النظافة تحتاج لتعزيز حس المسؤولية والمواطنة البيئية
klyoum.com
طرابلس - روعة الرفاعي:
يسعى المعنيون في بلدية طرابلس واتحاد بلديات الفيحاء إلى تنفيذ خطط مدروسة لمواجهة أزمة النفايات المستمرة، سواء من حيث جمعها من الشوارع، أو معالجتها، أو الحد من بعثرتها من قبل "النَكّيشة" الذين باتوا جزءاً من المشهد اليومي، لا سيما منذ بداية الانهيار الاقتصادي الذي قلّص من دور البلديات بشكل كبير.
ومع إقفال المطمر الأساسي المعروف بـ"جبل النفايات"، ومنع الأقضية المجاورة من استخدامه، لجأت بعض البلديات والأهالي إلى رمي النفايات بشكل عشوائي على مداخل المدينة، مما فاقم الأزمة البيئية والصحية.
في ظل هذا الواقع، برزت جهود شركة "لافاجيت"، المتعهدة بجمع وكنس النفايات في طرابلس ومدن الفيحاء. فرغم التحديات والصعوبات، واصلت الشركة تنفيذ حملات تنظيف وشطف للشوارع في طرابلس والميناء، بالتنسيق مع اتحاد بلديات الفيحاء، في محاولة حثيثة للحفاظ على الحد الأدنى من النظافة العامة.
ومع ذلك، فإن هذه الجهود لن تؤتي ثمارها دون شراكة فعلية من المواطنين، من خلال تعزيز حسّ المسؤولية والمواطنة البيئية، وعدم رمي النفايات عشوائيًا أو من نوافذ السيارات، والمساهمة في الحفاظ على نظافة الوسطيات والأحياء. فالنظافة مسؤولية جماعية، تبدأ من الفرد وتنتهي بمشهد مدينة حضارية تستحق الأفضل.
*إزمرلي: خطة نفايات شاملة تنطلق خلال أسبوعين في الفيحاء*
وفي هذا السياق أعلن رئيس اتحاد بلديات الفيحاء المهندس وائل إزمرلي خلال حديثه مع موقع " اللواء" عن خطة متكاملة لمعالجة أزمة النفايات في المدينة، ستنطلق خلال أسبوعين، وتنقسم إلى أربع مراحل أساسية تهدف إلى تحقيق حل بيئي مستدام ومتكامل
وقال إزمرلي: "المرحلة الأولى ترتكز على الفرز من المصدر، وسنطلق حملة توعية واسعة لتشجيع المواطنين على الالتزام بهذه الخطوة. لدينا قناعة بأن التجاوب الشعبي سيكون كبيرًا، خصوصًا أن الأزمة الأخيرة خلقت حالة رفض واسعة للفوضى الحاصلة".
وأضاف: "المرحلة الثانية تتعلق بتنظيم المستوعبات، من حيث طريقة الرمي وأوقاته، وسنحدد دوامَيْن يوميًا لجمع النفايات، بالتوازي مع مراقبة مستمرة لمنع عمليات الرمي العشوائي وخصوصًا من خارج المدينة. فريق من المتطوعين والشرطة البلدية سيكون حاضرًا، بالإضافة إلى اعتماد كاميرات مراقبة وبرنامج رقمي خاص بإدارة النفايات".
أما المرحلة الثالثة، فتشمل أعمال اللمّ والكنس، حيث أوضح إزمرلي أن مناقصة حديثة لجمع النفايات ستُعلن خلال عشرة أيام، تواكب تطور المدينة، وقد يكون للشركة الحالية فرصة التقدم مجددًا.
وختم: "نعمل على مشروع متكامل يضم مدن الفيحاء ومحيطها، فحل أزمة النفايات في طرابلس لا يمكن أن يتم دون معالجة المشاكل في الأقضية المجاورة. التمويل موجود، والخطة جاهزة، ونحن بصدد اختيار الموقع المناسب لإنشاء مصانع صغيرة للفرز، على أن لا تتجاوز نسبة الطمر 10% من النفايات، ما يضمن حلاً بيئيًا مستدامًا على المدى البعيد".