خاص الهديل: مدخل ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام هو دوره بالدفاع عن إسرائيل وليس عن غزة!؟
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
واشنطن والغرب: لمواجهة الحزب !خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
لم ترد من واشنطن أية إشارة تدلل على أن لبنان كان موضع حديث بين ترامب ونتنياهو؛ ورغم أن توم براك كان في عز مهمته في لبنان خلال لقاءات نتنياهو – ترامب في الولايات المتحدة الأميركية؛ إلا أن الرجلين لم يعلقا بحرف واحد على زيارة براك لبيروت ولا على ورقته للبنان، ولو حتى من باب الإشارة إليه، كأن يقول مثلاً ترامب بأسلوبه المعتاد أن توم يقوم بعمل رائع في لبنان، الخ..
ربما كان صمت واشنطن حيال مواكبة مهمة براك في لبنان غير مقصود ولا يحمل خلفية جوهرية، ولا يعني – أي صمت واشنطن – أن مهمة براك اللبنانية ليست محل اهتمام ترامب، بل يعني أن الاهتمام بغزة لدى ترامب ولدى نتنياهو يسبق اهتمامهما في هذه اللحظة بلبنان.
هناك تناقض وليس بالضرورة خلاف بين موقفي ترامب ونتنياهو حيال غزة؛ فترامب يريد أن يرشحه اتفاق وقف النار في غزة لجائزة نوبل بينما نتنياهو يريد أن يرشح ترامب لقيادة مشروع تهجير غزة.
وكان لافتاً أن يقوم نتنياهو في أول لقاء له مع ترامب في زيارته الحالية؛ بتقديم وثيقة له قوامها أن إسرائيل أرسلت للجنة جائزة نوبل كتاباً يرشح ترامب لنيلها!!.
والواقع أن إقدام نتنياهو على هذه الخطوة، هي بمثابة رسالة لترامب تقول له أن مدخله لنيل جائزة نوبل يتحقق من خلال إظهار نفسه بطل سلام يدافع عن اليهود وعن إسرائيل المدافعة عن ثقافة الغرب في الشرق الأوسط؛ وليس من خلال إظهار نفسه كبطل سلام ينقذ "الفلسطينيين الإرهابيين" الذين يريدون إفناء "دولة الشعب اليهودي".
وتظهر وقائع اللقاءات المتتالية بين نتنياهو وترامب وأبرزها اللقاء المغلق بينهما؛ أن الرجلين قررا الاتفاق على استراتيجية اليوم التالي بعد الحرب ليس فقط في غزة بل أيضاً في الضفة الغربية وفي لبنان وسورية وصولاً إلى إيران واليمن ومروراً بالعراق.
صحيح أن الآلة العسكرية الإسرائيلية ضخمة؛ وتستطيع أن تدمر؛ ولكنها لا تستطيع أن تحمي بالسياسة مكاسب هذه الآلة؛ بمعنى أن إسرائيل تستطيع أن تدمر ولكن من يستطيع أن يحصل بالسياسة من "أعداء إسرائيل" على ثمن هذا التدمير هو الولايات المتحدة الأميركية؛ وعليه فإن لقاء ترامب – نتنياهو المغلق يفترض أنه جرى فيه بحث أمر هام وختامي وهو ما هو الثمن الذي يمكن لأميركا أن تحصله لإسرائيل من جراء كل ما ألحقته آلة الحرب الإسرائيلية بغزة ولبنان وسورية وإيران من تدمير.. وفي هذا السياق يمكن توقع أن نتنياهو سيضع سعره لقاء ما دمره؛ فيما ترامب هو الذي سيساوم على تحصيل ما يستطيع لصالح إسرائيل.
والفكرة الرئيسة هنا هو أن تقديم ثمن التدمير لإسرائيل عبر ترامب والاعتراف به من العرب ومن إيران؛ سيسبق عملية إعادة بناء ما دمرته الحرب. بمعنى أن الركام الناتج عن الغارات الإسرائيلية له ثمن سياسي يجب على الذي تعرض للتدمير أن يدفعه لإسرائيل وذلك تحت تهديد أن واشنطن ستسمح لإسرائيل أن تستمر بالتدمير إن لن يتم دفع الثمن السياسي عن ما تم تدميره حتى الآن!!
.. أما إعادة الإعمار فسوف يأتي بعد إنجاز الحسبة السياسية لأول تدمير!!