اخبار لبنان

جريدة اللواء

سياسة

بري لنقابة المحررين: الانتخابات بموعدها ولن أردّ على الغزوة.. لا فتنة داخلية ولا عزل والتفاوض السياسي غير وارد

بري لنقابة المحررين: الانتخابات بموعدها ولن أردّ على الغزوة.. لا فتنة داخلية ولا عزل والتفاوض السياسي غير وارد

klyoum.com

أكد رئيس مجلس النواب نبيه برّي على ان لا خيار أمام اللبنانيين إلّا بالوحدة «فمقتلنا في تفرّقنا» و«أعطوني وحدة اللبنانيين وانتظروا مني خروج إسرائيل»، رافضا منطق العزل لأي مكوّن لبناني.

أما عن الخلاف على قانون الانتخاب فهو لن يردّ على الحملة المبرمجة التي تستهدفه، وحسم القول ان «الانتخابات في موعدها لا تأجيل ولا تمديد»، كاشفا انه لم يستلم مشروع الحكومة حتى الآن.

وعن خيار التفاوض السياسي فهو «غير وارد» والميكانيزم موجودة، ولكن المطلوب إلزام إسرائيل قبل كل شئ بتطبيق اتفاق وقف النار ووقف عدوانها المتواصل على لبنان.

كلام الرئيس بري جاء خلال لقائه مجلس نقابة المحررين برئاسة النقيب جوزف القصيفي، حيث تناول اللقاء مختلف التطورات والمستجدات السياسية وأموراً متصلة بالواقع الإعلامي.

واستهلّ اللقاء بإدراج تقلّبات الطقس على المشهد السياسي في لبنان ليقول «الطقس بلبنان مثل السياسة بكل رقعة في بقعة»، وثم اختصر الردّ على سؤال عن أهداف الحملة المبرمجة (أو الغزوة كما أسماها)، التي تستهدفه شخصياً والمجلس النيابي بوضعها في خانة: قانون الانتخابات النافذ وهناك خلاف حوله والجميع بات يعرف طبيعة هذا الخلاف»، ليستطرد قائلا «للأسف هناك «غزوة» تستهدفني شخصياً ومن الطبيعي أن الشجرة المثمرة ترشق دائما بالحجارة، وهذه «الغزوة» هي من طرف معروف ولن أردّ أبداً». وقال «البعض ومنذ أكثر من 12 سنة يعمل تحريضاً في الولايات المتحدة الأميركية لفرض عقوبات ضدي، ماشي الحال!!».

وأضاف الرئيس بري: أما بالشأن المتصل بقانون الانتخابات من المعروف أنه من الأمور الأساسية التي ذكرها الدستور 4 مرات ولا يمكن الوصول إلى قانون انتخابي إلّا بالتوافق.

وتابع الرئيس بري : لقد حذّرت من رمي كرة النار إلى المجلس النيابي لا أدري لماذا الحكومة ألّفت لجنتين ولم تلتزم بأي قرار صادر عنهما؟. ورمت هذه الكرة على المجلس النيابي وحتى الآن لم استلم أي شيء من الحكومة، والبعض مستعجل عن غير حق ويريد مني أن أحلّ الأزمة المتصلة بقانون الانتخابات وأنا لم استلم المشروع بعد، جازماً ان الانتخابات ستجري في موعدها ولا تأجيل ولا تمديد.

وعن الوضع في الجنوب أبلغ بري الوفد بأنّه: «منذ 11 شهراً لم تطلق المقاومة رصاصة واحدة وبشهادة كل العالم والميكانزيم واليونيفيل. فلبنان نفّذ كل ما يتوجب عليه حيال اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب الليطاني، حيث انتشر الجيش اللبناني بأكثر من 9000 جندي وضابط ويقوم بكامل واجباته في هذه المنطقة. ولكن أين ومتى التزمت إسرائيل ببند واحد من هذا الاتفاق؟». وتابع: «للأسف هذه هي الطبيعة العدوانية الإسرائيلية، لكن ما ليس مفهوماً ولا مبرراً على الإطلاق ألا يكون موقف اللبنانيين موحّداً حول ما قامت وتقوم به إسرائيل وما تضمره للبنان واللبنانيين». وقال: «أعطوني وحدةً. عندها لا خوف على لبنان، مهما كانت التحديات من أي جهة أتت». وحول إمكان قيام إسرائيل بشنّ عدوان على لبنان، سأل الرئيس بري: «هل أوقفت إسرائيل عدوانها على لبنان؟ لا يمكن لأحد أن يتنبأ بنواياها العدوانية. المطلوب وحدة الموقف اللبناني، وهذا هو الأهم».

وأكد أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب الخطاب الموحّد، مردفاً: «ما في لبناني بيحكي متل التاني أمام الأميركي أو الموفدين»، ومؤكداً «كل شخص يتحدث وفقاً لمصلحته».

أما بالنسبة لما يطرح من خيار التفاوض، فكرّر الرئيس بري موقفه لجهة «إن لجنة الميكانيزم موجودة ويشارك فيها ثلاثة ضباط لبنانيين، وممثلون عن الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل، ويمكن أن يكون التفاوض من خلالها، وكما حصل عند ترسيم الخط الأزرق والترسيم البحري يمكن أن تستعين بخبراء مدنيين إذا لزم الأمر، أما التفاوض السياسي فهو غير وارد، وهنا أعطى الرئيس بري مثلا حول المفاوضات الجارية مع سوريا، واشتراط سوريا إنسحاب إسرائيل من الأراضي السورية قبل أي مفاوضات.

وقال: لم نصل الى نتيجة مع الموفد الأميركي توم برّاك، وسألتقي السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى الاثنين، وسيُبنى على الشيء مقتضاه.

وحول الانفتاح السعودي والعربي تجاه لبنان، قال الرئيس بري: لبنان هو بلد كل العرب ويدنا دائما كانت ولا تزال ممدودة لكل الأشقاء العرب وعلاقتي مع المملكة العربية السعودية لم تنقطع في يوم من الأيام.

وعن قيام حزب الله بإعادة بناء نفسه وترتيب أوضاعه، أجاب الرئيس بري: من الطبيعي جداً لأي حزب أو تنظيم أو مكوّن سياسي أن يعيد بناء نفسه وترتيب أوضاعه الداخلية والتنظيمية بين فترة وأخرى، ومع كل تحدٍّ فمن حق حزب الله أن يقوم بذلك خاصة بعد العدوان الإسرائيلي، أما المزاعم عن تهريب السلاح من البحر أو البر أو الجو هي مزاعم كاذبة ولا صحة لها.

وفي هذا السياق، أشار رئيس المجلس الى ان الكتاب الأخير لـ«حزب االله» ليس خارجا عن المألوف وهو جيد، ولكنه كان يفضّل لو انه لم يوجّه الى الرؤساء الثلاثة.

وحول أموال المودعين وما ينتظر من المجلس النيابي تشريعياً؟ قال الرئيس بري: إنني ألتزم بأمر واحد، فالمجلس النيابي أنجز كافة القوانين المتصلة بالإصلاح وخاصة الإصلاح المالي، إلّا قانون الفجوة المالية الذي كان من المفترض أن تنجزه الحكومة في أيلول المنصرم وهو قانون يناقش في بعض بنوده أيضا الودائع، وفي هذا المجال موقفي هو الودائع مقدّسة مقدّسة مقدّسة لا يمكن أن يمرّ قانون ينتقص من وديعة أحد.

وسُئل عن إمكان عقد جلسة تشريعية في وقت قريب، فقال «أنا جاهز للدعوة إلى مثل هذه الجلسات إذا كان هناك اتفاق على الحضور وتأمين النصاب».

وردّا على سؤال عما إذا كان راضيا عن عمل الحكومة حتى الآن، أجاب «القصة بالمفرّق وليس بالجملة»، وذلك طبقا لآلية العمل والإنجاز ومرونة التعاطي.

وإذ أكد «أن لا خوف من فتنة داخلية على الإطلاق»، وجدّد القول ان «الحل بوحدتنا، أما مقتلنا ففي تفرّقنا»، ليختم بتوصيف الأزمة الراهنة التي يمرّ بها لبنان بـ«أنها الأخطر التي يواجهها شخصيا وكذلك هي الأخطر في تاريخ لبنان»، قائلا: «لا خلاص ولا مناص أمامنا إلّا الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة»، مؤكدا أن ليس لديه على الإطلاق عداوات مع أحد في لبنان، ولكن هناك خصومات سياسية وهذا أمر طبيعي، مجدّدا رفضه منطق العزل لأي مكوّن سياسي أو روحي.

وكان النقيب قصيفي استهل اللقاء بكلمة قال فيها: دولة الرئيس لا نحسدكم على الواقع الراهن الذي تتصدّون لتداعياته بجميل الصبر، متحمّلين الانتقادات، وساكتين عن الحملات التي تستخدم كل صنوف السهام، وإذا كان لا يرشق إلّا مثمر الشجر، فلأنها ملأى ولأن لديها شيئا لتعطيه، وهذا ما يجعلنا نكثر الأسئلة لنظفر بأجوبة ينتظرها اللبنانيون منكم لا لأنكم على رأس السلطة التشريعية فحسب، بل لأنكم السياسي المخضرم الذي يُجيد إمساك العصا من منتصفها، ولو نالكم نصيب وافر من التصويب، وتعرفون «البير وغطاه»، لما لديكم من سعة اطّلاع، وقدرة على التحليل الصائب، وإجتراح الحلول الممكنة والمناسبة لأشدّ القضايا إستعصاء.

*المصدر: جريدة اللواء | aliwaa.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة