سلام خلال وضع حجر الأساس لمُجمّع البقاع الإسلامي: لا استقرار إلّا بانسحاب إسرائيل وحصرية السلاح
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
حقيقة التعرض لإحدى الصحافيات في السراي..!أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام «ان لا استقرار من دون حصرية السلاح بيد الدولة، وانسحاب إسرائيل من كامل الأراضي اللبنانية».
وخلال رعايته احتفال وضع حجر الأساس «لمُجمّع البقاع الإسلامي» في البقاع الأوسط بتقديم من النائب حسن مراد، وحضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ووزراء ونواب وسفراء وشخصيات وطنية ودينية، قال سلام: «البقاع منطقة بقيت، رغم كل العواصف، نموذجاً يحتذى في العيش المشترك والتنوّع المتكامل. وصحيح أن الدولة ليست مجرد سلطة مركزية فقط، بقدر ما هي عقد اجتماعي بين المواطنين ومؤسساتهم. ولكن الأصح أيضاً أن لا دولة بلا سيادة. ومعنى السيادة ان تكون الدولة قادرة أن تفرض سلطتها على كامل أراضي الوطن بقواها الذاتية حصراً، كما نصّ عليه اتفاق الطائف. وكذلك تقتضي السيادة أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها. لقد أثبتت التجارب المريرة أن الدولة هي الملاذ الأول والأخير للبنانيين، لكل اللبنانيين، بكل ألوانهم الطائفية والسياسية والحزبية، وأن إتفاق الطائف الذي أنهى الحرب المدمرة، ووضع أسس دولة المؤسسات والقانون، يعتبر أمانة وطنية يجب إيصالها للأجيال الصاعدة حتى تنعم بدولة المواطنة القائمة على المساواة والكفاءة، بعيداً عن الحسابات المذهبية، ونفوذ الزبائنية السياسية. من هنا، يأتي وضع حجر الأساس لهذا المُجمّع الإسلامي كرسالة بالغة الدلالة، في توقيتها ومضمونها. فهو يشكّل مساحة روحية ووطنية لأنه يحتضن فكر الاعتدال والانفتاح، وهو ما جعل أن أهل السنّة في لبنان هم في طليعة المتمسّكين بخيار الدولة، أي الدولة التي ترتكز في بنيانها على الدستور، وعلى اتفاق الطائف الذي كرّس هوية لبنان وانتمائه العربيين، والذي علينا كي تستقيم حياتنا الوطنية ان نستكمل تطبيقه، وأن نصحّح ما طبق منه خلافاً لنصه أو روحه، وأن نعالج ما أظهرته الممارسة من ثغرات فيه، وأن نسعى الى تطويره كلّما تبيّن لنا ان تغيّر أحوال الزمن يتطلب ذلك».
وتابع سلام: «ان لا استقرار في البلاد من دون انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان ووقف أعمالها العدوانية، كما ان لا استقرار دون شعور كل المواطنين بالأمن والأمان أينما كانوا في ربوع الوطن مما يتطلب بدوره حصر السلاح بيد الدولة وحدها».
وختم: «نحن نعتبر أن وجود الحكم الجديد في سوريا هو فرصة تاريخية للبلدين الشقيقين لإعادة بناء العلاقات الأخوية على أسس صحيحة وصحيّة، تراعي مصالح الشعبين، وتقوم على الإحترام المتبادل، وعدم التدخّل بشؤون الآخر، إلى جانب العمل على تحديث الإتفاقيات المعقودة بين الدولتين، بما يوفر متطلبات المصالح المشتركة، والمتداخلة في مواقع كثيرة بين لبنان وسوريا. هذه كانت عناوين محادثاتي مع الرئيس أحمد الشرع الذي لمست منه كل تفهّم للوضع اللبناني، وما يعانيه من حساسيات وعُقَد المرحلة السابقة، وهو أبدى كل استعداد للتعاون لما فيه خير الشعبين السوري واللبناني».
وثم زار سلام البقاع الغربي وراشيا والبقاع الأوسط، وتخلل الجولة سلسلة لقاءات سياسية ودينية وتنموية، شدّد خلالها على أن «الإنماء المتوازن شرط أساسي للاستقرار، وأن استعادة الدولة تبدأ بتطبيق ما تبقّى من اتفاق الطائف، لا سيما اللامركزية الموسّعة وحصر السلاح بيد الدولة».
