لم تصل إليها أيّ من المساعدات التي تسلمتها الدولة كاريتاس واجهت التحديات دون تمييز
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
بري تابع مع وزير الداخلية التحضيرات لانجاز الانتخابات البلدية جنوباكاريتاس جهاز الكنيسة الاجتماعي وذراعها الإنساني لمدِ يد المساعدة إلى كل محتاج. والمحتاجون في لبنان كثر ومن كل الطوائف، والاحتياجات ازدادت أضعافاً منذ الانهيار الاقتصادي وارتفاع منسوب الفقر، ووصلت مع حركة النزوح الكبرى مستويات شكّلت تحديات شائكة. فهل استطاعت المؤسسة الكنسية تأمين متطلبات النزوح الاجتماعية والصحية والمادية للمسيحيين وغير المسيحيين؟
الأب الكرملي ميشال عبود رئيس رابطة كاريتاس لبنان ظلّ موجوداً على الأرض بقوة وفاعلية مع 3000 متطوع و700 موظف عملوا بأقصى طاقة ضمن 90 مركزاً توزعت على امتداد الوطن لتلبية احتياجات اللبنانيين دون تمييز، والعمل مع برامج الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين السوريين.
كاريتاس وقفت إلى جانب الأشخاص الأكثر فقراً لتأمين مستلزمات حياتهم اليومية من مأكل ومشرب وأدوية ومدّتهم بالدعم المالي المباشر وحتى بالإيواء عند المستطاع، وساعدت اجتماعياً نحو 39,000 عائلة وأمّنت لهم 78,000 خدمة. تقدم كاريتاس سنوياً خدمات صحية يستفيد منها حوالىي 25,0000 شخص من خلال 10 مستوصفات صحية و9 عيادات نقالة وحملات طبية متنوعة لتأمين الاستشارات الطبية والنفسية، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفاً كالنساء والأطفال، كما تعمل على توزيع الأدوية للمحتاجين وتدفع فاتورة الاستشفاء عن الأكثر حاجة. وتؤمّن كاريتاس أيضاً خدمات تعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة عبر 4 مراكز ليبلغ عدد المستفيدين منها حوالى 300 تلميذ.
الفقراء الجدد
قبل الحرب الأخيرة ومع بداية الأزمة ازداد الضغط على كاريتاس مع ازدياد احتياجات الناس التي طالت أساسيات الحياة، ما جعل التقديمات تزداد الضعف لكنها بقيت أقل من الحاجة، وفق ما يشرح الأب عبود، وأصعب ما واجهته كاريتاس فئة الفقراء الجدد الذين كانوا من المحسنين الذين يدعمون المؤسسة وصاروا بحاجة إلى دعمها، كذلك فئة الفقراء الصامتين الذين يمتنعون عن طلب المساعدة. وكان الاستشفاء أكثر الاحتياجات إلحاحاً حيث ما عاد باستطاعة هذه الفئات دخول المستشفيات مع توقف تغطية الضمان الاجتماعي ووزارة الصحة، لذا كان على كاريتاس تأمين تغطية الاستشفاء لهؤلاء بمبالغ وصلت إلى ملايين الدولارات.
انفجار المرفأ شكل حلقة جديدة في سلسلة الأعباء التي واجهتها كاريتاس بكل ما حمله من مآس وأضرار، وكان على المؤسسة التعامل مع النتائج الآنية والأزمات التي ولدها في ما بعد. فعملت كاريتاس على تأمين الطعام لمن تركوا بيوتهم ومساعدة الجرحى وترميم المنازل وتقديم الدعم النفسي للأهل والأولاد، والمساعدة في معالجة آثار الجروح والإصابات ومتابعة الإعاقات الطويلة الأمد التي خلفها، إلى جانب تأمين دعم مالي لمن فقدوا مصادر رزقهم. في اليوم ذاته ارتفعت التقديمات ولا تزال المتابعة مستمرة مع كل ما تتطلبه من إنفاق وزيادة في الخدمات.
شهدت البلاد تطوراً إيجابياً في العام 2023 تجلّى في عودة التغطية الصحية وتسارع العجلة الاقتصادية وخلق المزيد من فرص العمل وخفّت بشكل ملموس نسبة الفقر. لكن نهاية العام 2023 شهدت عودة الضيق الاقتصادي مع بدء حرب الإسناد ليأتي النزوح الكبير في شهر أيلول الماضي مشكلاً كارثة فاقمت الحاجة إلى المساعدات.
جهوزية تامة
"منذ اليوم الأول لحرب الإسناد كنا جاهزين للمساعدة- يقول الأب عبود- عبر محورين: صحي طال مراكز النزوح في الجنوب، ومادي ساعدنا من خلاله العائلات التي نزحت إلى بيوت أقارب لها وكانت في معظمها من المسيحيين من بلدات مثل رميش ودبل وعين إبل.
منذ شهر أيلول حتى تشرين الثاني عملت كاريتاس على تأمين الخدمة إلى 126،361 فرداً بميزانية تجاوزت 4,500,000 دولار أميركي. على الصعيد الصحي استمرت بتقديم خدمات تجاوز عددها 35,000 للنازحين في مختلف المناطق اللبنانية عبر المراكز الصحية والعيادات النقالة، بالإضافة إلى التدخل في مراكز الإيواء بالتنسيق مع وزارة الصحة اللبنانية. وقد عملت على متابعة الدَعم الصحي للعائلات المسيحية الصامدة على الحدود اللبنانية من خلال العيادة النقالة التي لا تزال تعمل في إقليم مرجعيون-حاصبيا لخدمة نحو 1800 شخص صامدين في بلدة القليعة، وتأمين طبيب طوارئ دائم في البلدة، نظراً لنزوح الأطباء وإغلاق مستشفى مرجعيون بعد تعرضه للقصف، وكذلك تأمين إرسال الدواء إلى البلدات المسيحية الحدودية مثل كوكبا ورميش.
مراكز الإيواء كان لكاريتاس دور فاعل في تجهيزها عملانياً بالتعاون مع UNHCR وتقديم الوجبات الساخنة والحصص الغذائية والمياه النظيفة، إضافة إلى الفرش والأغطية ومستلزمات الحياة اليومية والنظافة الشخصية، وعملت كاريتاس على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والصحي للنازحين على اختلاف طوائفهم ومساعدة الفئات الأضعف، وحتى على تقديم المساعدة القانونية للمتضررين، خاصة في حالات فقدان الوثائق.
أما الدعم المالي المباشر فتقدمه كاريتاس للعائلات النازحة التي تسكن في بيوت الأقارب حيث فاق العدد 5200 عائلة مسيحية و1900 عائلة غير مسيحية. وقد كان التركيز على العائلات المسيحية، وفق الأب عبود، نظراً لكون معظم العائلات الشيعية تتلقى مساعدات من هيئات خارجية مثل جمعية السيستاني في العراق وغيرها.
كاريتاس تعمل اليوم بالتنسيق التام مع البطريركية المارونية ولجنة الطوارئ ومع جمعيات أخرى لا سيما على مستوى المعلومات. لكن المساعدات التي وصلت إلى الحكومة اللبنانية لم تصل إلى كاريتاس بعد، يقول الأب عبود، وحين يتم السؤال عن المساعدات يكون الجواب أنها توزع على المحافظين ووزارة الصحة.