اخبار لبنان

بيروت نيوز

سياسة

حزب الله لن يتنازل عن ترشيح فرنجية

حزب الله لن يتنازل عن ترشيح فرنجية

klyoum.com

في ضوء اللاقرار – القرار الذي اتخذه المجلس الدستوري يمكن اعتبار أن قائد الجيش العماد جوزاف عون قد أصبح مرشحّا طبيعيًا في السباق الرئاسي الماراتوني، وإن كان البعض ذهب إلى تفسير بعض الحملات الإعلامية، وبالأخصّ من قِبل اعلاميين مقرّبين من "حارة حريك" ضد قرار تثبيت التمديد، من خلال الإيحاء بأن الأمور بين قيادتي اليرزة و"حزب الله" غير ماشية، أو أنها تمرّ بفترة فتور على خلفية ما يتم تسريبه بين حين وآخر عن خلافات بدأت تظهر إلى العلن بعد جلسة تأجيل التسريح لمدة سنة للقادة الأمنيين، وما تلاها من مواقف لا يمكن إدراجها سوى في خانة المعركة الرئاسية، التي تحاول "اللجنة الخماسية" أن تجعلها أولوية مطلقة لا بدّ من أن تتقدّم على غيرها من الأولويات، وإن كان البعض يشكّك في قدرة هذه اللجنة على إقناع طرفي الصراع الرئاسي وغير الرئاسي على الساحة اللبنانية بالذهاب نحو "خيار ثالث"، أي أن يتخّلى "الثنائي الشيعي" عن ترشيح رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية مقابل أن تتراجع "المعارضة" عن ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور.

فهذا التسريب المتعمّد يؤشرّ، كما فسرّه البعض، إلى أن "حزب الله" غير مستعدّ للتنازل عن "المرشح" المضمون بأنه سيحمي ظهر المقاومة وخاصرتها، وهو الذي يعتقد، وفق ما يُوحى به، أنه قادر على كسب المزيد بالسياسة مقابل قبوله المشروط بما يُحكى عن صفقة قد يكون لها خلفيات إقليمية لا تبدو طهران بعيدة عنها. إلاّ أن إصرار "حارة حريك" عبر أكثر من قيادي أو مسؤول فيها على نفي ما يتمّ إشاعته في بعض الأوساط القريبة من عواصم القرار المهتمة جدًّا بفصل الأوضاع اللبنانية، وبالأخصّ على مستوى الاستحقاق الرئاسي وغيره من الاستحقاقات الداهمة، عمّا يجري في غزة، يشير إلى أن "حزب الله" لن يدخل في أي مفاوضات في الوقت، الذي تُنتهك فيه حرمة قطاع غزة، وتُسفك فيه دماء الألوف من الأبرياء.

وهذا يعني من منظار ناقلي الرسائل إلى الضاحية الجنوبية، وآخرهم موفدون ألمان، أن الحلول على كل مستوياتها لم يحن أوانها بعد، وأن الأمور متروكة لأوقاتها، وإلى حين جلاء غبار المعركة في غزة، وما ستسفر عنه المفاوضات الجارية مع قيادة "حماس"، التي تطالب بهدنة طويلة قد تليها مفاوضات غير مباشرة مع الإسرائيليين توصلًا إلى حلّ سياسي قد يكون شبيهًا بـ "حل الدولتين". فإذا تمّ التوصّل إلى توافق على هدنة طويلة في غزة فإن جبهة الجنوب المربوطة بالتطورات الغزاوية ستهدأ حتمًا، الأمر الذي يفسح في المجال أمام "حزب الله" للدخول في مفاوضات قد تفضي إلى صفقة سياسية يمكن أن تُترجم على أرض الواقع، انسجامًا مع ما تتطلبه المرحلة المقبلة من تنازلات متبادلة، خصوصًا إذا صحّت التوقعات عن أن الموفد الأميركي أموس هوكشتاين يحمل معه هذه المرّة أفكارًا جديدة بالنسبة إلى تثبيت ترسيم الحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل، بما فيها مزارع شبعا وكفرشوبا.

فـ "حزب الله"، الذي يعتبر نفسه الأقوى في المعادلتين السياسية والعسكرية، لن يقدّم تنازلات مجانية، بل يسعى إلى تحسين شروطه التفاوضية على وقع صواريخه الدقيقة والبعيدة المدى والمدّمرة في الوقت ذاته كصاروخ "بركان" أو صاروخ "فليق 1″، وغيرهما من الصواريخ القادرة على الوصول إلى ما بعد بعد حيفا. فمن لم يخسر في الميدان لن يتنازل في السياسة، بل العكس هو الصحيح، وفق ما يُنقل عن مقرّبين من محور "الممانعة".

وعليه، فأن فرصة انتخاب رئيس جديد للجمهورية قد يكون متاحًا اليوم بحسب الحركة المتنامية لـ "اللجنة الخماسية". فإذا لم يتمّ انتخاب هذا الرئيس كـ "خيار ثالث" اليوم فإن لبنان سيبقى من دون رأس حتى إشعار آخر.

 

*المصدر: بيروت نيوز | beirut-news.com
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com