهم فاقدين جنى أعمارهم، ويعيشون في العراء بدون مال وثياب وغذاء».

وتابع: «إن هذه الحرب وسواها مثل بين روسيا وأوكرانيا وغيرها هي وصمة عار على جبين هذا الجيل. إلى من يقول السيد المسيح: «سلامي استودعكم، سلامي اعطيكم»، يقول لكل إنسان، يقول لكل مسؤول، يقوله لعظماء الدول، فلنصل لكي يصل صوت المسيح إلى كل إنسان حيث لأن في سلام المسيح كل خير ونعمة وبركة. فكلمة سلام تعني جميع عطايا االله».

سينودوس الكنيسة المارونية

وفي البيان الختامي لسينودوس الكنيسة المارونية الذي تلاه المطران منير خيراالله، أعرب الآباء عن فرحهم بانتخاب البابا لاون الرابع عشر، مؤكدين دعمهم له في مسيرته الروحية والرعوية.

واستنكر الآباء ما يتعرّض له قطاع غزة منذ أكثر من سنة، ودعوا المجتمع الدولي وأصحاب الضمائر الحيّة إلى الضغط على أطراف النزاع للوصول إلى حلّ عادل، على قاعدة حلّ الدولتين. كما تمنّوا أن تبني السلطات الجديدة في سوريا دولة قائمة على المواطنة والقانون، معربين عن أملهم في أن يُترجم رفع العقوبات إيجابياً على صعيد أمنها واستقرارها وازدهارها.

داخلياً، اعتبر الآباء أن لبنان يمرّ بأزمة خطيرة تهدّد كيانه وهويّته، لكنّهم أشاروا إلى بروز علامات رجاء، مثنين على إطلاق ورشة التعيينات والتشكيلات إيذاناً ببدء مسار الإصلاح، كما جدّدوا دعمهم لرئيس الجمهورية والحكومة، آملين أن يُواصلا عملهما بوتيرة أسرع، وان يتخذ المعنيون خطوات جريئة وحازمة وحاسمة ينتظرها جميع اللبنانيين على صعيد تعافي الدولة وحصرية مرجعيتها في شؤونهم المصيرية والحياتية.

*المصدر: جريدة اللواء | aliwaa.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة