منصة الحوار تناشد لحماية السلم الأهلي في سوريا.. سوريا بحاجة إلى التماسك لا الانقسام
klyoum.com
أصدرت منصة الحوار والتعاون بينا حول الأحداث في سوريا دعت فيه إلى حماية السلم الأهلي ونبذ وتير العنف والخطاب الطائفي.
وقال البيان: تتابع منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي المنعقدة الان في الاردن ببالغ القلق تطورات الأوضاع في الجمهورية العربية السورية، خاصة ما يتصل بتصاعد وتيرة العنف وخطابات التحريض الطائفي والمذهبي في بعض المناطق، وهو ما يهدد السلم الأهلي والتماسك الاجتماعي الذي لطالما تميّز به النسيج السوري الغني بتعدديته الدينية والثقافية.
وإذ تؤكد المنصة أن سوريا قد شكّلت، على مدار قرون، نموذجًا في التعايش بين مكوناتها المختلفة، وكان احترام التنوع الديني والثقافي جزءًا من الهوية الوطنية الجامعة التي حفظت البلاد من الانزلاق إلى الفتن. واليوم، وبينما تمرّ سوريا بمرحلة دقيقة، فإن الحفاظ على هذه القيم يصبح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
إقرأ أيضا: نرفض التدخل الاسرائيلي.. جنبلاط: أتباع الشيخ طريف يريدون توريط دروز لبنان وسوريا لمحاربة كل المسلمين
وفي هذا السياق، تعرب المنصة عن أسفها الشديد لما شهدته مدينة جرمانا وأشرفية صحنايا من توترات على خلفية نشر فيديو مفبرك لإثارة النعرات الطائفية، وما تبعه من دعوات تحريضية طائفية وممارسات انتقامية مرفوضة تمسّ بالسلم الأهلي وتؤجج مشاعر الكراهية.
وتؤكد المنصة أن أي إساءة تُوجَّه إلى الرموز الدينية أو إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم هي إساءة للموحدين الدروز وهي مدانة ومرفوضة من جميع أبناء الوطن السوري، الذين لطالما عبّروا عن مواقفهم الواضحة في احترام المقدسات، وتمسّكهم بقيم العيش المشترك والكرامة الإنسانية.
كما تجدّد المنصة تأكيدها على أن الموحدين الدروز هم مكون أصيل ومشرّف من مكونات الأمة العربية والإسلامية، وأنهم قدّموا عبر التاريخ نماذج مشهودة في الدفاع عن وحدة المجتمعات، وترسيخ قيم التسامح والانتماء الوطني.
وإذ تعبّر المنصة عن تضامنها مع جميع المتضررين من هذه الأحداث، فإنها تدعو إلى التهدئة وتغليب صوت العقل والحكمة والرحمة الدينية، وتحثّ الجهات المختصة والقادة الدينين على القيام بدورها في تطبيق القانون، ومحاسبة من يثبت تورطه في أي تحريض أو اعتداء، وتوعية المواطنين وذلك بما يضمن حفظ الأمن وتعزيز العدالة وسيادة القانون.
إننا في منصة الحوار والتعاون نؤمن أن قوة سوريا كانت وستظل في تنوّعها، وفي قدرة مكوناتها على العيش والتضامن كعائلة سورية واحدة في وطن جامع واحد يتسع للجميع.
ومن هذا المنطلق، نناشد جميع القيادات الدينية، والمجتمعية، والإعلامية، إلى تحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والوطنية في مواجهة خطاب الكراهية، والعمل معًا لبناء خطاب جامع يرسّخ قيم السلام والعيش المشترك، بعيدًا عن التخوين أو الإقصاء أو شيطنة الآخر.
يُذكر أن منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي، التي أُطلقت بمبادرة من مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) في فبراير 2018، تعتبر المنصة الأولى من نوعها في العالم العربي. وتعمل على تعزيز ثقافة الحوار والعيش المشترك وبناء التماسك الاجتماعي في المنطقة، مستندة إلى قيم المواطنة المشتركة.