48 ساعة حاسمة لإعادة جدولة زيارة قائد الجيش اللبناني بعد 3 اتصالات أمريكية متتالية

قبل ساعات من توجهه إلى الولايات المتحدة أبلغ قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل من واشنطن بإلغاء ثلاثة مواعيد رسمية رفيعة المستوى كان يستعد لعقدها هناك.

وذكرت صحيفة "نداء الوطن" أن اللقاءات هي مع مسؤولين في وزارة الدفاع، ومع مسؤولين في هيئة الأركان، ولقاء ثالث مع مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية.

وعلمت الصحيفة أن اتصالات إلغاء المواعيد الثلاثة جاءت بشكل منفصل ومتتال، حيث وردت ثلاثة اتصالات أمريكية الواحد تلو الآخر إلى قيادة الجيش لإبلاغها بإلغاء كل موعد على حدة.

وسجلت الإدارة الأمريكية سابقة لافتة في رسالة وصفت بالقاسية والخالية من أي مجاملة دبلوماسية، ما دفع هيكل إلى إلغاء زيارته فوراً بعدما أدرك مضمون الرسالة.

وأشارت مصادر أمريكية إلى وجود ثلاثة أسباب رئيسية خلف هذا القرار، أولها بطء قائد الجيش في تنفيذ مهمته المتعلقة بنزع سلاح "حزب الله" جنوب وشمال الليطاني.

وثانيها ما قاله هيكل في اجتماع مجلس الوزراء السابق حين طرح وقف تنفيذ خطة الجيش إلى حين انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي ما زالت تحتلها، وهو طرح أزعج الإدارة الأمريكية وأثار شكوكها تجاه أدائه.

أما السبب الثالث فكان بيان قيادة الجيش الذي حمّل المسؤولية كاملة لإسرائيل من دون أي إشارة إلى حزب الله، وهو ما أشعل غضب واشنطن ودفعها إلى اتخاذ قرار الإلغاء.

وتفيد معلومات "نداء الوطن" بأن جهودا سياسية واستخباراتية انطلقت عبر قنوات رسمية لإعادة ترتيب زيارة جديدة لقائد الجيش إلى واشنطن خلال 48 ساعة، بهدف إعادة جدولة المواعيد نفسها التي ألغيت، على أن يؤكد هيكل التزامه بتنفيذ وعده بنزع السلاح جنوب وشمال الليطاني قبل نهاية العام الحالي.

وانطلقت الاتصالات بين قيادة الجيش من جهة والإدارة الأمريكية من جهة أخرى لتهدئة الأجواء ومحاولة تجاوز تداعيات ما حصل.

وفي هذا السياق، وصفت مصادر أمريكية رفيعة لـ"نداء الوطن" ما تردد عن ضغوط أمريكية لدفع هيكل إلى الاستقالة بأنه مبالغ فيه ولا يتعدى التأويل والتهويل.

وفي محاولة للتخفيف من وطأة إلغاء المواعيد، قالت المصادر نفسها: "كنا نظن أن الهجمات على مخيم حماس في صيدا ستكون خبرا أكبر من إلغاء مواعيد هيكل، فما حصل كبير جدا".

وأعربت المصادر عن توقعها بأن تعمد وزارة الحرب الأمريكية إلى تحديد مواعيد جديدة لهيكل قريبا.

وعند سؤال المصادر عن مغزى إلغاء المواعيد والمطلوب من قائد الجيش، جاء الجواب واضحا: "المطلوب من هيكل أن يركز على نزع سلاح حزب الله".

وعن فرص لبنان في استعادة ثقة المجتمع الدولي وسحب سلاح حزب الله بعد هذه الحادثة، أكدت المصادر أن الفرصة لا تزال قائمة، مضيفة أن الولايات المتحدة تعمل بجد وبشكل مكثف خلف الكواليس بالتعاون مع لجنة الميكانيزم لضمان تقدم الآلية الموضوعة.

وبخصوص ما يُشاع عن انعدام الكيمياء بين العماد هيكل والمبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس، نفت المصادر ذلك بشكل قاطع، ووصفت هذه الأحاديث بكلمة "هراء".

وأكدت أن أورتاغوس التقت هيكل خلال زيارتها الأخيرة إلى بيروت وأن الاجتماع بينهما كان ممتازا، وأن كل ما يقال خلاف ذلك لا أساس له.

واختتمت المصادر حديثها بالقول إن ما حصل لا يعني أن هيكل غير مرحب به شخصياً في واشنطن، بل إن الرسالة الأمريكية تتعلق بالشق العملي فقط، حيث يبقى المطلوب واضحاً لا لبس فيه: "سحب سلاح حزب الله".

المصدر: "نداء الوطن"

اخبار لبنان على مدار الساعة