اخبار لبنان

النشرة

سياسة

فضل الله: التّوافق هو الّذي يضمن الأمن والاستقرار والوحدة ولبنان لا يمكن أن يستقر بالغلبة

فضل الله: التّوافق هو الّذي يضمن الأمن والاستقرار والوحدة ولبنان لا يمكن أن يستقر بالغلبة

klyoum.com

أشار السيّد علي فضل الله، إلى أن "الاعتداءات الإسرائيليّة الّتي شهدناها خلال الأسبوع الفائت على ​لبنان​ في الغارات الّتي استهدفت البقاع والجنوب وعمليّات الاغتيال وفي استمرار عمليّات التّوغّل في قرى الشّريط الحدودي، تأتي في إطار عدم قيام اللّجنة المكلّفة بالإشراف على وقف إطلاق النّار بدورها في ردع العدوّ عن اعتداءاته والضّغوط الّتي تمارس على لبنان، وكان آخر ذلك هدم حسينيّة عديسة والجريمة النّكراء الّتي ارتكبها العدوّ في استباحته لمبنى بلديّة بليدا، وقتله وبدم بارد أحد موظّفيها وفي استهدافه المستمرّ للآليّات الّتي تستخدم في الإعمار لمنع إعادة إعمار ما تهدّم من عدوانه".

و اعتبر في خطبة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، أنّ "الضغوط ستستمرّ إن على الصّعيد ​الأمن​يّ أو الاقتصاديّ حتّى يرضخ لبنان لشروط العدوّ بالتّفاوض المباشر معه، والّتي سعت المبعوثة الأميركيّة مورغان أورتاغوس لتسويقه عبر الآليّة الّتي طرحتها".

ولفت فضل الله، إلى أنّ "التّفاوض الّذي تدعو الحكومة إلى الانخراط فيه لا يراد منه إنهاء حال الحرب القائمة وعودة الاستقرار لهذا البلد، فلو كان هذا هو الهدف المرجوّ لحصل منذ قرار وقف إطلاق النّار والّذي التزمت الدّولة اللّبنانيّة بكلّ بنوده ومعها ​المقاومة​ وما يشهد على ذلك هو عدم ردّها رغم اعتداءاته المتواصلة والّتي أدّت حتّى الآن إلى استشهاد أكثر من ثلاثمئة وستّين شهيد".

وأكد فضل الله، أنه "من الواضح أن العدو بات لا يريد التّفاوض حلًّا، بل مدخلًا لتكريس الأمر الواقع وشرعنته، بأن تكون له اليد الطّولى في لبنان والحصول على مكتسبات أمنيّة تتمثّل بتسليم لبنان بما يريده من منطقة عازلة قد تتوسّع في حدودها، وقد تتوسّع شروطه إلى تحقيق أهداف أخرى سياسيّة وأمنيّة منها ما أعلن عنه ومنها ما لم يعلن".

ودعا الدّولة اللّبنانيّة، أن "لا تتعامل مع طرح المفاوضات من موقع ضعف على قاعدة أنّ لا خيار لدى لبنان سوى التّسليم بذلك. وأن تصرّ على موقفها أمام كلّ الدّول الّتي تدعوها إلى التّفاوض لإنهاء حال الحرب بعدما التزمت بما عليها والضّغط على العدوّ لِيَفي بالتزاماته لوقف اعتداءاته واستباحته للسّيادة اللّبنانيّة والانسحاب من المواقع الّتي لا يزال يحتلّها وإعادة الأسرى اللّبنانيّين".

وذكر فضل الله، "أننا لا نريد التّهوين من قدرات العدوّ وإمكاناته والتّغطية الدّوليّة الّتي يملكها لكن هذا، كما قلنا سابقًا، لا يدعو إلى التّسليم لشروطه أو التّنازل عن سيادة هذا البلد وأمنه بل إلى تعزيز المناعة الدّاخليّة والعمل على توفير الشّروط الخارجيّة لوقاية البلد من أطماع العدوّ وعدوانه"، منوّها بـ"الموقف الوطنيّ المسؤول الّذي اتّخذه الرئيس جوزاف عون بدعوته قيادة الجيش إلى الرّد على أيّ اعتداء من العدوّ الصّهيونيّ على الأراضي اللّبنانيّة، والّذي يعيد للجيش دوره بحماية اللّبنانيّين والذود عن الوطن، ودائمًا كنّا نؤكّد أنّ الجيش قادر على القيام بهذا الدّور إذا توفّرت له القدرات والإمكانات والغطاء السّياسيّ".

ووجه نداء للّبنانيّين جميعًا إلى "عدم الانصياع للتّهاويل والخضوع لها في هذه المرحلة والّتي تهدف إلى إضعاف مناعتهم الدّاخليّة لدفعهم إلى تقديم التّنازلات، الّتي يريدها العدوّ في سعي منه إلى أن يأخذ بالتّهاويل ما لم يستطع الحصول عليه بالحرب. وهذا لا يعني عدم الحذر من هذا العدوّ فالحذر معه واجب في كلّ مرحلة، مجددا دعوته لكلّ اللّبنانيّين في هذه المرحلة الحرجة من تاريخهم وأمام التّحديات الّتي تمسّ أمنهم وسيادتهم جميعًا إلى "تعزيز وحدتهم في مواجهة هذه الأخطار والكفّ عن كلّ ما يمسّ بها، لكونها الرّأسمال الأساس لهم والّذي به يمنعون كلّ من يريد العبث بأمنهم ومصيرهم، ولا طريق لبلوغ هذه الوحدة وترسيخها، إلّا باعتماد لغة ​الحوار​ لكي تكون الحاكمة بينهم عند أيّ اختلاف".

وأوضح فضل الله، أنّ "التّوافق هو الّذي يضمن الأمن والاستقرار والوحدة، فهذا البلد لا يمكن أن يستقر بالغلبة. ولذلك نتوجّه وفي ظلّ الاختلاف الحاصل على قانون الانتخاب الّذي أخذ أبعادًا طائفيّة ومذهبيّة وقد يؤدّي إلى تطيير الاستحقاق الإنتخابيّ الّذي ننتظره، بأن تبذل كلّ الجهود لإيجاد صيغة توافق تؤدّي إلى حفظ حقّ المغتربين بالانتخاب، لكن بما لا يدخل هذا الاستحقاق في دائرة تصفية الحسابات الدّاخليّة، أو يطيح بالتّوازنات الوطنيّة أو يؤدّي إلى شرخ داخليّ".

وشدد على أن "سقوط عدد كبير من الشّهداء والجرحى في ​غزة​ نتيجة لخرق الجيش الاسرائلي لوقف اطلاق النار متذرّعًا بعدم وفاء المقاومة في غزّة بالتزامها ومن دون أن يقدّم أيّ دليل مقنع عليه، يشير إلى استمرار العدوّ بمشروعه بتدمير غزّة وتهجير أهلها، مشيرا إلى أنه "لذلك يصطنع الذّرائع الّتي تبرّر له مواصلة تحقيق مشروعه، ما يدعو الدّول الرّاعية لهذا الاتّفاق إلى تحمّل مسؤوليّتها لإلزام العدوّ بالوفاء بما تعهّد به".

وناشد فضل الله الشّعب الفلسطينيّ، أن "يبقى على ثباته وصبره وصموده، لمنع الكيان الصّهيونيّ من تحقيق أهدافه منه، وتحقيق ما يصبو إليه في غزّة، والّذي يستكمله حثيثًا في الضّفّة الغربيّة".

*المصدر: النشرة | elnashra.com
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com