اخبار لبنان

هنا لبنان

سياسة

هدنة أميركية حوثية برعاية عمانية.. تهدئة مشروطة وقلق إسرائيلي!

هدنة أميركية حوثية برعاية عمانية.. تهدئة مشروطة وقلق إسرائيلي!

klyoum.com

في خطوة مفاجئة، وبعد وقت قصير من الهجمات الإسرائيلية المتتالية على صنعاء، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنه سيتم وقف الهجمات العسكرية الأميركية ضد الحوثيين في اليمن. حيث صرّح من المكتب البيضاوي بحسب سي أن أن قائلاً: "لقد استسلموا، والأهم من ذلك، أننا سنصدق كلامهم… يقولون إنهم لن يفجروا السفن بعد الآن". هذا الإعلان أثار ردود فعل غاضبة في العديد من العواصم، خاصة في إسرائيل، التي شعرت بالصدمة من هذا القرار المفاجئ.

وساطة عمانية تكسر الجمود

لم يكن إعلان ترامب مفاجئاً فقط بسبب توقيته، بل أيضًا لأن الخلفية الدبلوماسية لهذا الاتفاق كانت قد شهدت وساطة غير مسبوقة من سلطنة عمان، التي لعبت دور الوسيط بين الحوثيين وواشنطن. وفي بيان رسمي، أكدت سلطنة عمان أنها نجحت في التوسط بين الجانبين، حيث تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والذي يتضمن تعهد الحوثيين بوقف استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. وفي المقابل، تعهدت الولايات المتحدة بوقف غاراتها على مواقع الحوثيين، وهي خطوة كانت قد طالت عدة مناطق حيوية في اليمن في الأسابيع الماضية.

تصريحات الحوثيين: لا استسلام ولكن وقف النار مشروط

من جانبها، نفت جماعة الحوثي بشكل قاطع هذه التصريحات، مشيرة إلى أنّ ما ذكره ترامب غير صحيح، وأنهم لم يتخلوا عن أي من مواقفهم، بما في ذلك القتال ضد إسرائيل. وفي ردهم على هذه الادعاءات، أكد الحوثيون أن الرئيس الأميركي يحاول تقليل قدرتهم العسكرية.

ولكن من جانبها أعلنت السلطة العمانية، عن اتفاق بين الأطراف المعنية لوقف إطلاق النار وضمان "حرية الملاحة" في البحر الأحمر وباب المندب، وهو ما يعد خطوة إيجابية نحو التهدئة.

بينما وصف ترامب التوصل إلى هذا الاتفاق باعتباره "استسلامًا" من الحوثيين، فإن التصريحات الصادرة عن الجماعة الحوثية جاءت معاكسة لهذا الوصف. وقال محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا في جماعة أنصار الله، إن "الوقف الأميركي للعدوان سيتم تقييمه ميدانيًا أولًا". وأضاف أن "عمليات اليمن كانت ولا زالت إسنادًا لغزة لإيقاف العدوان"، في إشارة إلى دعم الحوثيين لحركة حماس في صراعها ضد إسرائيل. كما أشار الحوثي إلى أن وقف الهجمات على أميركا لا يشمل الهجمات على إسرائيل، موضحًا أن "ضرباتنا مؤلمة وستستمر".

من ناحيته، نفى قائد عسكري "حوثي" رفيع المستوى، مساء الثلاثاء، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أعلان جماعة "أنصار الله" الحوثيين وقف الهجمات على السفن و"الاستسلام" للولايات المتحدة. وقال مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية في العاصمة صنعاء، العميد الركن عابد محمد الثور، في تصريح لوكالة شفق نيوز، إن تصريحات ترامب "غير صحيحة وليس لدينا أي قناة للتفاوض أو التحاور".

هل يشمل وقف النار إسرائيل؟

ومع إعلان ترامب، بدأ المسؤولون الإسرائيليون يطرحون تساؤلات حادة حول ما إذا كان هذا الاتفاق سيشمل أيضاً الهجمات الإسرائيلية ضد الحوثيين في اليمن، خاصة بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع حوثية في صنعاء ومحيطها. وقالت القناة الإسرائيلية 12، في تقرير حصري، إن إسرائيل فوجئت بهذا الإعلان ولم يتم إبلاغها مسبقًا من قبل واشنطن. كما أشار المحلل العسكري في القناة، عميت سيغال، إلى أن تصريح ترامب كان بمثابة "رسالة قوية" للمنطقة، مفادها أن الولايات المتحدة تسعى إلى تقليل التورط في النزاع اليمني، وهو ما يثير القلق في تل أبيب، التي تعتبر نفسها في قلب النزاع الإيراني – السعودي عبر دعمها للحوثيين في حرب اليمن.

الولايات المتحدة والحوثيون: هل هي بداية لتهدئة شاملة؟

مع استمرار الضغط العسكري الأميركي على الحوثيين، كانت التصريحات الأميركية تشير إلى أنّ القرار الأميركي بوقف الهجمات قد يكون خطوة نحو تعزيز جهود الوساطة الدبلوماسية، لا سيما في ما يتعلق بمفاوضات الاتفاق النووي الإيراني. حيث أشار مسؤولون أميركيون إلى أن جهود التهدئة مع الحوثيين قد تشكل زخمًا جديدًا للمحادثات الأميركية-الإيرانية التي تسعى واشنطن إلى استئنافها في أقرب وقت. هذا التطور يشير إلى تحول في سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، حيث يأمل البيت الأبيض في أن يؤدي تخفيف التوترات في اليمن إلى إفساح المجال أمام تقدم أوسع في الملف النووي.

*المصدر: هنا لبنان | thisislebanon.com
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com