مرشحون جدد ينافسون الثنائي الشيعي في انتخابات جنوب لبنان
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
هل تعيد آبل تعريف النظارات الذكية؟ إطلاق مرتقب في 2026كتبت كارولين عاكوم في "الشرق الاوسط":
في جنوب لبنان حيث يبذل الثنائي الشيعي – «حزب الله» و«حركة أمل» – جهوداً للتوافق في الانتخابات البلدية والتوصل إلى لوائح تفوز بالتزكية، هناك من قرّر المواجهة لأسباب عدة أبرزها رفض التهميش وتفرّد الأحزاب بالقرار، كي تكون الكلمة في نهاية يوم 24 مايو (أيار) الحالي لصناديق الاقتراع، في الدورة الرابعة والأخيرة للانتخابات المحلية في لبنان.
وفي بلدة حولا، قضاء مرجعيون في محافظة النبطية، التي سوّيت بيوتها بالأرض وتهجّر كل أبنائها، قررت مجموعة من الأشخاص «المستقلين والآتين من رحم الأحزاب الوطنية»، على حد تعبير المرشح نمر ذياب، خوض المعركة في مواجهة تحالف «حزب الله» و«حركة أمل» و«الحزب الشيوعي»، الذي اجتمع في لائحة موحدة تحت عنوان «العودة والتنمية والوفاء».
مصلحة البلدة
وأتى قرار خوض المعركة، بحسب ذياب، بعد مشاورات خاضها أبناء البلدة للتوافق على مصلحة البلدة، «إذا انسجم ذلك مع رؤيتنا وقناعاتنا، منها أن يكون الرئيس مستقلاً، وأن يتألف المجلس البلدي من مجموعة اختصاصيين، لكن الجهود باءت بالفشل».
وأضاف ذياب لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «نحن مستقلون سياسياً، وأتينا من رحم ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول) التي أجهضتها أحزاب السلطة، لكن لسنا مستقلين عن قضايانا الوطنية والشعبية. نخوض المعركة وندرك جيداً أننا لا نملك قدرتهم اللوجيستية والتجييشية، لكننا نملك قناعاتنا الوطنية للتغيير ومساعدة بلدتنا بعد كل ما أصابها في الحرب الأخيرة، وهجرها كل أبنائها بعدما لم تعد قابلة للحياة».
وتابع أن «أحزاب السلطة لم تقدم إلى بلدة حولا، كما باقي أبناء الجنوب، أي شيء طوال الـ25 سنة الماضية لتأتي الحرب الأخيرة وتقضي على كل ما بناه أبناؤها».
وفيما تحدث ذياب عن الوضع السياسي في حولا، وتفوق الفريق الثاني لوجيستياً وشعبياً، لفت إلى أن «عدداً كبيراً من أبناء حولا المدمرة قد لا يشارك في الانتخابات، بعدما حدّدت مراكز اقتراع لهم في بلدة زبدين في قضاء النبطية، وذلك على غرار عدد من البلدات المدمرة التي حدّدت وزارة الداخلية لأبنائها مراكز اقتراع خارجها».
ونجح أعضاء لائحة «أنصار للجميع» في إحداث إرباك في البلدة في وجه لائحة التوافق التي تجمع الثنائي الشيعي والحزب الشيوعي، عبر الانتظار حتى نصف الساعة الأخيرة قبل إقفال باب الترشح لتقديم طلبات ترشيحهم وإعلان لائحتهم، بعدما كان التوجه نحو التوافق والتزكية.
ووفق المرشحة في اللائحة، آية دبس، فإن الهدف من هذه الخطوة كان رفض التزكية ومعارضة الأحزاب التقليدية التي سيطرت على البلدية في السنوات الماضية من دون أن تنفذ أي خطط تنموية، بالإضافة إلى منع أي ضغوط قد يتعرضون لها. ومن هنا يأتي برنامج المرشحين الخمسة المتخصصين، امرأتان وثلاثة رجال، مرتكزاً على المشاريع الإنمائية والثقافية والفنية.
وفيما يحاول المرشحون الخمسة في «أنصار للجميع»، قضاء النبطية، ألا يكونوا صداميين بقدر الإمكان، بحسب الدبس، لا سيما أن المعركة وإن تدخل فيها الأحزاب بشكل مباشر، يبقى للعائلات وأهل البلدة دور فيها.
وتعوّل لائحة «أنصار للجميع»، وفق الدبس، على الخلافات التي بدأت تتوسّع بين أعضاء لائحة التوافق على خلفية السباق على المناصب بين العائلات، «وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً على دعم لائحتنا»، مشيرة إلى ترحيب لافت لاقاه الشباب والشابات المرشحات»، مع تأكيدها أن «الكلمة الفصل تبقى لصناديق الاقتراع».
ومن باب الحق الديمقراطي بالترشح والانتخاب، كان قرار مجموعة من الشباب خوض غمار الاستحقاق البلدي سعياً للتغييّر والعمل لصالح المدينة، ورفضاً للتزكية، وذلك عبر لائحة مؤلفة من عشرة أشخاص، تواجه للمرة الأولى لوائح الأحزاب في المدينة.
وتحت اسم لائحة «صور مدينتي»، قرر هؤلاء المرشحون منافسة اللائحة التي تجمع «حزب الله» و«حركة أمل»، في خطوة هي الأولى من نوعها في المدينة. وقال ناصر خضرا، أحد الأعضاء المرشحين لـ«الشرق الأوسط»، إنهم ليسوا «ضد أحد إنما نحن أبناء المدينة ونخوض المعركة ديمقراطياً سعياً للتجدد، ولإيماننا بأننا قادرون على إحداث التغيير، ولأننا لم نكن راضين عن أداء البلديات في السنوات الماضية، التي كان يتولاها أشخاص من الأحزاب نفسها».
وفيما كان قد دعا كل من رئيس البرلمان نبيه بري، وأمين عام «حزب الله»، نعيم قاسم، لانتخاب لوائح تحالفهما «التنمية والوفاء» في انتخابات الجنوب والنبطية، أعلنت وزارة الداخلية عن فوز 43 بلدية في محافظة النبطية و52 بلدية في محافظة الجنوب، وذلك بعد جهود كبيرة قام بها كل من «حزب الله» و«حركة أمل» للتوصل إلى هذه النتيجة، وتفادي معارك في معظم البلدات بعد أشهر على الحرب الإسرائيلية التي دمّرت عشرات البلدات وهجّرت آلاف العائلات.