اخبار لبنان

هنا لبنان

سياسة

العالم يواجه جفافًا غير مسبوق… التغيّرات المناخية تضع الدول أمام تحدّيات ندرة المياه وحرائق الغابات

العالم يواجه جفافًا غير مسبوق… التغيّرات المناخية تضع الدول أمام تحدّيات ندرة المياه وحرائق الغابات

klyoum.com

تعاني دول عدّة من أزمة كبرى بسبب ندرة المياه وحرائق الغابات المكثّفة نتيجة موجات حرارة شديدة وتغيّرات مناخية متطرّفة، وتشير هذه الظواهر إلى تأثيرات متزايدة لتغيّرات المناخ تؤدي إلى تفاقم أوضاع ندرة المياه والحرائق حول العالم. فماذا عن لبنان؟

لبنان

يواجه لبنان أيضًا أزمة مناخية حادة تظهر جليةً في تفاقم ظاهرتَيْ الحرائق وندرة المياه، ما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن المائي والبيئي والزراعي.

وتأثرت الينابيع الأساسية بجفاف غير مسبوق هو الأسوأ منذ أكثر من 65 عامًا، في حين تساهم درجات الحرارة الشديدة والجفاف في زيادة خطر حرائق الغابات، الأمر الذي يتطلّب اتخاذ تدابير وقائية واستجابة عاجلة من جميع الجهات المعنية لمواجهة هذه التحديات.

تركيا

تشهد تركيا بشكلْ متكرّرٍ انقطاعًا لإمدادات المياه وخاصةً في المناطق السياحية على بحر إيجه. إضافةً إلى ذلك، تعاني تركيا هذا الصيف من الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ما يؤدّي إلى زيادة معدلات التبخّر. ووفقًا لهيئة الأرصاد الجوية، فإنّ شهر تموز الماضي كان الأشدّ حرارةً في تركيا منذ 55 عامًا. وسجّلت كمية الأمطار التي هطلت في منطقة بحر إيجه العام الماضي تراجعًا بنسبة 22% مقارنةً بكمية الأمطار المعتادة. ويُعزي الخبراء تزايد الظواهر الجوية المتطرّفة وفترات الجفاف الأطول إلى تغيّر المناخ.

في هذا السياق، نشر نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، جوكان زيبك، خريطة الجفاف في تركيا على مدى 12 شهرًا، لافتًا إلى أنّ "البلاد تعيش أكثر فترات الجفاف حدّةً منذ 52 عامًا، مع انخفاض هطول الأمطار بنسبة 26%".

وقال زيبك في بيان: "إنّ هذا الوضع ليس مجرّد نتيجة للأزمة المناخية، بل أيضًا نتيجة سياسات خاطئة تمّ تجاهلها، إلى جانب إهمال تحذيرات العلماء والمدافعين عن البيئة على مدى سنوات".

وأضاف زيبك: "السدود تفرغ بسرعة، والمياه الجوْفية تُستنزف من قبل شركات التعدين، والريّ الزراعي يعاني من سوء الإدارة. ما نواجهه اليوم ليس مجرّد أزمة مياه، بل أزمة إدارة كاملة".

قبرص

وفقًا لهيئة إدارة المياه القبرصية، انخفضت احتياطيات المياه بشكل خطير، حيث لا تزيد نسبة امتلاء السدود في الوقت الحالي عن 11.6% فقط، مقارنةً بـ34.1% العام الماضي. وللسنة الثالثة على التوالي، تشهد البلاد ندرةً في هطول الأمطار، وقالت الإذاعة القبرصية "آر.آي.كيه" إنّ الأولوية هي تجنّب انقطاع المياه في قطاع السياحة المهم. ولمواجهة أزمة المياه، من المقرّر بناء محطات إضافية لتحلية مياه البحر. وهناك بالفعل 12 محطةً عاملةً، لكنّها غير كافية. ولهذا السبب، تدعو الحكومة القبرصية السكان إلى ترشيد استهلاك المياه.

اليونان

تسجّل السدود في اليونان أيضًا انخفاضًا تاريخيًا في مستويات الامتلاء. ففي محيط العاصمة أثينا، انخفضت الاحتياطيات بنسبة 50% مقارنةً بعام 2022. وتُشير الحكومة إلى ضرورة تحديث إدارة المياه في البلاد بشكلٍ جذريّ، وجعلها أكثر كفاءةً، وتوفير حوافز للاستثمار. ومن المنتظر أن يتركّز الاهتمام مستقبلًا على تقنيات جديدة مثل تحلية مياه البحر. لكنّ هذه المحطات لا تخلو من الجدل، إذ يُنظر إليها على أنّها مكلفة، وتستهلك الكثير من الطاقة، وتضرّ بالبيئة.

إيران

تُعَدُّ إيران من أكثر دول العالم جفافًا حيث رصد الخبراء خلال السنوات الماضية انخفاضًا ملحوظًا في معدّلات هطول الأمطار، بالتزامن مع زيادة فترات الجفاف وغيرها من الظواهر المناخية المتطرّفة. وتتصاعد أزمة المياه منذ زمنٍ طويلٍ حتى أنّها ضربت بشدّة هذا الصيف العاصمة طهران التي يقطنها أكثر من 15 مليون نسمة. وتحذّر السلطات هناك من خطر نفاد مخزون المياه في تشرين الأول المقبل، مشيرةً إلى أنّ مستويات امتلاء السدود هناك منخفضة على نحو خطير. وردّت الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة إذ تقوم بقطع إمدادات المياه على مدار ساعات يوميًا في أجزاء واسعة من طهران ومدن أخرى.

