بهاء الحريري: زمن الشعارات الفارغة ولّى ونحمّل السلطة السياسية في لبنان مسؤولية تاريخية
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
اليونيفيل ضمانة عدم الإنزلاق نحو المجهولأكد رجل الأعمال السيد بهاء الحريري: «إن محيط لبنان الإقليمي في المشرق العربي يشهد تحوّلا جيوسياسيا زلزاليا يفرض قواعد اشتباك جديدة، لا تقبل الإبهام أو التغاضي عن حقائق العصر. ففي خضم إعادة ترسيم محاور القوة الإقليمية، وظهور نموذج عربي جديد يستعيد زمام السيادة الوطنية الكاملة، ويَرفض أي شكل من أشكال الوصاية أو التبعية الخارجية، يبرز لبنان كمفارقة مأسوية والاستثناء الأخير لهذه القاعدة الناشئة».
أضاف: «لبنان رهينة الشلل وعدم إدراك للواقع الإقليمي الجديد، بينما تتجه دول الجوار نحو استعادة كامل قرارها الاستراتيجي والتأسيس لمرحلة تمكّن فيها الدولة حصرا من احتكار قوة السلاح، يظل المشهد اللبناني أسير منظومة سلطوية متآكلة، تعجز عن إدارة الأزمة وتفتقر إلى أي بوصلة وطنية».
وتابع: «إن الشلل المؤسساتي الكامل، المقترن بهيمنة قوة عسكرية خارجة عن الشرعية، لا يضع لبنان في خانة الدول الضعيفة، بل يجعله دولة مختطَفة الإرادة، ومعرّضة للخطر الوجودي».
ورأى ان سلاح الفوضى تحوّل إلى عبء استراتيجي، كاتباً: لقد بلغت التقارير الدولية والتقييمات الاستراتيجية الإقليمية ذروة الوضوح: إن استمرار وضع سلاح غير تابع للقرار الوطني يشكّل تهديدا أمنيا متصاعدا يتجاوز حدود لبنان ليصبح عنصرا لعدم الاستقرار الإقليمي، إن الرؤية الاستراتيجية لأي قوى إقليمية أو دولية لم تعد تنظر إلى هذا السلاح باعتباره «رصيد ردع»، بل بات يعتبر شرارة محتملة لاندلاع مواجهة عسكرية واسعة، وهو سيناريو تستعد له العواصم الكبرى في الوقت الذي ترفض فيه الطبقة الحاكمة في بيروت مجرد الاعتراف به.
وحول نهاية زمن المناورة والوقت الضائع، اعتبر الحريري «إن وهم قدرة المنظومة السياسية اللبنانية على شراء الوقت، أو التعويل على تسويات داخلية سطحية، قد تبدد بالكامل. لقد استنفد لبنان رصيده من الحماية الدولية، وباتت التحذيرات العلنية من ضرورة التدخّل الخارجي، سواء كان سياسياً، اقتصادياً، أو حتى عسكرياً، هي السمة الغالبة على الخطاب الدولي».
وقال: يجب أن يدرك قادة لبنان أن:
1. القواعد الإقليمية تغيّرت: لم يعد نموذج «الدولة المختطفة» مقبولاً دولياً أو إقليمياً.
2. خطر الانفجار داخلي: المصير اللبناني محكوم اليوم إما الإصلاح الذاتي الجذري أو الانهيار القسري الذي ستفرضه التطورات الخارجية اضطراراً، وليس اختياراً.
وفي دعوة للإصلاح السيادي الحاسم والعودة إلى الطائف، أشار الى «إننا، من موقعنا الوطني، وبصفتنا على رأس الحريرية السياسية، نحمّل السلطة السياسية في لبنان مسؤولية تاريخية، ندعو الشعب اللبناني إلى إدراك أن زمن التذرّع والشعارات الفارغة قد انتهى بلا رجعة».
وتوجه الحريري الى اللبنانيين واللبنانيات بالقول «إن الخيار الوحيد المقبول دولياً و إقليمياً اليوم هو القيام، بخطوة إصلاحية جذرية سقفها اتفاق الطائف ومضمونها التناغم مع موجة استعادة السيادة في المحيط الإقليمي، والتأسيس لـحصر كامل وشامل للسلاح بيد الجيش اللبناني وقوى الأمن الشرعية والقرار الاستراتيجي، فإن الأحداث ستُفرض على الجميع بقوة لا يمكن لهذه المنظومة الضعيفة احتواؤها أو السيطرة عليها».
وختم: «لبنان أمام خيار واحد: الارتقاء بقرار سيادي وطني موحّد يفتح الباب لإعادة البناء والشرعية، أو السقوط تحت وطأة الصدمة الخارجية التي ستكون تداعياتها كارثية على الجميع.
حفظ الله لبنان وشعبه الطيب».