براغماتية أميركية بين “مهمات” أحمد الشرع….و"مهمة" امين الجميل
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
ما آخر أرقام تسجيل المغتربين؟كتب مرسال الترس في موقع "الجريدة":
يبدو واضحاً أن الوقت الذي يمنحه الرئيس دونالد ترامب لمتابعة المواقف والسياسة المرتبطة بكيان الاحتلال الإسرائيلي، أكبر بكثير من الوقت الذي يمنحه لإدارة بلاده التي تُعد الأقوى عالمياً.
يكاد لا يمر يوم من دون أن يُظهر ترامب اهتمام واشنطن بتنفيذ “الإتفاقات الإبراهيمية”، أو ما يتصل بها من متطلبات رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، في حين أن الاغلاق الأطول في الإدارة استمر ثلاثة وأربعين يوماً، وكلف البلاد الآف مليارات الدولارات من الخسائر، التي سيتم تعويضها من الثروات العربية وفق “الأسلوب الترامبي”.
ومن هذا المنطلق، أفسح ترامب وقتاً واسعاً للرئيس السوري أحمد الشرع، على الرغم من إدخاله من باب خلفي، وأجرى معه محادثات بعيداً عن الأضواء الإعلامية التي يعشقها ترامب. كانت بلاد العم سام قد رَصدت عدة ملايين من الدولارات من أجل الحصول على معلومات عن مكان وجود “الجولاني” أثناء قيادته لمرحلة “الجهاد”. لكن الشرع ـ
“الجولاني” سابقاً ـ أكد أن اللقاء في البيت الأبيض هو “بداية جديدة لعلاقات استراتيجية بين سوريا والولايات المتحدة”، مشيراً إلى أن “سوريا لم تعد تشكل تهديداً للولايات المتحدة، بل أصبحت حليفاً جيوسياسياً”.
أما الرئيس ترامب فكشف أنه متفاهم مع “إسرائيل” على التفاهم مع سوريا. ورأى في الشرع أنه “رئيس قوي، ومتأكدون من قيامه بعمل ناجح، لا بل لدينا الثقة بأنه سيكون قادرًا على أداء المهمة”.
أوضح أكثر من مسؤول في الإدارة الأميركية أن أولى مهمات الشرع هي محاربة تنظيم “داعش”. إضافة إلى “تنظيف” سوريا من أي وجود إيراني أو آثار لـ”حزب الله” وحركة “حماس”.. وما قد يستجد!
ما قيل في واشنطن بين ترامب والشرع، يذكّر بما حصل بين الرئيس الأميركي رونالد ريغان والرئيس اللبناني أمين الجميل أواسط ثمانينيات القرن الماضي. وبعدما وقّع الجميل على اتفاق سلام مع “إسرائيل” في سنة 1983 “إتفاق 17 أيار”، وبعدما قامت انتفاضة ضده تدعوه لالغائه بدعم من النظام السوري آنذاك، طار الرئيس الجميل إلى واشنطن، وبعد أن شرب “حليب السباع” في المكتب البيضاوي، وقف على مدخل البيت الأبيض ليهدّد بقصف دمشق من بيروت!
وبعدما طارت المواقف في الهواء، ومعها وعود الدعم الأميركي الذي كان يَفتح خطوطاً خلفية مع النظام في سوريا، اضطر الرئيس الجميل أن يكرّر زياراته إلى دمشق 11 مرة، من دون أن ينجح في الحصول على وعدٍ بدعمه لتجديد أو تمديد ولايته، وليقتنع لاحقاً أن واشنطن براغماتية بامتياز، وأنه من السهل عليها جداً بيع من يعتقدون أنها حليفتهم، من أجل مصالحها واستراتيجياتها التي في رأس أولوياتها، وبامتياز من أجل أمن كيان الاحتلال الإسرائيلي، والباقي كله تفاصيل صغيرة جداً جداً.