دريان
وفي المناسبة، قال مفتي الجمهورية: «إنه يوم جامع ومبارك أن نلتقي في رحاب البقاع الأشم».
وأكد أن «مساجدنا منارة اللهداية والعلم»، آملا أن «نبعد السياسة عن العبادة وهكذا تكون العبادة خالصة الله تعالى». وقال: «عندما حضر الأستاذ حسن مراد ودعاني لحضور الاحتفال لم أناقشه بأي أمر لأن البقاع عزيز على قلبي، البقاع غني بأهله وقاماته وشخصياته، و»أعتقد بأن الأستاذ عبد الرحيم مراد والنائب حسن مراد سيسلمانه إلى دائرة أوقاف البقاع عندما ينتهي بناؤه، وهذه رغبة النائب حسن مراد منذ البداية. آمل أن يتم الإسراع بهذا المشروع الرائد ليكون منارة من منارات أهل السنة في البقاع».
وعن زيارته إلى دمشق، قال: «ذهبنا لأنها بوابة العبور إلى عمقنا العربي. نريد أطيب العلاقات مع سوريا وهذه العلاقات تبنى بين دولة ودولة».
وكشف أن «وزير خارجية سوريا سيزور رئيس الحكومة نواف سلام قريبا لبحث العلاقات بين البلدين».
وفي الختام، شدد على أن «لبنان عربي الهوية والانتماء ولا خلاص لنا كلبنانيين إلا بوحدتنا الوطنية، وبوحدتنا ننتصر على العدو الصهيوني».
وكان المفتي دريان اكد خلال حفل غداء اقامه بلال الجراح في قب الياس على شرفه ان « ليس لنا مشروع خاص كمسلمين سنّة خارج نطاق الدولة، مشروعنا هو مشروع الدولة القوية العادلة المتماسكة، التي تعطي الحقوق والتوازن لكل المجتمعات»، و»نحن لا نريد ان نأخذ حق احد ليس لنا ،كما نرفض تماما ان يأخذ أي حق لنا، واجبنا الوطني هو أن نكون نحن مع الدولة القادرة العادلة التي تعطي الحقوق لأصحابها ، وايضا الواجبات المترتبة على الدولة لجميع المكونات».
واردف: «العنوان الاساسي لنا كمسلمين سنة ضمن مشروع الدولة في لبنان بأننا قدمنا شهداء كبار من أجل ان تقوم الدولة بجميع مهامها، على الصعيد الديني ، قدمنا شهيدا من كبار شهدائنا ، المفتي الشهيد حسن خالد ، وللأمانة التاريخية اقول إنني كنت في موكبه يوم استشهاده ، لكن الله سلَمني حتى أحمل بعده الأمانة، وايضا نائب رئيس المجلس الشرعي الأعلى السيد يوسف الصالح هو شهيد أيضا من شهداء المؤسسة الدينية ، وأيضا الشيخ أحمد عساف شهيد المؤسسة ، وطبعا كان لنا شهداء كبار في الدولة اللبنانية سطروا بدمائهم ان السنة يقدمون الكثير من أجل بقاء الدولة اللبنانية ، هكذا كنا وهكذا سنبقى على هذا العهد بالذات».
مراد
وألقى النائب حسن مراد كلمة أكد فيها أن «المشروع ليس مجرد صرح ديني بل منصة للعلم والتربية والاعتدال، ويجسّد الشراكة الوطنية ويعزز الهوية والانتماء»، مستذكراً «حلم المفتي الراحل الدكتور خليل الميس في بناء هذا الصرح الذي يكرّس قيم الإسلام الحق ويدعو إلى العيش المشترك». وأشار إلى أن «لبنان يواجه أزمات اقتصادية وأمنية وحصاراً خارجياً متصاعداً»، وأثنى على «صمود أهل البقاع الذين يواصلون البناء والعمل رغم التحديات». وأهدى المشروع إلى روح شقيقه حسين عبد الرحيم مراد، معرباً عن عزيمته لمتابعة تنفيذ مشاريع تنموية في كافة المناطق اللبنانية.
وختم: «هذا المركز بداية لمسيرة وطنية تمتد من البقاع إلى كل لبنان، لتعزيز الأمل والعمل المشترك».