إسبانيا

لا تعاني إسبانيا من نقصٍ حادٍّ في المياه في الوقت الحالي، فبعد الأمطار الغزيرة في بداية العام، لا تزال السدود في هذا البلد السياحي الشهير ممتلئةً بشكل جيد، حتى وإنْ انخفضت مستوياتها في ذروة الصيف بسبب الظروف المناخية والاستهلاك المرتفع خلال موسم العطلات. وتبلغ نسبة الامتلاء حاليًا نحو 64% من إجمالي السعة. ومع ذلك، توجد مشكلات في إمدادات المياه محلّيًا في مناطق من بينها مايوركا.

وتُعدّ منطقة بيلا في الداخل من أكثر المناطق تضرّرًا، حيث أعلنت حكومة جزر الباليار في الأيام الأخيرة حالة إنذارٍ من الجفاف. ووفقًا للسلطات، يسود نقص في المياه في معظم أنحاء الأرخبيل. وقد انخفضت مستويات التخزين في تموز إلى متوسط 43% – أي أقلّ بثلاث نقاط مئوية مقارنة بالعام الماضي.

إنكلترا

تعاني أجزاء من إنكلترا هذه الأيام من نضوب مخزونات المياه والجفاف. ووفقًا لهيئة البيئة البريطانية، هناك "نقص خطير في المياه على المستوى الوطني"، حيث تعاني خمس مناطق من الجفاف، كما تعاني ست مناطق أخرى من طقسٍ جافٍ مستمرّ. ووصلت نسب مستويات المياه في العديد من الأنهار والسدود إلى أقلّ من المعدّل المعتاد في مثل هذا الوقت من العام.

وتسجل إنكلترا في الوقت الحالي أشدّ نصف عام جفافًا منذ عام 1976. ويحذّر اتحاد وطني يضم عدّة منظمات، من بينها هيئة الأرصاد الجوية البريطانية (Met Office)، من أنّ تغيّر المناخ يزيد من حدّة فترات الجفاف. وقد أدّى ذلك بالفعل في بعض المناطق إلى فرض قيود، ففي يوركشاير تم حظر ريّ الحدائق بالخرطوم قبل بضعة أسابيع.

إيطاليا

تواجه إيطاليا أيضًا مشكلة الجفاف. فموجات الحرّ خلال الأشهر الماضية وغياب الأمطار لم تتسبّب فقط في جفاف الحقول، بل وضعت أيضًا الثروة الحيوانية في مأزق. ووفقًا لبيانات حديثة من "المعهد الإيطالي لحماية البيئة والبحوث"، فإنّ نقص المياه يختلف بشكل كبير من منطقة إلى أخرى، ففي حين لا يشهد الشمال سوى أزمات محدودة، تتفاقم الأوضاع بوضوح في وسط وجنوب إيطاليا.

وتبقى الحالة حرجةً بشكل خاص في جزيرة صقلية. كما أنّ الوضع متوتر أيضًا في جزيرة سردينيا الواقعة في البحر المتوسط، إذ لم يتبقَّ في نظام المياه الإقليمي بحلول نهاية تموز الماضي سوى نصف الطاقة التخزينية. وفي بعض المناطق لم تتجاوز مستويات الامتلاء نحو 12% فقط.

فرنسا

يتزايد عدد المناطق والبلدات في جنوب فرنسا التي تفرض فيها السلطات قيودًا على استخدام المياه نظرًا لاستمرار الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، حيث تعطي السلطات الأولوية للحفاظ على إمدادات مياه الشرب.

وبسبب انخفاض المخزون الجوْفي ومستويات المياه في الأنهار، يتم تطبيق قيود على الزراعة. كما لم يعد مسموحًا بملء أحواض السباحة أو غسل السيارات أو ريّ المساحات الخضراء العامة والحدائق الخاصة – باستثناء حدائق الخضروات.

جنوب شرق أوروبا

يضرب الجفاف أيضًا منطقة جنوب شرق أوروبا، ففي المجرى السفلي لنهر الدانوب ينخفض منسوب المياه بشكلٍ منتظمٍ، ممّا يؤدّي إلى تعليق بعض السفن على ضفاف رملية، فضلًا عن ظهور حطام سفن غارقة من جديد.

وفي الكثير من الأماكن يُخشى من مواسم حصاد سيئة. وقد أعلنت كرواتيا بالفعل مناطق عدة في الشمال مناطق كوارث بسبب الجفاف.

وفي صربيا وكرواتيا وسلوفينيا والبوسنة والهرسك والمجر ورومانيا تحظّر السلطات على البلديات بشكل متكرّر ري الحدائق وملء أحواض السباحة وغسل السيارات.

*المصدر: هنا لبنان | thisislebanon.com
اخبار لبنان على مدار الساعة