الإعلام في جنوب لبنان: رقابة بين «المسبقة والمبطنة».. وبيئة الحزب «تبتلع لسانها»
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
الأوضاع العامة بين هيكل وبلاسخارتفي جنوب لبنان، حيث تتداخل السياسة بالحرب والإعلام بالميدان، تبدو التغطية الصحافية محكومة بمعادلة دقيقة بين ما يُقال وما يُفهم، وبين ما يُسمح بنشره وما يُفضل التزام الصمت حياله.
فبين الرقابة الصريحة التي تفرضها الظروف الأمنية، والرقابة الذاتية التي يمارسها الصحافيون، يصبح نقل الصورة أكثر تعقيدًا مما يبدو. أما على ضفة الأهالي، فيختلط الوضع بين الترهيب والترغيب، إلى حدّ «ابتلاع اللسان» وغياب أي تصريح عن أي مأساة رغم هذا الدمار الهائل.
وفيما لا تزال الاعتداءات على الإعلاميين تتكرر دون تبنٍ رسمي، تتكشّف ملامح مشهد إعلامي يتحرك في هامش ضيق بين المسموح والممنوع، بينما يفرض الواقع الميداني قيودًا غير معلنة على منبر الكلمة والصورة.
إعتداءات مباشرة على الإعلام
في ظل هذه الأوضاع، تعرض عدد من الصحافيين لاعتداءات خلال تغطيتهم الميدانية، كان آخرها الاعتداء على فريق قناة LBCI في دير ميماس، والذي طال الصحافيين طوني كيرلوس، لارا الهاشم، وروبير غصن.
وعلى الرغم من مرور ثلاثة أيام على الحادثة، لم تتبنَّ أي جهة المسؤولية عنه، فيما صدرت إدانات واسعة من قبل النقابات الصحافية، معتبرةً ما حدث انتهاكًا صارخًا لحقوق الصحافيين في ممارسة عملهم بحرية.
الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن استُهدفت فرق صحافية أخرى منذ بدء العدوان الإسرائيلي، وتواصلت الاعتداءات حتى بعد وقف إطلاق النار، حيث تعرض فريق من MTV لمضايقات، تحت ذريعة اعتراض بعض الشبان على سياسة القناة، واتهامها بـ«التحريض ضد المقاومة».
أهالي كفركلا يتبرؤون من الإعتداء
واليوم الجمعة، أصدر أهالي بلدة كفركلا بيانًا استنكروا فيه الاعتداء على فريق الـ«LBCI» ونفى البيان «جملة وتفصيلاً» أن يكون لشباب كفركلا أي علاقة بهذا الاعتداء، مؤكدين أن «أشخاصًا ليسوا من البلدة هم من قاموا بهذا الفعل الذي نرفضه رفضًا قاطعًا».
كما شدد البيان على أن أهالي كفركلا «يقدرون جهود جميع وسائل الإعلام التي تواكبهم»، مشيرين إلى أنهم «يرحبون بجميع الإعلاميين عند دخولهم البلدة، وفي مقدمتهم فريق عمل الـLBCI».
قيود غير معلنة على الإعلام؟
في الوقت الذي لم يصدر فيه أي تعليق رسمي من قبل حزب الله أو حركة أمل، يلاحظ متابعون عبر «جنوبية» أن الواقع الميداني يشير إلى محاولات للحد من حركة الصحافيين، خصوصًا تجاه وسائل الإعلام التي تُصنف على أنها «غير مرحب بها» في مناطق معينة.
خلال الحرب، كانت إجراءات التصوير تخضع لموافقة عناصر الحزب في الميدان، لا سيما في المناطق التي تعرضت لغارات جوية.
ومع انتهاء العمليات العسكرية، تولى الجيش اللبناني دورًا أكبر في تنظيم التغطية الإعلامية في القرى التي تمت استعادتها، حيث بات يُطلب من الإعلاميين التنسيق مع مديرية التوجيه والاستخبارات العسكرية، قبل دخولهم إلى المناطق المتأثرة.
صحافيون لـ«جنوبية»: لا تغيّر جوهريًا
هذا أكد عدد من الصحافيين، اللبنانيين والأجانب، الذين يعملون في مناطق الجنوب لـ«جنوبية» أنهم لم يلاحظوا تغيرًا جوهريًا في تعامل الجهات المعنية مع الإعلام.
وأشاروا إلى أن أن التواصل لا يزال قائمًا مع الفرق الإعلامية الرسمية، سواء من قبل العلاقات الإعلامية في حزب الله أو الجيش اللبناني.
رقابة ذاتية من الأهالي؟
وفي حين أن الإعلاميين يعملون بحرية نسبية، دون فرض قيود مباشرة على المقابلات، إلا أن «الرقابة الذاتية» تبدو واضحة في تصريحات الأهالي والمتضررين.
فالكثيرون يتجنبون الإدلاء بأي مواقف قد تُفسر على أنها انتقاد، في ظل استمرار وجود جثامين شهداء الحزب تحت الأنقاض.
ويعبّر آخرون عن استيائهم مما حل بقراهم من دمار، ولكن بعيدًا عن عدسات الكاميرات.
إقرأ/ي أيضا: بالفيديو: الاعتداء على نوال بري وفريق الـmtv في الضاحية!