اخبار لبنان

الهديل

سياسة

خاص الهديل: الخطوة التالية من خطة ترامب: من يحكم إسرائيل ومن يحكم غزة؟!

خاص الهديل: الخطوة التالية من خطة ترامب: من يحكم إسرائيل ومن يحكم غزة؟!

klyoum.com

خاص الهديل….

بقلم: ناصر شرارة 

يجتمع جزء كبير من العالم في شرم الشيخ ليشاركوا في إنهاء أطول حرب شهدتها المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.. وهذه الحرب هي بنفس الوقت تعتبر أطول حرب إسرائيلية فلسطينية وعربية وشرق أوسطية. 

 

.. حسب ما هو ظاهر ومعلن ومؤكد لحد بعيد فإنه بحلول يوم الأثنين (يوم غد) ستكون عملية تبادل الأسرى قد حصلت بنجاح؛ وسوف يكون بطبيعة الحال هناك مشاكل تقنية تتعلق بالعثور على كل جثث القتلى الإسرائيليين الذين أسرتهم حماس. 

ومنذ الآن بدأ السؤال الملك يطرح نفسه، وهو هل هناك مرحلة ثانية فعلياً في مبادرة ترامب(؟؟)، أم أن نتنياهو سيكتفي بتنفيذ الجزء الأول منها الذي يمنحه الحصول على كل الأسرى من حماس دفعة واحدة؟؟.

هناك الكثير من العوامل التي توحي بعدم التفاؤل، وأهمها أن الضامن الشفهي لاستكمال كل خطة ترامب هو ترامب نفسه الذي لا يمكن الركون لتعهداته.. أضف أن شريكه في تنفيذ كل المبادرة هو نتنياهو الذي أيضاً لا يمكن الوثوق بوعوده. 

..وعليه فإنه حتى يتم الحصول عن إجابة شافية على سؤال هل تستمر مبادرة ترامب حتى النهاية؛ يجب تغيير مسار السؤال بحيث يصبح كالتالي: هل هناك مصلحة لترامب، ومن ثم لنتنياهو بإكمال تنفيذ كل بنود مبادرة ترامب العشرين؟؟.

الكثير من المراقبين يعتقدون أن إسرائيل معنية بتنفيذ الجزء الأول من المبادرة، ومن ثم التفاوض على الأجزاء الأخرى تحت النار، ولكن ليس على نحو الحرب الشاملة الحالية الجارية في غزة؛ بل عبر نقل تطبيقات وقائع ما تقوم به في لبنان حالياً إلى غزة.

والواقع أن إسرائيل تريد جعل تطبيقاتها لاتفاق وقف النار مع لبنان نموذجاً تطبقه على ساحات أخرى سوف تبرم اتفاقات وقف نار معها. فمع لبنان وقعت إسرائيل على اتفاق وقف نار، ثم تركت لنفسها داخل هذا الاتفاق نافذة تسمح لها بالقيام متى شاءت بتوجيه ضربات للبنان تحت عنوان الاتفاق يسمح لها بالتحرك عسكرياً ضد أي هدف داخل لبنان تشتبه بأنه يعرض أو سيعرض مستقبلاً أمنها للخطر.

السؤال الملح الآن هو هل تسعى إسرائيل لتطبيق هذا النموذج اللبناني على غزة بعد وقف النار في القطاع؟؟ أم أن إسرائيل ستلتزم مع ترامب ومع خارطة طوني بلير بخصوص المضي قدماً بخطة جعل قطاع غزة قطعة عقار هامة توجد أولوية فيه للاقتصاد؛ بحيث يصبح الفلسطيني الغزاوي ينتمي مصلحياً واجتماعياً لدولة الشركات المعولمة التي لها دور امبراطوريات أو أكبر من دول؟؟!.

وبالأساس نتنياهو ظل لنحو عقدين يحاول منع قيام الدولة الفلسطينية بسلاح جعل حماس شركة غنية تدير قطاع غزة وتغض طرفها عن التوحد مع سلطة أبو مازن في الضفة الغربية (سمح نتنياهو بتمويل حماس من قبل صناديق مال عديدة). 

واستكمالاً هل سيوافق نتنياهو على الانسحاب من مشروع تحالفه مع اليمين الديني الصهيوني لمصلحة بناء حزب جديد قومي يهودي يعود لمبادئ حركة حيروت التي لا تخلو من التطرف، ولكن بنفس الوقت كان لها تجربة مع إنشاء سلم مع مصر بقيادة مناحيم بيغن وكان لها تجربة مع فكفكة الاستيطان في غزة بقيادة أرييل شارون. 

هناك من يتوقع أنه بعد إنجاز المرحلة الأولى من مبادرة ترامب سوف تنشغل إسرائيل بالصراع على السلطة وسوف تصبح المرحلة الثانية من مبادرة ترامب لها علاقة بالإجابة عن سؤال مركزي حول مصير نتنياهو وحكومته، بأكثر مما لها سؤال عن مصير الخطوة الثانية من مبادرة ترامب في غزة وعن مصير الخطوة الثانية.

*المصدر: الهديل | alhadeel.net
اخبار لبنان على مدار الساعة