بين التأزيم والتلزيم.. جعجع يروّج للتهديد الأميركي!..
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
مفاجأة في أسباب انهيار عقار نور الشريف بالسيدة زينبكتب غسان ريفي في "سفير الشمال"
جسّد مبعوث الولايات المتحدة السفير توم باراك حال التخبط الأميركي الذي يُدخل لبنان في متاهات لا أحد يعلم نهايتها أو تداعياتها، مقلدا بذلك رئيسه دونالد ترامب الذي أعطى سلسلة تصريحات متناقضة خلال الحرب الاسرائيلية على إيران وما يزال حتى الآن غير ثابت على موقف واحد تجاه الجمهورية الاسلامية التي يسعى لإعادتها الى طاولة المفاوضات.
لم يمض أيام على وصف باراك الرد اللبناني على المقترح الأميركي بأنه “مدهش ورائع”، معبرا عن رضاه الكامل عنه، حتى نقض بعد مغادرته كل مضامين هذا التصريح، مهددا ومتوعدا بـ”إعادة لبنان الى بلاد الشام” في إشارة الى تلزيمة للنظام السوري الجديد برئاسة أحمد الشرع، الأمر الذي يعكس حالة من إنعدام الوزن يعيشها الأميركي الذي يتعاطى بإرتباك تام مع التطورات التي تشهدها المنطقة والتي تأتي عكس طموحاته أو ما يخطط له.
ليس خافيا على أحد أن الأميركي والاسرائيلي يطمحان الى إدخال المنطقة بكاملها في خريطة الشرق الأوسط الجديد، وهما كانا يدركان أن ثلاث قوى أساسية هي سوريا ولبنان وإيران تقف حائلا دون تحقيق هذا التوجه الذي سبق وأعلنت عنه وزير الخارجية كونداليزا رايس خلال تعرض لبنان لعدوان 2006.
المخطط الأميركي ـ الاسرائيلي كان يقضي بضرب هذه القوى واحدة تلو الأخرى، فكانت الحرب الاسرائيلية على لبنان والتي لم يكن لها أي علاقة بحرب إسناد غزة، حيث خطط لها الاسرائيلي منذ أكثر من 15 عاما، وهي فشلت في تحقيق أهدافها لجهة “إنهاء المقاومة والقضاء على حزب الله ومنعه من المشاركة في الحياة السياسية”، أما سوريا فقد سقط نظامها المتهاوي أصلا وجيء بنظام جديد، ثم كانت الحرب الاسرائيلية على إيران التي فشلت في تحقيق أهدافها لجهة إ”سقاط النظام الايراني وضرب المشروع النووي والحد من القدرات الصاروخية”، لذلك يمكن القول، إن صمود لبنان وإيران حالا دون تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد وهذا ما يزعج الأميركي الذي يقدم سلسلة مواقف متناقضة لا تشبه بعضها البعض.
هذا بالنسبة لأميركا، أما في لبنان، فإن الأمور ما تزال تراوح مكانها حول الأولويات بين الانسحاب الاسرائيلي والالتزام بوقف إطلاق النار ومن ثم وضع سلاح المقاومة على طاولة البحث، وبين نزع السلاح بغض النظر عن إستمرار عدوان إسرائيل التي لم توقف حربها على لبنان ولم تلتزم بوقف إطلاق النار، ويبدو واضحا في هذا الاطار أن حزب الله أوقف النقاش حول ملف السلاح إذا لم تتحقق المطالب الوطنية بالانسحاب والالتزام وإطلاق الأسرى وإعادة الإعمار.
لذلك فإن الأميركي يتجه نحو مزيد من التهويل والتهديد للبنان في حال لم يرضخ للشروط الأميركية ـ الاسرائيلية، حيث لا يتوانى المبعوثون من هوكشتاين الى أورتاغوس الى باراك عن وضع لبنان أمام خيارين أحلاهما مر، فإما الاستمرار في الحرب الاسرائيلية على لبنان أو الذهاب نحو التوترات الداخلية في حال الاصرار على سحب سلاح الحزب من دون القيام بهذه الخطوات المعطوفة على الضمانات.
واللافت، أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يتبرع في تقديم نفسه وكيلا لـ”التأزيم” لجهة رفع السقوف السياسية تجاه المقاومة ورئيس الجمهورية والحكومة، وإعتماد التحريض الطائفي واللعب على الغرائز، والترويج لرسائل التهديد الأميركية والاسرائيلية، وبعد كلام باراك الأخير قدم جعجع نفسه وكيلا لـ”التلزيم” حيث عمل من خلال بيان أصدره على تبرير كلام باراك مُسقطا ما حصل في العام 1990 عندما تم تلزيم لبنان الى سوريا على المرحلة الحالية، ومحملا في الوقت نفسه الحكومة والدولة مجتمعة مسؤولية ما قد يحصل إذا لم يكن هناك جدية في معالجة ملف السلاح وفقا للشروط الأميركية، وذلك بدل أن يكون منسجما مع الشعارات التي يرفعها ليل نهار حول السيادة والحرية والاستقلال والتي لم يعد لها أي معنى بعد مواقفه وبياناته التي تسوّق وتنفذ مطالب الأميركي إلى حدود الرضوخ الكامل دون أن يأخذ بعين الاعتبار الحساسيات والتوازنات المحلية أو مصلحة لبنان العليا!..